آثار الخدمة الوطنية على الشباب
للخدمة الوطنية آثار عدة على الشباب على عدة مستويات نذكر منها الآتي:
على المستوى الاجتماعي
تترك الخدمة الوطنية على المنتسبين لها العديد من الآثار الإيجابية، من ضمنها زيادة القدرة على تحمل المصاعب، والصبر على الظروف، والقدرة على القيادة والتواصل الفعال مع الآخرين، كما يتعلمون فيها أيضاً الانضباط والالتزام بالأوقات والمواعيد، إضافة إلى التحلي بالاحترام، وفي واقع الأمر تهدف الخدمة الوطنية لتحقيق مستويات ثقة عالية للأشخاص الآخرين الذين هم في مثل سنهم، وهذا الأمر يشعرهم بأنهم أقرب وأكثر اندماجا مع أقرانهم في مجتمعاتهم، وذلك على اختلاف طبقاتهم الاجتماعية ومستوياتهم الفكرية، مما يجعلهم أكثر ميلاً للانخراط في جميع أنشطة خدمة المجتمع.
على المستوى الوطني
تتمثل في زيادة الوعي الوطني حول مختلف القضايا، وتعزيز القيم الوطنية، وتقدير المكتسبات الوطنية، إضافة إلى القدرة على تنمية مهارات الدفاع عن النفس، وتنمية الشعور بروح الفريق والمصير المشترك، من خلال الحفاظ على الهوية الوطنية من التأثيرات الخارجية على الشباب وأسرهم، وتحصين الشباب ضد التيارات الفكرية الهدامة.
على المستوى الصحي
يركز برنامج الخدمة الوطنية على التنشئة البدنية والصحية والنفسية للشباب ، بهدف إعادة توجيههم ليكونوا منتجين وعلى درجة عالية من الكفاءة والاقتدار ، من خلال تدريبهم على البرامج الصحية والعادات الغذائية السليمة ، بإتباع برامج اللياقة البدنية وإتباع نظام غذائي متكامل ، وممارسة الرياضة وتقوية نظام المناعة لديهم ضد الأمراض المزمنة وأمراض العصر مثل أمراض الضغط والسكري وغيرها .
على المستوى الاقتصادي
تبين الدراسات أن الخدمة الوطنية وخاصة المدنية منها لها تأثيرات كبيرة على توظيف الخريجين ومساراتهم المهنية ، كما أن الخبرات المكتسبة لديهم من خلال برنامج الخدمة الوطنية تشجع الشباب الخريجين على البقاء منخرطين في سوق العمل، وتطوير وتنمية المهارات المكتسبة ، والاهتمام بالمهن الموجهة نحو الخدمة والتعليم والتوظيف بعد المرحلة الثانوية، ومن الجدير بالذكر أن الشباب مثلاً الذين يقضون فترة خدمتهم في الريف يتعلمون المهارات المتعلقة بالزراعة وتربية الحيوانات ، مما يمكنهم من اكتساب خبرات كبيرة من خلال عملهم الميداني ، ما يجعلهم ينخرطون لاحقاً في المجالات ذات الصلة في مجتمعاتهم.
يرى بعض الخبراء أن جعل الخدمة الوطنية إلزاميا قد لا يؤتي أكله على المستوى القومي، وذلك لعدة أسباب منها:
- إن تفويض الخدمة الوطنية ينتهك الدستور وينتهك حرية اختيار ما يجب على الشباب فعله.
- إمكانية التلاعب ببرنامج الخدمة الإلزامية من قبل الأثرياء وإيذاء الآخرين بشكل غير عادل.
الخدمة الوطنية قد تكون إلزامية أو تطوعية، وعادة ما تكون خدمة عسكرية، أو أن تكون خدمة مدنية داخل الوحدات التابعة للوزارات والجمعيات المحلية والمؤسسات العامة، أو في إطار التكليف الفردي، وكذلك التعاون الفني وفق مقتضيات الدفاع العالمي والتضامن الوطني، تحدد الحكومة مدتها وهي غالبا ما تتراوح ما بين 6 أشهر إلى سنتين، وهي تهدف إلى تمكين الشباب، وإفساح المجال لهم لاكتساب تجارب ميدانية.