تفسير حسبي الله ونعم الوكيل في
إن لهذه الرؤيا الكثير من الدلالات والمعاني المحتملة والإشارات القوية باللجوء إلى الله -تعالى-؛ لأن اللجوء إليه عزٌّ وشرفٌ وكرامة، أما الاعتماد على غيره فقد يورث الحسرة والندامة، لأنّه مخلوق ضعيف ليس بيده حول ولا قوة من دون الله -تعالى-، ومن أهم دلالات هذه الرؤيا الجميلة ما يأتي:
- إن رؤية الرائي هذا القول والدعاء الطيب في المنام قد تدل على البشارة السارة والأمل القادم بتحقيق أمنياته وأهدافه بتوكله على الله -تعالى- في كل الأحوال.
- إن قول الرائي أو غيره في منامه حسبنا الله ونعم الوكيل وهو آمناً مطمئناً وفرحاً من دواعي الخير والسرور، وقد تتحقق له كل أمنياته وأهدافه -بأمر الله تعالى-.
- إن قول حسبنا الله ونعم الوكيل في السلم والسلام والأمن والاستقرار قد يعني تخلي الرائي عن قوته وحوله إلى من له القوة والفضل والحول العظيم، وهذا من باب إعطاء الفضل لصاحبه محبة له واستعانة به بالسراء والضراء؛ لأنه -سبحانه وتعالى- ولي ذلك والقادر عليه.
- قد يُخَفَّف عن صاحب الرؤيا والمسلمين جميعا بعض الأحداث الصعبة باسم الله الحسيب، استناداً لقوله -تعالى-: (وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا).
- قد تشير الرؤيا إلى عمل الخير ومساعدة الآخرين والاقتداء بسيدنا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في كل أمر أو عمل أو تقرير؛ لأن الله جامع الناس لا محالة في يوم الحساب ليحاسبهم على ما عملوا، فليتقِّ الله -أي الرائي- لينال خير الجزاء من الله -تعالى-، استناداً لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا).
- قد تحث الرؤيا صاحبها على كثرة ذكر "حسبنا الله ونعم الوكيل"؛ ليتذكر دائما الحساب، فكما قيل في الحكمة: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا".
إن هذه الرؤيا لها الكثير من الدلالات والمعاني المهمة المحتملة في حياة صاحب الرؤيا وغيره من الناس، ولعل هذه الرؤيا خير له وللجميع، ومن أهم دلالاتها ما يأتي:
- إن تكرار قول "حسبنا الله ونعم الوكيل" قد يدل على نصر الله العظيم والتمكين ورفع القدر والعزة لصاحب الرؤيا وللمسلمين أجمعين -بإذن الله تعالى-.
- قد تدل على النصر والفرج، فمن توكّل على الله كفاه، فهو الحسيب جل جلاله.
- قد تحثّ صاحب الرؤيا على الرجوع والتوكل الدائم على الله -تعالى- ولو خُذل صاحب الرؤيا ممّن حوله، ولو نفذت كل الوسائل والطرق والأسباب؛ فإن الله هو الحسيب -جل جلاله-.
- إن كان صاحب الرؤيا مظلوماً فعليه الإكثار من قول "حسبنا الله ونعم الوكيل"؛ لأن الله هو نعم الوكيل ونعم النصير، وهو القادر على نصره ورد الظلم عنه في الدنيا والآخرة.
- قد تحث الرؤيا صاحبها على ضرورة مراقبة نفسه بالحرب والسلم؛ لأن الله -تعالى- رقيب بصير سيحاسب الرائي وغيره على كل شيء سواء أسرّه أم أعلنه، لأن الحسيب يعلم الجهر وما أخفي.
إن للمظلوم رباً ينصره، فالله الحسيب، ولهذه الرؤيا بعض الدلالات والإشارات الطيبة، ومن أهمها ما يأتي:
- قد تدل الرؤيا على أن الله -تعالى- يقف مع المظلوم وينصر عبده على عدوه إن لجأ إليه بصدق، لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
- إنْ كان صاحب الرؤيا مظلوماً بأمر فعليه الإكثار من قول "حسبنا الله ونعم الوكيل".
- قد تحثّ الرؤيا صاحبها على عدم اليأس أو القنوط من رحمة الله -تعالى- وعدله، فقد جعل مع العسر يسراً، قال -تعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ).
ولعلّ هذه الرؤيا خير لصاحبها، ولكن يبقى أمر تحقّقها في علم الله -عزّ وجل-، وهذه الرؤى الصالحة إن صدقت فهي تحمل بشارات جميلة لصاحبها -إن شاء الله-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّه لَمْ يَبْقَ مِن مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلَّا الرُّؤْيَا يَرَاهَا العَبْدُ الصَّالِحُ، أوْ تُرَى له).