يعتبر التحرش الجنسي من أخطر الجرائم التي تهدد المجتمعات بكافة أنواعها، فهو ليس مجرد اعتداء جسدي، بل هو اعتداء نفسي وسلوكي يترك آثارًا عميقة في نفسية الضحية، وخصوصًا إذا كان الضحية طفلًا. تعتبر ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال من أكثر الظواهر بشاعة، حيث تؤثر على حياة الأطفال بشكل كبير، مما يتطلب ضرورة التوجه إلى الاستشارات النفسية المهنية لمساعدتهم على الشفاء.
مع تزايد حالات التحرش، يصبح من الضروري تحليل هذه الظاهرة وفهم الأسباب الكامنة وراءها، وكذلك التعرف على الأعراض التي قد تظهر على الأطفال المتعرضين للتحرش وأثر هذه الفعلة على المدى البعيد. في هذا المقال، سنناقش كل ما يتعلق بالتحرش الجنسي بالأطفال وكيفية التعامل مع هذا الموضوع الحساس.
ما هو التحرش الجنسي بالأطفال؟
التحرش الجنسي بالأطفال هو أي سلوك جنسي غير لائق يُمارس تجاه الطفل، سواء كان ذلك عبر الأفعال الجسدية أو الكلمات أو الإشارات. يحدث هذا السلوك دون موافقة الطفل أو فهمه لما يجري حوله، ويمكن أن يكون المعتدي قريبًا أو بعيدًا أو حتى معلمًا. تشمل أشكال التحرش الاتصال الجسدي المباشر، والإيحاءات الجنسية، واللمس غير اللائق، وحتى التحرش عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أشكال التحرش الجنسي
الأفعال الجسدية التي تنطوي على اعتداء جنسي.
التحرش اللفظي ذي الطبيعة الجنسية، بما في ذلك النكت التي تلمح إلى الأفعال الجنسية.
اللمس أو الاتصال الجسدي غير المرغوب به.
الشعور بالضغط النفسي من طلبات وتصرفات المعتدي.
الإيحاءات الجنسية.
صور أو رسائل جنسية غير مرغوب فيها.
أسباب التحرش الجنسي في علم النفس
تتعدد الأسباب النفسية والسلوكية التي قد تدفع الفرد إلى ارتكاب جريمة التحرش الجنسي، ومن أبرزها:
الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، مثل الفقر والبطالة.
الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الشخصية النرجسية.
التعرض للتحرش سابقًا.
غياب التربية الجنسية المبكرة.
الإدمان على المخدرات أو الكحول.
الفرص المتاحة للجاني.
ما هي أعراض التحرش الجنسي؟
من المهم أن يكون الآباء على دراية بالأعراض التي قد تظهر على أطفالهم، مثل:
التغييرات السلوكية، مثل الانسحاب الاجتماعي.
التغييرات الجسدية، مثل الكدمات أو الألم في المناطق الحساسة.
التغييرات العاطفية، مثل الحزن والخوف.
التغييرات الاجتماعية، مثل ضعف العلاقة مع الأهل.
الضعف الأكاديمي، مثل صعوبة التركيز.
إيذاء النفس أو محاولات الانتحار.
ما هو تأثير التحرش على الأطفال على المدى البعيد؟
إن آثار التحرش الجنسي على الأطفال يمكن أن تستمر لفترة طويلة، لتؤثر على حياتهم بعد البلوغ، وتشمل هذه الآثار:
التأثيرات العاطفية، مثل نوبات الغضب والاكتئاب.
الاضطرابات النفسية، مثل القلق واضطراب ما بعد الصدمة.
علاقات اجتماعية ضعيفة، وفقدان الثقة في الآخرين.
مشاكل سلوكية، مثل الإدمان على المخدرات.
التأثيرات الجسدية، مثل ارتفاع مستويات التوتر.
معركة هير الحلقة 23
ما هي اضطرابات سلوك الأطفال بعد حدوث التحرش؟
تشمل اضطرابات سلوك الأطفال ما يلي:
العدوانية.
العزلة الاجتماعية.
الكذب والسرقة.
السلوك الجنسي غير اللائق.
اضطراب ما بعد الصدمة.
القسوة المفاجئة على الحيوانات.
كيف يمكن التعامل مع الطفل بعد حادثة التحرش؟
يحتاج الطفل الذي تعرض للتحرش إلى دعم نفسي واجتماعي قوي. إليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها:
أولاً: توفير الأمان
يجب أن يشعر الطفل بالأمان في بيئة محيطة به، ويجب أن يتم تقديم الدعم العاطفي له.
ثانيًا: توفير الهدوء في المنزل
ينبغي أن تكون البيئة المحيطة بالطفل هادئة وخالية من الانفعالات الزائدة.
ثالثًا: الاستماع جيدًا دون حكم
من المهم أن تستمع للطفل بإنصات وتعاطف، مما يساعده على التعبير عن مشاعره بحرية.
رابعًا: التحدث بلغة بسيطة
يجب استخدام لغة تناسب عمر الطفل لفهم ما حدث بطريقة صحيحة.
خامسًا: البحث عن الدعم المهني
يجب التوجه إلى خدمات الصحة النفسية المتخصصة لمساعدتهم في تجاوز الصدمة.
سادسًا: لا تمنح الطفل الكثير من المسؤولية
يجب تجنب تحميل الطفل مسؤوليات كبيرة، وتقديم الدعم بطريقة متوازنة.
كيفية علاج الطفل نفسيًا بعد حدوث التحرش الجنسي؟
العلاج النفسي ضروري للطفل بعد حادثة التحرش، ويتضمن:
العلاج النفسي الفردي.
جلسات التأمل والتنفس العميق.
العلاج الجماعي.
العلاج السلوكي المعرفي.
العلاج باللعب.
العلاج بالفنون.
في الختام، يمثل التحرش الجنسي بالأطفال قضية حساسة تتطلب اهتمام المجتمع بأسره. يجب أن نتعاون جميعًا لزيادة الوعي وتوفير الدعم اللازم للأطفال المتضررين من هذه الظاهرة.
نود التنويه إلى وجود تطبيق "حاكيني" المختص في تقديم الدعم النفسي، حيث يمكنك التواصل مع الأخصائي النفسي من أي مكان وفي أي وقت.
يتوفر التطبيق على: