أسباب الآفات الاجتماعية الخطيرة
من أبرز أسباب الآفات الاجتماعية التي تسود في المجتمعات وتشكل بذلك خطراً بالغاً عليها، هي ما يلي ذكره على النحو الآتي:
قلة التوجيه للشباب
إن الكثير من جيل الشباب قد يقع بسهولة في ارتكاب السلوكيات المُشينة والعادات السيئة وغير الأخلاقية، وذلك بمشاركتهم في العديد من السلوكيات المعادية للمجتمع من مثل السرقة أو الاعتداء أو القتل أو الكذب وغيرها، فهم بذلك يشعرون بالفخر عندما يعطون انطباعًا خاطئًا عن كونهم أغنياء وثريين.
يعزو ذلك إلى عدم توافر وجود كل من التوجيه والإرشاد المناسبين اللذين يساهمان على تقويم سلوكيات الشباب على النحو الصائب والشكل السليم، وعليه لا بدّ من تقديم التوجيه والإرشاد للأفراد من قِبل الآباء والمعلمين وأعضاء المجتمع المثقفين للزيادة من توعيتهم وتحذيرهم من التقليد الأعمى أو التأثر بالحياة الزائفة لبعض المشاهير والأفلام التجارية باهظة الثمن.
النقص في تلقيّ التعليم المناسب
أحد أهم أسباب الآفات الاجتماعية هو نقص العلم والتعليم، فالأشخاص الذين ليس لديهم تعليم مناسب معرضون لخطر الفقر وسوء التغذية وأضرار في الصحة العقلية، مما قد يضر بصحتهم وظروفهم المعيشية وبيئاتهم الاجتماعية.
يؤدي نقص التعليم إلى البطالة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بظاهرة الفقر، نظراً لأن الأشخاص الذين يفتقرون إلى التعليم، أو الذين أنهوا تعليمهم الابتدائي فقط قد يقومون بالعمل في وظائف منخفضة الأجر، أو قد يكافحون للعثور على أي وظيفة، في حين أن الوظائف الجيدة محجوزة للموظفين المؤهلين الحاصلين على تعليمهم الكامل والذين قد اكتسبوا هذه المؤهلات.
الفقر وانعدام الأمن الاقتصادي
يعدّ الفقر وانعدام الأمن الاقتصادي من الأسباب الهامة والحيوية التي تؤدي إلى حدوث الآفات الاجتماعية المختلفة والخطيرة منها وبالتالي تشكيل الأثر السلبي على العناصر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حيثُ أن عدم وجود المال أو الممتلكات المادية قد تدفع بعض الأفراد إلى ارتكاب الجرائم الكبرى من مثل السرقة أو القتل أو التزوير وغير ذلك.
يؤدي الفقر إلى حدوث النقص الحاد في الضروريات الأساسية للحياة من مثل الغذاء والمسكن والملبس والدواء الذين يعدّون من الوسائل والسبل المعيشية التي تحقق للأفراد العيش الكريم، مما قد يؤدي إلى بعضهم باتباع الطرق والسلوكيات غير المشروعة لكسب المال ومن ثمّ تأمين كافة هذه الاحتياجات والضروريات.
يمكن تعريف الآفات الاجتماعية على أنها العادات والسلوكيات السيئة والسلبية المنتشرة في المجتمع والتي قد تترك تأثيرًا سيئًا وسلبيًا على الكثير من الأفراد، وعليه فإن الأشخاص ذوو العادات السيئة يميلون إلى أن يكونوا أقل نشاطًا وأكثر انعزالًا اجتماعيًا، مما قد يؤدي بهم إلى القلق والكآبة ومن ثمّ انجرارهم إلى ارتكاب العديد من العادات والسلوكيات السيئة والسلبية والخطيرة.
وعندما تتكرر تلك العادات السيئة بمرور الوقت، فإنها تسيّطر على مشاعر الأفراد وعلى طرائق وكيفية تواصلهم مع الآخرين؛ فغالبًا ما قد يشعرون بالفشل والحيرة وفقدان الثقة الاجتماعية ثمّ المزيد من التدهور الاجتماعي.