كيف يعمل عقل الإنسان كأداة لتحديد سعادته وتعاسته
كيف يعمل عقل الإنسان
عقل الانسان مشغول دائما في فهم الظواهر والأحداث التي نمر بها، كذلك فهم الأشخاص والتعامل معهم، هناك ميزة خاصة في عقل الانسان يجب أن نفهمها لكي نستعملها بشكل جيد لصالحنا لفهم الأحداث أو الأشخاص، العقل يميل بشكل تلقائي لأخذ جزء من أي حدث أو ظاهرة أو شخص ويكون فكرة مقتطعة، كل الظواهر لها جانبين متناقضين يكونوا ظاهرة واحدة، لكي يفهم عقلنا الظواهر التي نمر بها هنالك ضرورة أن نعتاد على استعمال مجازية (الزوم) للعقل، أي إمكانية عقلنا لأن يرى الأحداث بشكل ضيق أو موسع. إذ كما أن الكاميرا لها زوم يصغر ويوسع فعقل الانسان أيضا له زوم يصغر ويوسع، يفعلها العقل البشري بشكل تلقائي خلال النهار. مثال ذلك: الصياد عندما يذهب للصيد في مرحلة معينة يفتح الزوم لكي يكتشف المنطقة، وعندما يجد الفريسة يصغر الزوم لكي يصيدها.
كيف يمكننا المحافظة على نفسية جيدة من خلال التحكم في عقلنا؟
عقل الانسان بشكل تلقائي غير واعي أن لديه حركة الزوم مستمرة، ففي بعض الأحيان الزوم عند بعض الأشخاص يعلق على جزء من حدث أو تجربة، ويبقى يفكر فيه على مدار ساعات أو أيام، فعندما يكون هنالك حدث مزعج نبقى نفكر به لكي نقرر كيفية التعامل معه، ونتوقف عن الإحساس ونبقى نفكر في هذا الحدث فقط، الحديث هنا عن عملية التفكير الزائد التي فقط تعمل على إتعاب صاحبها، في هذه الحالة من الضروري أن يقطع الإنسان هذا التفكير أي أن يوسع الزوم لينظر إلى يومه بشكل كامل أربعة وعشرون ساعة، تحتوي على العديد من الأحداث الجميلة والغير جميلة، وأن يرى أن علاقته مع هذا الشخص ليست الجملة أو الكلام الذي حدث في هذه الربع ساعة، إنما علاقة لها ماضي وحاضر ومستقبل وفيها تنوع، عندما يوسع الإنسان الزوم يستطيع التعامل بشكل أفضل مع المشكلة.
عندما يوسع الإنسان نظرة العقل للأمور يرتاح نفسيا وعقليا، ويصبح صافي الذهن فيستطيع أن يتخذ الإجراءات المناسبة والحجم المناسب دون أن يكبر المشكلة ودون أن يصغرها، وهذا يحدث بعدة أشكال مثال على ذلك: هنالك بعض الأهل، ابنهم يفعل مشاكل أو يحصل على علامة منخفضة فيركز الأهل على هذه المشكلة أو هذه العلامة وينسون أن هذا الطفل لديه مهارات وصفات مميزة، فهو لديه علاقات اجتماعية قوية ولديه شخصية محبوبة ونشاطات مسلية فإذا وسعوا الزوم سيجدون عالم كامل داخل هذا الطفل، طبعا ليس من الضروري تجاهل المشكلة بل يجب التفكير فيها ومعالجتها، لكن يجب أن يوسعوا الزوم لكي يتعاملوا مع الطفل بشكل صحيح ويحلوا المشكلة بالشكل المناسب.
كيف نمرن العقل على النظر إلى الأمور بشكل أوسع؟
هنالك ضرورة لتوسيع نظرة العقل لأنه عند توسيع المشكلة تأخذ حجمها، ونفسية الإنسان ترتاح والمعالجة تكون أفضل، هنالك بعض الأشخاص في نظرتهم لأنفسهم العقل يكون عالقا على جزء من تجربتهم أو شخصيتهم، مثلا هناك أشخاص لديهم شعور في النقص فيرون فقط الأمور السلبية والفشل الذي فشلوه، بينما هم في الحقيقة أناس ناجحين في مهنتهم، دراستهم أو علاقتهم الإجتماعية لكنهم مع ذلك يركزون زوم العقل على النواقص التي لديهم، هؤلاء الناس يجب أن يوسعوا نظرة العقل لكي يروا نجاحاتهم وكفاءتهم، عند القيام بتوسيع نظرة العقل كل شيء يأخذ حجمه الحقيقي ويرتاح الإنسان، لذلك يجب استعمال زوم العقل لأن استعماله بشكل صحيح يجعلنا نشعر بشكل أفضل، نتكيف ونحل مشاكلنا بشكل أفضل.
واحدة من صفات الإنسان المكتئب أنه يرى فقط الجزء السلبي من حياته، ذاته، الاخرين، والمستقبل، بمعنى اخر هو يرى نصف الكأس الفارغ، أي أنه يركز على الأمور الناقصة فيدخل في حالة اكتئاب، وإذا استمرت الأمور بهذا الشكل تصبح حالة مرضية بحاجة إلى علاج نفسي، لذلك هناك ضرورة لنرى ليس فقط ما ينقصني، إنما أيضا ماذا نملك عندما ننظر إلى مجمل الحياة، عمليا هو يريح نفسه ويتعامل بشكل أفضل مع المأزق الذي يمر به.
الشياطين لا تتوب الحلقة 4
تهيئة عقل الانسان للنظر إلى الأمور بشكل موسع أو ضيق، هي مهارة إذا انتبهنا لها واستعملناها بشكل أفضل نريح أنفسنا، ونريح الناس الموجودين في علاقة معنا، وتأقلمنا مع الظروف يكون أفضل، أي بذلك نكون قد تمكننا من المحافظة على نفسية جيدة، وتمكنا من استيعاب أنفسنا بشكل أفضل، من المهم أن نتذكر أن ذلك لا يتحقق سوى بالتحكم في عقلنا.