-

أسد بن الفرات (قاضي القيروان)

أسد بن الفرات (قاضي القيروان)
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

هو أبو عبد الله أسد بن الفرات بن سنان، قاضي القيروان، أخذ علمه ودروسه من مالك بن أنس رحمه الله، يُنسب إلى مدينة نيسابور، وولد سنة 142 هـ، في مدينة حرّان في الشام، كان والده قائداً للجيوش في بلاد المغرب، وكان أسد قاضيًا مجاهدًا، ودرس الحديث والأثر، وتعلم على يد نخبة من علماء تونس بعدما ارتحل إليها.

قدم أسد بن الفرات إلى بلاد القيروان سنة 144 إذ كان يبلغ سنتين من العمر، حيث جعله القائد زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب قاضياً على إفريقيا قاطبة، وقضى بين الناس بالقرآن والسنة، وحارب كل ما هو مبتدَع بالدين، وقاتل المبتدعين، فكان إمام العراقيين كافة بالقيروان، إذ كان صاحب فضل وعلم ودين.

هناك العديد من المعلمين العظماء، ممّن نضب عنهم أسد بن الفرات، منهم:

  • عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري.
  • أبو سعيد يحيى بن زكريا الهمداني.
  • أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك.
  • جرير بن عبد الحميد بن جرير الرازي.

وممن تتلمذ على يديه نذكر منهم:

  • أحمد بن موسى بن جرير الأزدي العطار.
  • أبو سعيد عبد السلام سحنون التنوخي.
  • أحمد بن علي بن حميد التميمي أبي الفضل.

أتم أسد بن الفرات حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، وهو أول من أدخل مذهب الإمام مالك بن أنس لبلاد المغرب، حيث أحياها بالعلم والدراسة ليل نهار، وخرج إلى المشرق سنة 172 قاصدًا الإمام مالك بن أنس، ولقي أصحاب بني حنيفة في العراق، فسمع منهم مباشرة ونقل عنهم العلم، وتلقى عن كتاب الموطأ لمالك بن أنس مباشرة، فقد كان الإمام مالك بن أنس شيخًا ثمانينيّ العمر، فمضى معه الكثير من وقته، ونهل من علمه وفقهه، وقابل أصحاب الإمام مالك وذاع صيته أكثر مع عبد الرحمن بن القاسم.

أكمل أسد بن الفرات دراسته في تونس، إذ كان ينهل من علي بن زياد العبسي، وكان أول من جمع بين مذهبيْ أهل الحديث في المدينة المنورة ومذهب آخر في بغداد لأهل الرأي، ومن آثار ونتائج صداقة أسد بن الفرات وابن القاسم كتاب الأسدية الذي كان للأخير الفضل الأكبر في كتابته وتدوينه، ويُذكر أن كتاب الأسدية وهو مؤلَّف كبير يضم ستين كتابًا ممن أخذهم عن ابن القاسم واستعان به لتدوينه، ومن الجدير بالذِّكر أن أسد بن الفرات يُعتبر أول مؤسس للمدرسة الفقهية القيروانية، إذ رحل لبلاد المشرق طلبًا للحديث سنة 172هـ، وبعدها بسنوات تمت ولايته على القيروان وأصبح قاضيًا فيها سنة 204هـ.

حارب أسد بن الفرات البدع جميعها ومن وضع البدع، فقد كان ينتمي لأهل السنة والعقيدة، وقد قام بنشر السنة والعقيدة الإسلامية في كل مكان رحل إليه حتى في خارج إفريقية والمعروفة حاليًّا بـ(تونس).

توفي أسد بن الفرات في مدينة سيراقوسة سنة 213 هـ، بعد إصابته أثناء حصاره مدينة سيراقوسة ودفن بمدينة قصريانة، حيث انهزم البيزنطيون في قتالهم مع ابن الفرات، فعرضوا الصلح، فاشتد القتال، وعرض الروم رغبتهم في مناصرة جيش أسد بن الفرات، إلا أن أسد القائد رفض مناصرة الكفار [9]، حيث حاصر المسلمون مدينة سيراقوسة من جميع الجهات، وفتك المرض والجوع بكثير من المسلمين آنذاك، حيث تولى قيادة جيش المسلمين بعد استشهاد القائد أسد بن الفرات محمد بن أبي الجواري والذي حاول بدوره الانسحاب بما تبقى من جيشه بعد الخسائر العظمى التي نتجت حينها.