-

أبو الحسن

أبو الحسن
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

وهو السيد أبي الحسن علي بن عبد الحي بن فخر الدين الحسني الندوي، داعية إسلامي ومفكر وأديب كبير، ينتهي نسبه من والده ووالدته إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ولد الشيخ أبو الحسن بتاريخ 6/ محرم/ عام 1333هـ، الموافق لعام 1914م، في قرية تُدعى (تكية كلان) بمديرية (راي بريلي).


هذه القرية تابعة لإحدى الولايات الشمالية الهندية، وقد ولد هذا الشيخ الجليل في أسرة عربية ذات ورع ودين، وتتمسك بالعادات والتقاليد الإسلامية، وكانت شهرتها (الأسرة الحسنية) حيث تولى والده وهو من كبار العلماء المسلمين في الهند تربيته، والإشراف على تعليمه من الصغر.


لقب بالندوي نسبة إلى دار العلوم التابعة لندوة العلماء التي مقرها الهند، وهذا اللقب اكتسبه بسبب انتسابه لهذه الندوة، وهو بمثابة انتساب الشخص لمكان ما كالقول بالمتخرج من الأزهر الشريف عندما يلقب بالأزهري.


تعلّم الشيخ أبو الحسن في وقت مبكر،فبدأ بتعلم حروف الهجاء ثم قراءة الكتب باللغة الأردية، ثم تمكن من ختم القرآن الكريم، حيث كان يدرس في مدرسة الكتاب التابعة لمسجد القرية، ثم تعلم اللغة الفارسية، كان والده قد عين له مدرسًا خاصًا به هو الشيخ الجليل محمود علي.


توفي الشيخ الجليل عام 1420هـ الموافق لعام 1999م، في أواخر شهر رمضان المبارك، حيث توضأ الشيخ وبدأ بتلاوة سورة الكهف، ثم وافته المنية فانتقل إلى جوار ربه في هذا اليوم.


قرر أخو الشيخ أبي الحسن أن يعلّم أخاه اللغة العربية بشكل جيد، فعهد به إلى الشيخ الجليل خليل بن محمد بن حسين الأنصاري اليماني؛ حيث تعلم على يده مبادئ الصرف والنحو حتى تمكن من إتقان اللغة العربية إتقانًا كاملًا، وكان عمره حينها 12 عامًا.


التحق أبو الحسن عام 1927م للدراسة في جامعة لنكاوي في قسم الأدب العربي، إذ أصبح أصغر الطلاب عمرًا في تلك الجامعة، وبعد أن أتمها التحق بدار العلوم لندوة العلماء، حيث درس فيها علوم الحديث على يد الشيخ العلامة حيدر حسن خان.


عُيّن الشيخ أبو الحسن مدرسًا في دارة العلوم لندوة العلماء عام 1934م لما كان يتمتع به من كفاءة علمية، فضلًا عن الملكة الأدبية التي يمتلكها، وكان حينها قد بلغ من العمر عشرين عامًا، واستمر في العمل بها لمدة عشر سنوات، حيث كان يدرس التفسير والحديث وعلوم اللغة العربية وآدابها، وترك العمل عام 1944م.


كان الشيخ الندوي داعية ومفكرًا إسلاميًا؛ إذ عمد إلى وضع منهج قويم من أجل خدمة ما كان يقوم به من دعوة وإصلاح؛ لذلك قرر الشيخ الجليل أن يضع أسلوبين مميزين يتمّ الأسلوب الأول من خلال التركيز على إلقاء الخطب والمحاضرات العامة والخاصة في مختلف الأوساط.


كما كان يختار التحدث والجلوس مباشرة مع الناس من أجل التودد إليهم ومعايشة أسلوب حياتهم في السراء والضراء، أمّا الأسلوب الثاني فاختار الشيخ أبو الحسن أسلوب آخر تضمّن الكتابة والتأليف وتحرير الكتب والرسائل، والتي تقوم جميعها على فكرة الدعوة إلى إسلام بمفهوم جديد ومغاير.


عمد إلى مخاطبة عقول الناس من الرجال والنساء، وكذلك الأطفال الذين ركز عليهم بشكل خاص، وأكد على أهمية تنشئتهم نشأة إسلامية صحيحة، كان الشيخ الجليل يسعى في تلك الأعمال التي يقوم بها لجعل قلوب الناس ممتلئة بنور العقيدة والإيمان.


ابتكر أسلوبًا مميزًا حتى يحقق أهدافه تلك، وقدم نماذج للدعوة، فعمل على توجيه الأنظار والقلوب وتوعيتها توعية إيمانية عميقة، قائمة على بينة من العقيدة والعبادة والسلوك القويم، وتميز أسلوبه بإتيانه الدائم بالبراهين من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، معتمدًا على سيرة الرسول الكريم وصحابته الكرام.


تقوم محاور دعوته على المنهج التعليمي والسلوك الاجتماعي والمسجد والكتاب؛ لذلك يعدّ منهجه مدرسة متميزة وقائمة بذاتها، بعيدة عن التحزب والتعصب الديني.


