معنى اسم فرحان في
تنقسم المنامات إلى ثلاثة أقسام وهي الرؤى والأحلام وحديث النفس، فالرؤى تكون ذات دلالات واضحة وتحمل بين ثناياها بشارة أو إنذار وتحذير أو ما شابه، ويشعر الرائي بعدها بالراحة، وهذا النوع من المنامات هو الذي يُفسّر ويكون ذا معنى، ولكنّ تفسيره لا يعني وقوعه كما فُسّر ولا يعني أيضًا أنّ ذلك سيحصل بشكل مباشر بعد الرؤية مباشرة فقد تقع الرؤية بعد سنوات من حدوثها.
أمّا الأحلام، فتكون من الشيطان لتحزين العبد وإزعاجه، وحديث النفس يكون نتيجة لما يُفكّر به الإنسان وما يفعله في حياته وربّما لم يكن لذلك أي علاقة في حياته، وهذين النوعين ليس لهما تفسير أو تأويل.
وبالاستناد على معنى اسم فرحان فهو اسم مشتق من الفرح، فإنّ تأويل رؤية اسم فرحان في المنام قد تكون وفقًا لأحد الاحتمالات اتية الواردة في كتاب "تعطير الأنام في تعبير المنام" للنابلسي، و"الإشارات في علم العبارات" لابن شاهين:
- قد تدلّ رؤيا الفرح في المنام على فضل من الله -تعالى- يحصل للرائي بإذن الله وكرمه، والدليل قوله -تعالى-: (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ).
- قد تدلّ رؤيا الفرح في المنام إذا كان الذي يظهر عليه الفرح إنسانًا ميّتًا على البشرى والخاتمة الحسنة، وقد تدلّ أيضًا على أنّ الميّت راضٍ عن الرائي.
- قد تدلّ رؤيا الفرح في المنام إن كان بسبب سماع خبر سار كخروج أحد من السجن أو شفاء مريض على انتقالات صالحة تحصل للرائي توجب فرحه وسروره.
- قد تدلّ رؤيا سماع خبر مفرح في المنام وهو في الواقع أمر حزين، كمن قيل له أنّ فلانًا عاد من سفره وهو في الواقع متوفى على زوال النكد وعلى الربح.
- قد تدلّ رؤيا الفرح في المنام على اقتراب الأجل لقوله -تعالى-: (حَتّى إِذا فَرِحوا بِما أوتوا أَخَذناهُم بَغتَةً فَإِذا هُم مُبلِسونَ)، وربّما دلّت على الحزن.
- قد تدلّ رؤيا الفرح في المنام إن كانت من جهة شخص ما على الحزن والغم الذي يكون بسبب نفس الشخص.
يتبيّن ممّا سبق أنّ المنام الواحد -إن كان رؤية صادقة- فإنّ له الكثير والكثير من الاحتمالات ولا ينبغي للمسلم أن يحزن أو يغتم لأجل رؤية، فهو يعمل بالتوجيهات الشرعية الخاصّة بالرؤى ويسأل الله -تعالى- أن تكون خيرًا، فجميع ما قد يُقال في تأويل الرؤى هو من قبيل الاحتمالات والتأويلات الظنية التي لا يُبنى عليه شيء، والمسلم حياته كلّها بين الخوف والرجاء.
إنّ اسم فرحان هو صفة مشبّهة تدلّ على الثبوت وهي مشتّقة من الفرح ومعنى اسم فرحان أي مسرور أو مبتهج، فالفرح هو نقيض الحزن وضدّه، وقيل في معنى الفرح إنّه عندما يجد المرء في قلبه لذّة.
ورد بعض اشتقاقات الفرح في عدّة آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ومنها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَلهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أَحَدِكُمْ إِذَا اسْتَيْقَظَ علَى بَعِيرِهِ، قدْ أَضَلَّهُ بِأَرْضِ فلاةٍ)، ومعنى الفرح هنا أي الرضا وسرعة القبول والجزاء الحسن.
وورد أيضًا في وصف الشهداء في الآخرة وما يحصل لهم من الثواب والفضل، قال -تعالى-: (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ)، ومعنى فرحين أي راضين، وورد النهي عن الفرح في قصة قارون، والمراد بالفرح في تلك القصة البطر والأشر الذي يجعل صاحبه ينشغل بالدنيا عن الآخرة.