كيف أتعامل مع الرجل
يُحاول الرجل النرجسي تسليط الضوء على نفسه دائمًا، ما يجعل الطرف الآخر في العلاقة يتجاهل احتياجاته الخاصة رغبةً في إرضائه، مع الاعتقاد أنّه سيكف عن ذلك في وقت ما، إلّا أنّ هذا اعتقاد خاطئ؛ فبصرف النظر عن المحاولات لتعديل الحياة الشخصية بما يتلاءم مع احتياجات الرجل النرجسي، لن يكون هذا كافيًا بالنسبة له.
على الشخص أن يضع حدودًا لتعامل الرجل النرجسي معه بشكلٍ واضح، حتّى وإن تسببت هذه الحدود بإزعاجه أو تخييب أمله؛ فليس من مهمة الشخص التحكّم في عواطف النرجسيّ، إذ إن إدارة عواطفه ومشاعره هي مسؤوليته هو فقط.
ومن الجدير بالذكر أنّ وضع الحدود لا يعني محاولة تغيير الرجل النرجسي، إنّها تعني فقط أنّ الشخص لم يتسامح مع بعض السلوكيات التي يقوم بها، وبمجرّد وضع هذه الحدود يجب الالتزام بها، وإلّا سيكون هناك عواقب تترتّب على تخطّيها، مثل إنهاء الحديث، والابتعاد فورًا دون مجادلة، ودون انتظار أي رد منه.
إذا كان الشخص لا يملك خيارًا إلّا أن يبقى الرجل النرجسي في حياته؛ باعتباره الوالد أو الزوج أو غيره مثلًا، يجدر التحدّث إليه بأسلوب هادئ ولطيف، وإخباره بتأثير كلماته وسلوكه على حياته، مع اختيار المواضيع والكلمات بشكلٍ محدد ومتسق وواضح، وإخباره بالطريقة التي يُراد منه التعامل بها معه.
أمّا في حال كان الرجل النرجسيّ زميلًا في العمل أو طفلًا، يُفضّل عدم التحدّث إليهم إذا كان المقصد من سلوكهم إزعاج الآخرين؛ فبمناقشتهم وإظهار الانزعاج من سلوكهم سيُحثّون على الاستمرار به.
على الشخص أن يعرف بأنّ السلوك النرجسي المتمثّل في التلاعب بالطرف الآخر مثلًا أو عدم احترامه لا يتعلّق به بالفعل، ورغم أنّ هذا الوعي لن يُزيل الشعور بأنّ هذه السلوكيات هي هجمات شخصية، إلّا أنّه يجب تذكير الذات دائمًا بها، كما يجب على الشخص أن يتذكّر بأنّه ليس مسؤولًا عن أفعال الرجل النرجسي وأنّه لم يفعل أي شيء ليُسببها.
سواء أكان الشخص لا يزال يعيش مع رجل نرجسيّ أو خرج من علاقةٍ معه؛ يُنصح بالتحدّث إلى أحد الأصدقاء أو المعارف والذي يمتلك معرفة وخبرة في التعامل مع الشخصيات النرجسية؛ ليكون قادرًا على تقديم المساعدة، وفهم الموقف والتجارب التي واجهته، وتعزيز مهارات التأقلم والتواصل لديه، والتي ستساعده على التعامل بشكلٍ فعّال مع الرجل ذي الشخصية النرجسية.