قضى أبو الحسن ما يقارب نصف قرن في ميادين الدعوة والفكر والأدب الإسلامي، لا سيما ميدان الأدب الإسلامي؛ إذ ركز الشيخ على أمرين في هذا المجال، الأول جانب عملي، تمثّل بالجهود التي بذلها الشيخ في سبيل إظهار قضية الأدب الإسلامي ونشرها بين الناس والسعي إلى الارتقاء بها إلى مصاف العالمية.


تضمنت هذه الجهود المؤتمرات الدولية التي كان يعقدها والمقابلات مع الصحف والتي كانت محورها الأدب الإسلامي، أما الجانب الثاني فهو إبداعي تمثّل في الكثير من الأعمال الإبداعية التي قدمها الشيخ في مجال الأدب الإسلامي، إضافة إلى جهوده الكبيرة في تأسيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية التي تولى رئاستها مدة 23 عامًا.


يُحسب للشيخ الندوي الريادة في الكثير من المسائل التي كانت السبب وراء نشر قضية الأدب الإسلامي على مستوى العالم، فقد كان الشيخ أول من دعا لعقد مؤتمر للأدب الإسلامي عام 1988م في ندوة العلماء بمدينة لكهنؤ في الهند.


وُضعت توصية بعد انتهاء المؤتمر بضرورة أن تقوم الجامعات العربية والإسلامية بتدريس الأدب الإسلامي، ومن الجهود المميزة للشيخ دعمه المتواصل لرابطة الأدب الإسلامية العالمية، وساعد أعضاءها من الأدباء والكتاب والمهتمين بالأدب الإسلامي نشر أعمالهم ونتاجاتهم الأدبية؛ حيث كانوا يواجهون التحديات.


قام الشيخ الندوي بالعديد من الرحلات التي تهدف إلى الدعوة والإصلاح، ولعل من أهمها ما يأتي:

  • رحلة عام 1939م

وهي رحلة استطلاعية لبعض المدن البعيدة، كان يهدف فيها إلى التعرف على بعض أماكن ومؤسسات الدعوة، ولقاء بعض الشخصيات المهمة التي تأثر بها مثل: الشيخ عبد القادر الرائي، والشيخ محمد إلياس.

  • رحلة عام 1950م

وهي الرحلة التي خرج فيها الشيخ لكل من الحجاز ومصر والسودان وبلاد الشام (الأردن وسوريا وفلسطين) حيث سجّل انطباعته عن تلك البلدان في كتابه (مذكرات سائح في الشرق العربي) وألقى فيها العديد من المحاضرات والخطب، وجميعها كانت بهدف الدعوة والإصلاح.

  • الإقامة في مصر

أقام الشيخ في مصر مدة 6 أشهر، حيث ألف خلالها كتابه الشهير (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟) وتمكّن من لقاء العديد من كبار المشايخ والأئمة في مصر منهم: الإمام الغزالي، والقرضاوي، وألقى العديد من المحاضرات والخطب في دور العبادة والجمعيات والمؤسسات المصرية.


عاش الشيخ أبو الحسن الندوي حياة مليئة بالإنجازات العظمية في مجال الدعوة الإسلامية والإصلاح فاستحق العديد من المناصب والجوائز التقديرية، التي كانت على النحو الآتي:


تولّى الشيخ العديد من المناصب خلال حياته، من أهمها ما يأتي:

  • أستاذ مدرس في دار العلوم لندو العلماء عام 1934م.
  • ترأس مركز للتعليمات الإسلامية عام 1943م.
  • عضو المجلس الانتظامي لندوة العلماء عام 1948م.
  • ترأس حركة رسالة الإنسانية عام 1951م.
  • أسّس المجتمع الإسلامي العلمي في مدينة لكهنؤ عام 1959م.


حصل الشيخ الندوي على العديد من الجوائز والتكريمات ومنها ما يأتي:

  • جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام عام 1980.
  • شهادة دكتوراه فخرية في الآداب من جامعة كشمير عام 1981م.
  • جائزة الشخصية الإسلامية من حكومة دبي عام 1998م.
  • جائزة السلطان حسن البلقية سلطان بروناي للدراسات الإسلامية عام 1998م.
  • جائزة الإمام ولي الله الدهلوي من معهد الدراسات الموضوعية في الهند عام 1999م.
  • وسام الأيسسكو من الدرجة الأولى من المنظمة العربية الإسلامية.


للشيخ الندوي العديد من المؤلفات القيمة، ولعل من أهمها ما يأتي:

  • كتاب بعنوان ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟

كتاب من تأليف العلامة أبي الحسن الندوي، تم تأليفه عام 1945م، ويقع الكتاب في 262 صفحة، وهو من كتب الفكر الإسلامي.

  • كتاب ردة ولا أبا بكر لها

كتاب من تأليف أبي الحسن الندوي، تم نشره عام 1992م، ويقع الكتاب في 28 صفحة، وهو في مجال الفكر الإسلامي.

  • كتاب روائع إقبال

تأليف أبي الحسن الندوي، تم نشره عام 1960م، ويقع في 128 صفحة، وهو في مجال الأدب الإسلامي.

  • كتاب قصص النبيين للأطفال

تأليف أبو الحسن الندوي، تم نشره عام 2001م، ويقع في 288 صفحة، وهو في مجال الأدب الإسلامي الموجه للأطفال.