آثار التمييز العنصري على الفرد والمجتمع
يُمكن أنْ تؤثِّر العنصرية على الأفراد في كثير من الجوانب، وفيما يأتي توضيح لآثارها المختلفة على كل من الشباب والأطفال واليافعين:
آثار التمييز العنصري على الشباب
من آثار التمييز العنصري على الشباب ما يأتي:
- وجدت بعض الدراسات أنَّ تعرُّض الشباب للعنصرية يرتبط بضعف صحتهم العقلية، كما أنه يتسبب في ضعف صحتهم البدنية، وهناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أنَّ التَّوتُّر الناتج عن العنصرية يمكن أنْ يكون له تأثيرات جسدية في المستقبل.
- يمكن أنْ يرفع الإجهاد ضغط الدم، ويُضعِف جهاز المناعة؛ ممَّا يؤدِّي بدوره إلى زيادة خطر الإصابة بحالات صحيَّة طويلة الأمد.
- يؤدّي تعرّض الإنسان للتمييز العنصري إلى زيادة درجات التَّوتُّر لديه؛ ممَّا يزيد من خطر إصابة الشخص الذي تعرض للتمييز بارتفاع ضغط الدم؛ حيث أظهرت بعض الدراسات أنَّ أصحاب البشرة الداكنة أكثر عُرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من أيِّ مجموعة عرقية أخرى.
- وجدت دراسة أخرى أنَّ المعاملة غير العادلة للأشخاص لها تأثير كبير على النوم، والأداء الفسيولوجي للجسم.
- أوجدت بعض الأبحاث أيضاً بأنّ من آثار التمييز العنصري على البالغين بأنّه قد يدفع البعض لشرب الكحول وتعاطي المخدرات، كما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التدخين بين البالغين وظهور عادات الأكل غير الصحية أيضاً.
آثار التمييز العنصري على الأطفال واليافعين
من آثار التمييز العنصري على الأطفال ما يأتي:
- تؤثر العنصرية في الأطفال حديثي الولادة، حيث تشير الدراسات إلى أنَّ الأمهات اللواتي يتعرَّضن للعنصرية يكنَّ أكثر عرضةً لإنجاب أطفال بوزن منخفض مقارنةً بالأطفال الآخرين؛ ممَّا قد يتسبَّب في زيادة احتمال وجود مشاكل صحية للأطفال مستقبلًا أو مما قد يتسبب في وفاة بعضهم.
- يمكن أنْ يؤثِّر الإجهاد الناتج عن العنصرية في عملية تطوُّر ونمو دماغ الأطفال واليافعين، حيث قد يؤدِّي ذلك إلى زيادة المشاعر السلبية لديهم مثل؛ الخوف والحزن والقلق، كما قد يؤثّر ذلك على عملية التعلم والقدرة على التذكر.
تؤثر العنصرية سلبًا على المضطهَدين في المجتمع، وتظهر آثارها في الحرمان النفسي، والاجتماعي، لهؤلاء الأشخاص، كما يشمل ذلك عدم توفّر السكن الملائم، وانعدام الرعاية الطبية لهذه الفئة، مما يؤثر على المجتمع ككل.
حيث تساهم هذه الضغوطات في تقليل إنتاجية الأفراد ومساهمتهم الفاعلة في المجتمع، وهو ما يؤدي إلى إضعاف الدولة، والتأثير على تماسك الأفراد، وزيادة نسبة الجريمة في المجتمع، وانتشار السلع الضارة والمخالفة.
ومن ناحية أخرى، فإنّ آثار التمييز العنصري لا تقتصر على البعد الأخلاقي والاجتماعي فحسب، بل إنّ التمييز العنصري يؤثر في التنمية الاقتصادية للدولة، حيث إنّ العنصرية تتسبب في تكاليف اقتصادية كبيرة؛ لأنها تمنع أفراد المجتمع من المساهمة بأقصى قدراتهم وإمكاناتهم الإنتاجية في الأعمال وهو ما يؤثر سلباً في اقتصاد الدولة وفي المجتمع كاملاً.