-

ما هو علم النفس الإيجابي ؟ وكيف نطبق الإيجابية

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

ما هو تعريف علم النفس الإيجابي؟

الإيجابية ليست شيء عابر يمارس في الحياة، الإيجابية والتحفيز هو جزء من علم النفس التطبيقي ويسمى علم النفس الإيجابي. فعلم النفس التطبيقي هو اتجاه في علم النفس وجزء منه، يستعمل نظرياته العلمية لتطبيقها ليس فقط في المجال الإكلينيكي العيادي بل أيضا في الحياة اليومية، المهنية، العاطفية، التربوية والعلاجية بالطبع إذ تمتد لجميع نواحي الحياة.

ويمكن استعمالها في أي مكان فيمكن أن يكون المعالج النفسي التطبيقي ضمن شركة، مؤسسة: موظفين ومدراء، ويمكن أن يكون ضمن مدارس ومؤسسات تربوية ويمارس المعالج النظريات العلمية في مؤسسات مختلفة فهو يحول الخدمة والدعم لأمر يومي يستخدم في جميع مناحي الحياة، وليس فقط للمحتاجين الذين يعانون من اضطرابات نفسية وأمراض نفسية فهو يكون بشكل يومي للفرد سواء أكان لديه مشاكل او ليس لديه مشاكل.

أهداف علم النفس الإيجابي

  • لا يهدف علم النفس الإيجابي لمعالجة الاضطرابات النفسية فقط. بل يهدف لحل الأزمات النفسية التي تتشكل لدى الفرد خلال حياته اليومية.
  • مساعدة الأشخاص على إيجاد حلول لمشاكلهم وأن يكونوا مرتاحين مع أنفسهم.
  • يساعد الأشخاص على التركيز على جودة الحياة التي يعيشونها.
  • لا يهدف علم النفس التطبيقي لإنكار الأمراض النفسية. بل يهدف لجعل المريض للنظر إليها بشكل إيجابي، حتى يتمكن من إيجاد الحلول الإيجابية التي يرغب بها. وهذا بدوره يدفع المريض للخروج من مفهوم المرض وأنه مريض وبحاجة إلى علاج.
  • يهدف لتعريف المريض عن نفسه وإدراكه لذاته. ليعرف من خلال ذلك نقاط القوة والضعف لديه، حتى يتمكن من التواجد في المكان الصحيح وليتمكن من التأقلم مع الظروف المحيطة به ومع ضغوطات الحياة.
  • تطبيقات علم النفس الإيجابي.

  • يدرك علم النفس الإيجابي أن المريض لا يهمه التشخيص بقدر ما تهمه الحلول. وأن هذه الحلول كامنة في المريض نفسه. لذلك يعتمد علم النفس الإيجابي على كافة الأبحاث والدراسات والتقييمات النفسية التي تؤكد على وجود عنصرين حتى يحقق الإنسان سعادته وهما: المشاعر والصفات الإيجابية في الشخصية، وأن ما يسعد كل شخص لا يسعد الآخر فهو يراعي الفروقات الفردية. هناك ستة قيم أساسية إن توافرت في الشخصية فهي كفيلة أن تحقق السعادة لصاحبها منها: الحكمة والمعرفة، الشجاعة، الإنسانية، العدل، التحكم في الذات والرقي.
  • يقوم علم النفس الإيجابي على دراسة مرحلة ما بعد الصدمة وليس الصدمة نفسها. وكيف يمكن أن يقوي الإنسان شخصيته ويكون سعيد في ظل وجود الصدمة النفسية. لا ينكر علم النفس التطبيقي الصدمة ولا يتجاهل المشاعر السلبية بل يبحث عن النقاط المضيئة في النفس.
  • يركز علم النفس الإيجابي على القيم الإنسانية الإيجابية لصناعة شخصية إيجابية. مثل: الحب، الطيبة، والذكاء الاجتماعي. إذ يدرك علم النفس الإيجابي بأن من يفقد هذه القيم هذا بالضرورة سيجعل فاقدة لإنسانيته وفاقدا للمشاعر التي يكون بحاجة لها حتى يكون لديه صحة نفسية.
  • يدرك علم النفس أننا كبشر إن كان لدينا نقص في صفات معينة فلن يكون نقصا كاملا. على سبيل المثال إذا كان الشخص يعاني من الاكتئاب يأتي وهو يعاني من أعراض الاكتئاب، غير سعيد ولا يملك أي أمل في الحياة، ينسحب اجتماعيا من الناس ويكره نفسه وحياته، ويمكن أن يصل لمرحلة ايذاء نفسه ً. وعندما نأتي لقياس إنسانيته نجد أنه يفقد انسانيته، وغير قادر على إعطاء الحب وتلقيه كما لا يقدر على الإحساس أو التواصل مع الآخرين بشكل سليم. لذلك من المتوقع من الشخص الذي يأتي إلى العيادة ولديه أعراض اكتئابيه أن تكون الصفات الإنسانية أقل، ولكن لديه قدرات أخرى مثل الحكمة فنحن كبشر مزيج من المشاعر يمكن أن يكون لدينا حكمة وحب التعلم ولدينا إبداع لكننا لا نملك الذكاء الاجتماعي. لذلك يركز علم النفس الإيجابي على ما يحبه المريض فاذا كان يحب التعلم تكون الخطة العلاجية باستعمال حبه للتعلم كي يكون مع مجموعة اشخاص يحبون ذات التعليم الذي يملك شغف به، وهنا نساعده على التواصل مع الأشخاص المشابه له فترتفع لديه المهارات الاجتماعية والطاقة والحب ويزيد من قيمه الإنسانية فتقل الأعراض الإكتئابية.
  • يعالج علم النفس التطبيقي المريض النفسي مهما كان تشخيصه. يعتمد علم النفس التطبيقي في خطته العلاجية على إضافة أكبر شريحة من الأشخاص القريبة للصحة مع القريبة للمرض، ذلك على اعتبار أن كل الأشخاص تتوتر ولكن بشكل متفاوت. وهذا يمكنا من معرفة إن كانت درجة التوتر الذي يعانيه الشخص مرضي.
  • تأثير علم النفس الإيجابي على حياتنا؟

