تفسير اسم الله الأعظم في المنام
تجدر الإشارة بداية إلى أمرين أساسين: الأول أنّ تأويل الرؤى والأحلام من الأمور الاجتهادية التي قد يستأنس بها الرائي، ولكن لا يُبنى عليها الأحكام في الواقع، ويبقى أمر تحققها في علم غيب الله -تعالى-.
أما الأمر الثاني هو أنّ اسم الله الأعظم قد تعدّدت فيه أقوال العلماء، وقد يكون ما رآه الرائي في منامه اسم الله الأعظم وقد لا يكون هو، فالعلم عند الله، لكن للاسم الذي رآه دلالاته الخاصة، وحثٌّ على الإكثار من الدعاء به.
ومن يرى اسم من أسماء الله الحسنى العظيمة قد يقترب من استجابة الدعاء -إن شاء الله-، ومن رضا الله عليه، وينال الشرف والكرامة والعز والرفعة، ولعل ما رآه الرائي خيرٌ كثيرٌ له، وإن للاسم الذي رآه الرائي وكان يعتقد في المنام أنه اسم الله الأعظم دلالات مهمة محتملة ومعانٍ جميلة، ومن أهمها ما يأتي:
- قد تدل الرؤيا على ضرورة السعي والاجتهاد والمثابرة في ذكر أسماء الله الحسنى العظيمة في حياة الرائي، وبيقين تام بأن الله تعالى يسمعه ويعينه ويستجيب دعاءه -بإذن الله تعالى-.
- قد يكون الرائ دعا باسم الله تعالى أو بالرحمن أو الرحيم أو الحنان أو المنان أو البديع أو ذو الجلال والإكرام أو الحي القيوم، وكما ذكرنا سابقا قد تعددت آراء العلماء في تحديد أي الأسماء هو اسم الله الذي إذا دعا به المسلم استجاب الله له دعاءه؛ ليكون المسلم حريصاً على الذكر والتسبيح والدعاء بهذه الأسماء حباً ورجاءً وخوفاً وطمعاً.
- قد تُرشد الرؤيا صاحبها على أهمية السعي بالطلب من الله -تعالى- ببركة الاسم العظيم الذي رآه في المنام، ويكون دلالته خير عظيم له؛ لأن اسم الله الأعظم له مميزات عظيمة؛ منها أن الله -تعالى- يستجيب لمن دعاه به، وهذا من فضل الله -تعالى-.
- على صاحب الرؤيا التحرّي عن اسم الله الأعظم بما جاء بالأحاديث الشريفة؛ كأن يكون الاسم في سورة الفاتحة أو آية الكرسي أو الإخلاص كما ورد بالأحاديث الشريفة.
- قد تدل الرؤيا على التقرب إلى الله -تعالى- بأسمائه الحسنى العظيمة كلها، فمن أحصاها وتدبّرها دخل الجنة، استناداً لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ).
إن هذه الرؤيا الجميلة قد تبشّر صاحبها بالخير والفرح والسعادة والهناء طيلة حياته القادمة، لأن فيها رؤية اسم الله الأعظم، ولها العديد من الدلالات والمعاني المهمة المحتملة والرائعة، وبشارات الخير والصلاح له، ومن أهمها ما يأتي:
- قد تدل الرؤيا على صلاح صاحب الرؤيا وقوة إيمانه، وعلى كثرة تسبيحه بأسماء الله الحسنى كلها، وهذا من دواعي الفرح والسرور؛ لأنه مع الله -تعالى- في كل وقت ما بين ذكر وتسبيح ودعاء.
- التسبيح باسم الله الأعظم في المنام قد يدل على الفرج القريب للرائي، والسعة بالرزق الوفير، والعافية من المرض، والشعور بالراحة والسعادة والقرب من الله -تعالى- ونيل رضاه.
- قد تحثّ الرؤيا صاحبها على الاستمرار بالتسبيح بأسماء الله الحسنى العظيمة، وخاصة الأسماء التي ورد ذكرها سابقاً، وجميع أسمائه الحسنى، لما لها من الفضل في كل المواقف التي يمر بها الرائي في حياته، فيستبشر بالخير العميم والبركة -بإذن الله تعالى-.
إن لهذه الرؤيا بعض الدلالات والإشارات الطيبة والمبشّرة بالخير العميم لصاحبها، ومن أهمها ما يأتي:
- قد تدل الرؤيا على أهمية الدعاء كعبادة من أهم العبادات في حياة المسلم؛ لأن الدعاء من العبادة كما أخبرنا به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- إن ذكر اسم من أسماء الله الحسنى العظيمة من تمام الأمور لصاحب الرؤيا ومَن يعول.
- قد توحي الرؤيا إلى أن الله -تعالى- سيتجيب للرائي الدعاء إذا بدأ الدعاء باسم من أسماء الله الحسنى وهو متيقن من الإجابة.
- قد تدل الرؤيا على البشارة السارة بالتغيير الذي ينتظره الرائي من الله -تعالى- بفضله وكرمه وتوفيقه، فإن كان الرائي مظلوماً فقد ينصره الله في القريب العاجل نصراً مبيناً، وإن كان مديوناً فقد يقضى عنه دينه، وإن كان فقيراً فقد يغنيه الله -تعالى- من فضله، وإن كان خائفاً فقد يؤمّنه الله -تعالى- ويسخّر له ملائكته وجنود أرضه بالمحبة والمودّة والمنفعة المتبادلة -بإذن الله تعالى-.