كيف تتقبل النقد وتتحرر من دور الضحية
يُعتبر إثبات الذات من الأمور الأساسية التي يسعى لتحقيقها معظمنا، حيث نرغب في إثبات أننا على حق في مختلف المواقف. وعندما نتعرض للنقد، يشعر الأنا والايغو لدينا بالجرح سريعاً، وقد تتباين ردود أفعالنا في هذه اللحظات. في هذا المقال، سأستعرض واحدة من ردود الفعل الشائعة في مجتمعاتنا، وهي "دور الضحية".
دعونا نلقي نظرة على كيفية تجسد هذه ردة الفعل، والتي تميزت بدور الضحية. قد تفكر في نفسك: "أبذل قصارى جهدي لإرضاء الآخرين، ولم أستحق أبداً هذه المعاملة. كيف يجرؤون على التحدث إلي بهذه الطريقة؟ ربما يتوجب علي أن أكون شخصاً سيئاً حتى يعاملوني بشكل جيد".
دعوني أوضح من هم الأشخاص الذين يتفاعلون بهذه الطريقة. بشكل عام، هؤلاء الأفراد يحتفظون بالجرح والأذى في داخلهم. إنهم كمن تعرض للطعن بسكين، وبدلاً من أن يقوم بإزالة السكين ومعالجة جراحه، فإنه يمسك بالسكين ويغرزها في عمق جسده، محركاً إياها في كل الاتجاهات. وكل هذا يحدث بسبب انتقاد تعرض له من شخص ما!
حتى وإن كان النقد صحيحاً، فما أهمية ذلك؟ ألسنا جميعاً بشرًا غير كاملين وغير مثاليين؟ نعم، بإمكانك أن تخطئ وأن تتلقى النقد من الآخرين. لذلك، نصيحتي لك هي أن تستمع للنقد وتكون صادقًا مع نفسك.
كيف تتقبل النقد؟
إذا كان النقد صحيحاً، عليك تقبله برحابة صدر والقول لنفسك:
- “نعم، أنا كذا وكذا وربما هذا ليس جيداً للآخرين.” إذا كنت مقتنعًا بأن هذا الجانب فيك يضر الآخرين، فحاول تغييره.
- أما إذا كنت متصلاً بهذا الجانب الذي تم انتقاده، وتقبله ولا تود تغييره، فلا بأس، يمكنك الاستمرار في فعله وأنت على علم بأنه قد لا يعجب الآخرين.
باختصار، عندما يموت الأنا، تحيا الروح. توقفوا عن البحث عن المثالية وانتظار التقدير والإعجاب من الآخرين. في طفولتكم، كنتم بحاجة لهذه الاحتياجات العاطفية، أما اليوم فعليكم أن تكونوا ذواتكم الحقيقية، وتقوموا بأعمال جيدة لأنكم أشخاص جيدون، وليس من أجل الحصول على مدح أو تقدير.
الدم الفاسد الحلقة 2
تقبلوا النقد برحابة صدر، فليس من الضروري أن يحب الجميع طريقة حياتكم. عندما تتقبلون حياتكم وتبدأون في التعامل مع النقد بشكل إيجابي، سيبدأ الآخرون في قبولكم كما أنتم، وسيقللون من إبداء آرائهم حول أسلوب حياتكم.
يمكنكم تحميل تطبيق حاكيني على جوجل بلاي أو آب ستور للحصول على استشارات نفسية أو تمارين للمساعدة الذاتية.