    • على الأفراد.

    عندما يزور المريض المعالج من الصعب أن يكشف له عن ذاته وضعفه وهشاشته ويخجل من أن يتحدث عن الأمور الإيجابية فيه فهو لا يفضل الحديث عن نفسه بإيجابية. لذلك يأتي علم النفس التطبيقي ويوظف المعالج الإيجابي ليطبقها في حياته اليومية فيقسم حياته اليومية لعدة حقول. فحتى يتقدم في حياته يجب أن يعرف نقاط قوته والنقاط التي بحاجة إلى تحسين مثال نوع من الرقي واحدة من الصفات الشخصية هو المزاح والفكاهة.

    فالأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب تكون الفكاهة بسيطة لديهم فينتبه على نفسه ويشعر بأنه بحاجة إلى الفكاهة، حتى يصبح سعيد ويطور هذه النقطة حتى يضحك فيصبح بشكل مقصود حتى عن طريق الوعي والتفكير يفكر مع من يريد أن يمزح وهذا الشخص ما الذي يضحكه حتى يمزح معه، وحتى يرتقي بشخصيته ويصبح يمارسها مع أصحابه وفي تربيته لأطفاله فيربيهم بطريقة إيجابية وذات الشيء ينطبق على الحياة الزوجية والعملية فالاتجاه الإيجابي يسهل الحياة.

    علم النفس الإيجابي يركز على الماضي، الحاضر، والمستقبل ضمن سياق إيجابي فتقبل المشاعر الماضية والتعلم منها والتعلم شيء أساسي. فمثلما تعلمت أن تكتئب يمكنك التعلم أن تصبح قادر على القيام بأمور إيجابية .

    • على التعليم

    من الممكن أن يكون علم النفس الإيجابي مساهم قوي في مجال التعليم والمؤسسات التعليمية والمنظومة التعليمية تحديداً والطالب. علم النفس التطبيقي لا يقتصر على شيء تسمعه كمريض إنما أيضا على ما تشاهد فتكون عامل فعال وله دور فعال في أن يكون إيجابي في حياته في المجال التعليمي.

    تم وضع الصفات الشخصية في هرم وتم تحديد كيف الطفل في المدرسة يصبح لديه حكمة، جرأة ، عدل، ورقي. ويبدأ منذ الطفولة ثم الابتدائية والمتوسط والثانوية فيتخرج الطفل وقد تم تعزيز الصفات الإيجابية به فكل ما يكبر الطفل في صف كلما زدنا من صفات تنمية الشخصية حسب القدرات العقلية، الذهنية والعاطفية والنمو العاطفي والاجتماعي للتلميذ. فتكبر الشخصية معه إلى أن يتخرج ومعه مقومات الشخصية القوية ليستعملها في حياته اليومية والمهنية والعملية للمستقبل .

