تفسير الجراد في
رؤية الجراد في المنام تدل على أمور كثيرة بحسب رؤية الرائي لها، ولكن في العموم فإن الجراد في المنام قد يدل على الجنود التي تأتي بالشر والضرر، وقد يكون الجراد دالاً على العذاب؛ لأنه كان عذاباً من الله تعالى لقوم موسى، قال الله -تعالى-: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ).
ومن رأى الجراد يقع في موقع، أو يطير هو معهم، فهو قد يدل على أذى ينزل في ذلك المكان، كما أنّ رؤية الجراد في المنام يسقط بكثرة على السطوح، فهو من الممكن أن يعبر عن سقوط المطر في تلك المنطقة، لكن إن رآه يسقط بين البيوت ويدخل الأواني والبيوت، فإنه قد يكون أذىً وضرراً، يحل بالإنسان.
من رأى أنه يأكل الجراد، أو رأى أن الجراد يُؤكل فهو قد يكون دلالة على الخير، والأرزاق يأخذها الإنسان، ومن رأى أنه يجمع الجراد فهو قد يدل على أنّه يُحصِّل مالاً أو رزقاً، وقد روي أن ابن سيرين سُئل عن رجل رأى أنه يجمع الجراد في وعاء، فقال: دراهم تصيبها ومال تكسبه.
ومن رأى أن الجراد ينزل في موضع، ولا يضره فهو من المحتمل أن يكون دلالة على فرح وسرور يصيب الإنسان؛ لقصة أيوب -عليه السلام- حين كان يجمع الجراد المذهب الذي ساقه الله له.
قال رسول الله: (بيْنَا أيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، فَخَرَّ عليه جَرَادٌ مِن ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أيُّوبُ يَحْتَثِي في ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يا أيُّوبُ، ألَمْ أكُنْ أغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قالَ: بَلَى وعِزَّتِكَ، ولَكِنْ لا غِنَى بي عن بَرَكَتِكَ)، وقيل أن رؤية أخذ الجراد الكثير في المنام، قد تكون علامة على أن الرائي يكثر كلامه في خطبة النساء.
رؤية النائم للجراد في المنام قد لا تخرج عن خمسة أوجه؛ فهي إما أن تكون غوثاً أو رزقاً أو مطراً أو كثرة كلام أو بلاء، ويختلف ذلك باختلاف حالة الرائي له كما تقدم، فمجرد رؤيته منتشراً فهو قد يكون دلالة أذى وعذاب، أما أخذه وأكله فهو قد يكون دلالة رزق وغوث، أو كثرة الكلام، وأما سقوطه على السقوف فهو من المحتمل أن يدل على المطر.
وقد ذكر الجراد في القرآن الكريم في موضعين فقط، وقد جاء ذكره للدلالة على العذاب والفزع، ففي آية الأعراف جاء عذاباً على قوم موسى -عليه السلام-، قال -تعالى-: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ).
والآية الثانية فقد وردت في سورة القمر قال -تعالى-: (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ)؛ لوصف الفزع الذي يعتري الناس يوم البعث.