معلومات عن المرأة الأمازيغية
بُنيت حياة الأمازيغ على مقومات أساسية، تمثلت بالأرض، والمرأة، ومن دونهما لا وجود للرجل، وهكذا يمكن القول بأن المرأة عند هذه الشعوب مهمة جدًا، ولا تعد عنصر ثانوي أبدًا، فتشارك في جميع المجالات جنبًا إلى جنب مع الرجل، فهي تنتج، وتعلم، وتربي، وتساهم في جميع النشاطات الحيوية، بما فيها الزراعة، والنقش، وصناعة الخزف، وغيرها الكثير.
ويقوم الرجل الأمازيغي دائمًا بالإشادة بالمرأة، والرفع من مكانتها، ليعيشوا مع بعضهم البعض حياة سعيدة ومتكافئة، ويحققوا جميع رغباتهم وطموحاتهم من دون وجود عوائق، ودائمًا ما يذكر الرجل الأمازيغي زوجته باسم الجماعة، فلا يتحدث عنها بصفة المفرد على الإطلاق، فهي بالنسبة له عبارة عن الأسرة والعائلة بأكملها.
كان للمرأة الأمازيغية أهمية كبيرة جدًا عبر التاريخ، فكانت تتمتع بالحرية الواسعة، وتحظى بمكانة عالية مشرفة تليق بقدرها، وقد تفوقت المرأة الأمازيغية بالعديد من المجالات، فتفوقت في مجال الصحة، والتعليم، والمقاولات، بالإضافة إلى تميزها في المجالات الثقافية والقضائية، وكان للمرأة الأمازيغية ماضي مشرق، وسلطة كبيرة، ولكنها انثدرت مع مرور الزمن، فلم تعد الرئيسية أو تماغرت بلغة الأمازيغ، قوية مثل سالف عهدها.
كانت المرأة الأمازيغية قائدة، وملكة، وزعيمة، ومحاربة، وقد خلّد التاريخ أسماء العديد من النساء الأمازيغيات، نذكر منهن ما يأتي:
- الملكة تيهيا
لقبت هذه الملكة باسم الكاهنة الداهية البربرية، وقد حكمت شمال أفريقيا، وعرفت بقوتها وشدتها، فقد حاربت ضد الرومان وهزمتهم، في أكثر من واقعة، وقد ماتت في أرض المعركة.
- المقاومة لالا فاطمة سومر
كانت هذه المقاومة واحدة من كبار زعماء المقاومة الجزائرية، وحاربت الجيوش الفرنسية، ولقبها المؤرخ الفرنسي لوي ماسينيون، بلقب جان دارك جرجرة، تشبيها لها بالبطلة الفرنسية جان دارك.
- الملكة تين هينان
وهي ملكة الطوارق، وكان حكمها في القرن الخامس الميلادي، وقد دافعت عن أرضها وشعبها، من هجوم قبائل النيجر، وتشاد وموريتانيا، وتميزت بصفات الدهاء والحكمة.
- كنزة الأوروبية
كان لهذه المرأة دور كبير في الإمارة الإدريسية، بعد وفاة زوجها إدريس الأول، إذ كانت تساعده في الحكم قبل موته.
يتواجد الأمازيغ في أعالي التلال الموجودة في القرى النائية في المغرب، ويعانون من فقر مطقع، وهم مختلفون جدًا عن باقي سكان المغرب، فيمكن تمييزهم من لغتهم، وشكلهم، وعاداتهم وتقاليدهم، إذ يتميز الأمازيغ بالرقص، ومن أشهر الرقصات هي رقصة أحيدوس، التي يرقص فيها الرجال والنساء بطريقة متناغمة.
ويكون خلال هذه الرقصة أشخاص يدقون على الدف، وهي الآلة المستخدمة لإصدار الموسيقى والإيقاع، وترافق صوت الدف أصوات الرجال والنساء يهزجون سويًا، ويرقصون على شكل دوائر، والأيادي متشابكة، والأكتاف متلاصقة، وتعد هذه الرقصة كما قال الباحث أحمد عصيد واحدة من الدلائل على مكانة المرأة الأمازيغية بين أهلها.