اضطراب الشخصية التجنبية - أعراض و علاج
تختلف أنماط التفكير بيننا كبشر تبعا لاختلاف البيئة التي نشأنا بها، لذلك يمكن القول أن المسؤول الأول وليس الوحيد عن تشيكل نمط التفكير لدينا هو العائلة أي المحيط الذي نشأنا به. التربية هي المسؤولة عن إنشاء إنسان ذو شخصية تجنبية أم شخصية اجتماعية. ندرك بأن هناك طبيعة بشرية لكل منا، بمعنى يوجد أشخاص بطبيعتهم يتجنبون التفاعل مع محيطهم ولكن على أن تمارس هذه الطبيعة ضمن المعقول ولا تتحول لسلوك دائم يعيق سير حياتهم اليومية. تبعا لذلك نتناول في هذا المقال التعريف بأصحاب اضطراب الشخصية التجنبية، أعراض الشخصية الاجتنابية وكيفية علاج هذه الاعراض.
محمد الفاتح سلطان الفتوحات الحلقة 16
ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟
نمط من اضطراب الشخصية يغلب عليه الشعور بالوحدة واجتناب العلاقات الاجتماعية والاندماج مع الآخرين. على الرغم من ضرورة أن يكون لديه علاقات لكنه يفكر بأنه لابد وسيفشل فيها، أو أن الآخرين سوف يتركونه أو يضرونه لذلك يجد أن الحل الأفضل أن يتجنبهم. مع العلم أنه إذا كان أحد الزوجين مصاباً بهذا الاضطراب من المؤكد أن شريكه سيعاني من جفاف عاطفي شديد.
أعراض اضطراب الشخصية التجنبية
ما هو علاج اضطراب الشخصية التجنبية؟
يعد العلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأكثر نجاعة والمعتمد في معالجة اضطراب الشخصية التجنبية والذي يعتمد بشكل أساسي على تمكين المريض من مواجهة مخاوفه تجاه الآخرين، ذلك عن طريق إدماج المريض في المجتمع من خلال تعزيز مهارات الاتصال والتواصل مع الآخر، والعمل على دفع المريض لتكوين علاقات اجتماعية بشكل تدريجي.
من المهم التأكيد على أن التوجه للعلاج الدوائي لن يحقق فعالية كبيرة وذلك لتركيزه على علاج أعراض المرض المتمحورة حول مزاج المريض، وليس أساس المرض بحد ذاته لذلك يفضل الاعتماد على العلاج السلوكي الذي يركز على تعزيز مهارات المريض الاجتماعية.
إذا كان لدينا من أصدقائنا أو أهلنا أشخاص مصابون باضطراب الشخصية التجنبية علينا أن ندرك أن انتقاد سلوكياتهم الانعزالية والتجنبية وانتقاد نمط حياتهم لن يجدي نفعا في تعافيهم أو في جعلهم أشخاص اجتماعيين، بل على العكس من الممكن أن يكون لديهم رد فعل معاكس ما يجعلهم تجنبيين أكثر.
الكثير من أصحاب اضطراب الشخصية التجنبية يجدون أن الاضطراب هو جزء من طبيعتهم وشخصيتهم، ولا يدركون أنها تشكل عائق أو مشكلة لديهم. لذلك كل ما عليكم فعله هو محاولة إدماجهم في علاقات اجتماعية صحية، تعزيز مهارات التواصل لديهم، تقوية ثقتهم بأنفسهم، وإفهامهم أن الآخر إنسان مثلهم مهما انتقدهم هو أيضا لديه جوانب ضعف في شخصيته.