    • على المؤسسات.

    كما يمكن استخدام مناهج علم النفس الإيجابي في دوائر الموارد البشرية التي لديها طموح في أن يكون موظفيها يتمتعون في هذه القيم التي ذكرناها آنفا. إذ في بيئة العمل ذات هذه الصفات نحددها فيأتي المعالج للمؤسسة حتى يرى المشاكل ويجد الحلول لكن الحلول يجب أن تكون من منطلق ايجابي وتحفيزي وتقدير في العمل، حتى إن كان مادي ومعنوي ونفسي. وهنا يأتي المعالج الإيجابي حتى يحدد المشاكل، ويستهدف الأسباب ويعالج بالحلول. وهذا الشيء يحتاج إلى عمل والتزام من الطرفين ومتابعة، فكلما زادت الصحة النفسية زاد الإنتاج والإبداع ويزيد عطاء الشخص لعمله.

    الفرق ما بين المعالج النفسي الإيجابي والايف كوتش؟

    اللايف كوتش يكون لديهم شهادات علمية حاصلين على تدريبات ويعملون مع الأشخاص الأصحاء حتى يحققوا أهداف معينة، ولكن عندما يروا أن هناك أمر مرضي يتركوا الأمر للمعالج النفسي. أما الأشخاص الذين يمارسون الخطابات والتوعية الإيجابية نحن ننظر لهم بإيجابية لأنهم يحاولون رفع الإيجابية لأن هناك العديد من يستفيد منهم، لكن نحن من يعتمد العلاج النفسي الإيجابي ندرس الحذر والتحكم في الذات، فالأشخاص الذين يمارسون الخطابات الإيجابية ويحسنون نوعية الحياة هو شيء إيجابي لكن تكمن المشكلة إذا شعر الشخص أنه غير مرتاح لهذا الشيء لا يفسروا او يسعوا لفهم سبب عدم ارتياح.

    الشخص يجب أن يعرف ما الشيء الذي يريحه وما لا يريحه وما الأمور التي تدعمه، وعندما يشعرون أن هناك خطأ أو شيء غير مرتاحين له عليهم الابتعاد عنه. فعلم النفس الإيجابي لا يقتصر على تلقي الخطابات بل يساعد الأشخاص حتى يكتشفوا أنفسهم، فهو يعمل مع كل فرد على حدا كي يضيء لديه نقاطه الإيجابية الموجودة في شخصيته.

    العلاج النفسي الإيجابي.

    يمكن لأي مريض نفسي أن يتلقى العلاج النفسي الإيجابي ويتحسن عليه، لكن من الهم أن نفحص جودة الحياة التي يعيشها إن كانت جيدة له ليتم عمل خطة علاجية مناسبة له للعمل معه عليها، فالمالج النفسي لا يهتم فقط في إخفاء الأعراض بل يمتد ليشمل جودة حياة الشخص، فتعمل على تطوير وتنمية الشخصية. الخطة العلاجية الإيجابية تحدد ما يريد الشخص لذاته فيختار المريض الإنسان الذي يريد أن يكونه لذاته، لذلك المعالج يتجه لتنمية المريض. فيركز علم النفس الإيجابي على كيفية إيصاله للازدهار وعدد الجلسات يكون مرتبط بمستوى الرضا في العلاح والرضا عن النفس.
    اسمه السعادة الحلقة 30

    في النهاية أصبح بعد جائحة كورونا وخلالها ضرورة في الإضاءة على الصحة النفسية والاضطرابات النفسية دون أن يكون هناك وصمة عار، لأن أعراض التوتر والقلق والاكتئاب أصبحت في ازدياد مستمر. فالجائحة انتهت لكن الأعراض استمرت وهي منتشرة بشكل كبير فردة فعل طبيعية أن يصبح لدينا أعراض لكن الحل الإيجابي هو التركيز على الأمور الإيجابية في الحياة وأن تكون ممتن ومرتاح في حياتك بما تملك، وإن تملك طموح رغم كل العقبات التي تمر بها، وأن تذكر نفسك في الأمور الجميلة التي تملكها وتكون فرح في حياتك حتى في ظل الظروف الصعبة.