كيف يمكن التخلص من إدمان الانترنت ومخاطره ؟
سأتحدث عن تجربة عامة معاشة هذه الأيام وهي إدمان الانترنت، جعلتنا هذه التجربة نتعايش مع أزمة تدفق وتلوث معلوماتي على مسامعنا وأبصارنا ومشاعرنا، وحتى على سلوكياتنا وأنماط تفكيرنا. مشاعرنا أصبحت هذه الأيام عائمة في محيط إدماننا على الانترنت وما به من معلومات مفروضة علينا ومتدفقة إلينا من كل صوب وحدب، نحن لا نملك الخيار في الإفلات من إدمان الانترنت الذي بات مفروض علينا شئنا أم أبينا. لكننا نسينا أننا من يتخذ القرار. وما نراه اليوم أننا قبلنا واستسلمنا لهذا الإدمان، دون أن ندرس أبعاده ومخاطره على نفسيتنا ونفسية من يحيطون بنا. لا يهم ماذا نفكر تجاه الانترنت، ما يهمنا هي وجهة نظرنا تجاه هذا السيل الجارف من المعلومات ومصادر استسقائها وإدماننا عليها.
ما هو تعريف الإدمان على الانترنت؟
لا يوجد إجماع حول تعريف علمي محدد حول الإدمان على الانترنت، ولكن يمكن القول أن شعورك الدائم بوجود حاجة ملحة تدفعك للتفكير ولإمضاء معظم ساعات يومك وأنت تتصفح الإنترنت، للدرجة التي تعيق إنجاز مهامك اليومية، وتهدد استقرار علاقاتك الإجتماعية، فأنت إذا أمام خطر إدمان الانترنت. هذا الخطر الذي يولد لديك شعور بعدم الاطمئنان والراحة النفسية عند انقطاع الانترنت، أو عدم توفره مما يهدد شعورك بالاستقرار النفسي.
ما هي مخاطر الإدمان على الانترنت؟
ما هو علاج إدمان الانترنت؟
الحقيقة تقول أننا بالمعرفة نزداد قوة، لكن هذا لا يعني أن يبقى لدينا هذا الفضول السام لتقصي كل الأخبار المحيطة بنا؟ إننا وبفضولنا الضّار نسمّم أمننا النفسي، وتوازننا العقلي، وكذلك نضر بجسمنا، فالعقل والجسد مرتبطان وكلاهما يؤثر على الآخر. جسدنا يترجم كل ما يعبر إليه من أفكار، وبما أن معظم هذه الأفكار بالآونة الأخيرة بات مصدرها الرئيسي هو الانترنت، تبدأ بذلك هذه السلسلة من الأفكار بتجديد نفسها تلقائيا لتعيد مصفوفات الغموض مع كل تصفح زائد عن حدّه .لنتجاهل بطريقة واعية أو غير واعية أزمة إدمان الانترنت ولنهزمه بوعينا، يقظتنا، اتزاننا النفسي، العقلي، والجسدي. كنا نخوض معاركنا وحدنا بالسابق، أما الآن فنخوضها جماعات ومجتمعات، ومن المؤكد أن نصرنا لن يكون من خلال تصفح عدد أكبر من أدوات الانترنت، بل على النقيض تماماً، إن زيادة متابعة أخبار أكثر ومعلومات أكثر تزيد من تشويشنا الفكري، وتزيد من قلقنا وتوترنا. والذي سينعكس حتماً على مزاجنا وعلى جسدنا وعلى علاقاتنا مع من نحب، إذ سنكون بعيدين عنهم من كل النواحي.
بالإضافة لذلك، إن التّعلق الجارف بالإنترنت هذه الأيام، قد يودي بنا نهايةً إلى الغوص بدوامة الإدمان على استخدام هذا الواقع الافتراضي، إذ يصبح المرء منا حبيساً لما يفرزه الانترنت، ولما يحاول البعض أن يجتذبنا له من خلال استخدام تلك الأدوات حقيقةَ كان أم سراباً، وما ينتج عنه من استثمار طاقاتنا في عالم يختلط فيه الشك باليقين ما بين الحقيقة والإشاعات، بدلاَ من استغلال هذا الوقت في التقرب أكثر من أفراد عائلاتنا ومن نحب.
اقرأ أيضا : إدمان الانترنت: هل الإدمان الإلكتروني هو إدمان حقا؟
عودة البارون الحلقة 1