-

زواج القاصرات: ظاهرة تحتاج إلى الوعي

زواج القاصرات: ظاهرة تحتاج إلى الوعي
(اخر تعديل 2024-09-13 11:51:12 )
بواسطة

مقدمة

تعد ظاهرة زواج القاصرات من القضايا الاجتماعية المتزايدة التي تثير الجدل في مختلف أنحاء الوطن العربي. تساهم الظروف الاقتصادية الصعبة والجهل المتفشي في المجتمعات في انتشار هذه الظاهرة. يعتقد الكثيرون أن زواج الفتيات في سن مبكرة هو وسيلة لتحصينهن، في حين أن الواقع يشير إلى عواقب وخيمة تؤثر على حياتهن وتدمر براءتهن. إن عدم النضج الكافي لفهم معنى الزواج وما يترتب عليه من مسؤوليات يجعل من هذا الزواج تجربة قاسية على الفتيات.
العميل الحلقة 21

أهمية الأسرة ودورها في المجتمع

تعتبر الأسرة هي اللبنة الأساسية لأي مجتمع، ومن هنا تأتي أهمية الاعتناء بأسس تكوينها. يجب أن تكون هناك معايير وضوابط واضحة عند اختيار الأزواج وتأسيس الأسرة، لضمان استقرارها واستمراريتها منذ اللحظة الأولى لعقد القران. إن زواج القاصرات يشكل تهديدًا لهذه الأسس، لذا يجب العمل على زيادة الوعي حول تبعاته.

الإطار القانوني لزواج القاصرات

قامت العديد من الدول بوضع قوانين تنظم زواج القاصرات ضمن قانون الأحوال الشخصية، حيث تحدد سنًا معينًا للزواج. يُشترط أن يكون عمر أحد الزوجين ثمانية عشر عامًا على الأقل، ويتعين على الأسر تقديم أسباب مقنعة للقاضي في حال الرغبة في إتمام زواج أقل من هذا العمر. هذه القوانين تهدف لحماية الفتيات وضمان حقوقهن.

أسباب زواج القاصرات

الجهل

يعد الجهل من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى زواج القاصرات. يقوم أولياء الأمور بتزويج بناتهم في سن مبكرة دون إدراك لعواقب هذا القرار. فهم يعتقدون أن الزواج هو الحل للتخلص من المسؤوليات، دون التفكير في الأعباء التي ستتحملها الفتاة في المستقبل.

الفقر

يعتبر الفقر عاملاً مؤثرًا في اتخاذ قرار تزويج الفتيات القاصرات. تلجأ الأسر إلى هذا الخيار كوسيلة للتخفيف من الأعباء المالية أو طمعًا في الحصول على عائد مالي من الزواج. هذا يجعل الفتاة تبدو كصفقة تجارية، مما ينتهك حقوقها كإنسان ويتجاهل اختيارها لشريك حياتها.

الخوف من العنوسة

يعاني العديد من أولياء الأمور من الخوف من تفشي ظاهرة العنوسة. هذا الخوف يدفعهم إلى تزويج بناتهم في سن مبكرة للتخلص من هذه المشكلة، دون الاهتمام بمستقبل الفتيات أو رغباتهن.

الموروث الاجتماعي

يلعب الموروث الاجتماعي دورًا كبيرًا في تعزيز زواج القاصرات، خصوصًا في المناطق الريفية. حيث تعتبر هذه الممارسات مقبولة في بعض العادات القبلية، مما يجعل أولياء الأمور يقدمون على هذه الخطوة دون التفكير في مشاعر الفتيات وحقوقهن في اتخاذ قرارات تتعلق بحياتهن.

خاتمة

إن زواج القاصرات ظاهرة تستحق التركيز والاهتمام، حيث تتطلب معالجة شاملة تبدأ بالتوعية والتعليم، وصولًا إلى تطبيق القوانين التي تحمي حقوق الفتيات. يجب أن ندرك أن بناء مجتمع صحي وقوي يبدأ من حماية الأطفال وضمان حقوقهم.