تفسير رؤية جريمة في المنام
روى الإحسائي نقلاً عن أحد المعبرين قوله في الجريمة؛ أنه يكره رؤيتها سواء في اليقظة أو في المنام، والجريمة لها عدة دلالات حسب تفاصيل الرؤيا وحال الرائي، كما يلي:
- من رأى أن مجرماً يقطع عليه الطريق ويأخذ ماله ومتاعه، ففيها قولان: الأول أنه يحصل على فائدة من رجل بعينه بقدر ما نُهب منه، والثاني حصول مصيبة له أو لبعض إخوانه، والعياذ بالله.
- أما إن رأى مجرمين اجتمعوا عليه لسرقته ونهبه لكنهم لم يظفروا بشيء منه، فربما دلّ على مرضه مرضا يُشرف في على الهلاك، ثم يصحّ منه بإذن الله.
- إن ارتكب لص جريمة سرقة في بيته وأصاب مالاً له، ربما أشار ذلك إلى موت أحد فيه.
- أما إن رأى مجرماً أو لصاً يؤذّن على منارة أو مرتفع، فربما يدل ذلك على اشتهار أمره بين الناس.
- قد تدل رؤيا أحد المجرمين في هول على رجوعه إلى الله وتوبته.
- ربما تشير رؤيا ارتكاب جريمة عظيمة على أن صاحبها يرتكب أمراً محرماً، أو يحيد عن الطريق المستقيم.
ذكر ابن سيرين في التفسير المنسوب له، أن رؤيا امرأة أنها تقتل زوجها في المنام، فربما تشير إلى أنها تحمله على ارتكاب إثم ومعصية لإرضائها، وإن رأى الرجل أنه يقتل صبياً في منامه، فقد يدل على أنه سيظلمه، أو يدعوه إلى أمر محظور فيجيبه إليه مجبرا، ومن رأى أنه يقتل ولده فقد ينال رزقاً.
ذكر ابن غنام أن القتل في المنام على وجوه، وبيانها كما يلي:
- من رأى أنه قتل عدواً فإنه قد ينجو من الغم بإذن الله.
- أما إن كان قد قتل نفسًا ظلماً وعدواناً فمن المحتمل أنه عاصٍ لله -تعالى-، وعليه أن يلزم التوبة والاستغفار.
- أما قتل النفس فقد يدل على التوبة، لقوله -تعالى-: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ).
- المقتول في المنام سواء أكان صاحب الرؤيا أم غيره، إن لم يكن قتله ذبحاً فقد تدل رؤيته على أنه ينال نفعاً وخيراً من القاتل.
- الاعتراف بقتل نفس في المنام من المحتمل أن يشير إلى نيل ولاية، لورود ذلك في قصة موسى -عليه السلام-، لما قتل الرجل واعترف بذلك.
- ربما تشير رؤية القتل لصاحب المنام على تركه الصلاة جاحداً، وبالتالي استحقاقه للقتل، وفي هذا تحذير له ليلتزم بالصلاة ويواظب عليها.
وقد صنّف علماء التعبير الرؤى أو المنامات إلى ثلاثة أقسام، فمنها ما يكون رؤيا صالحة، وهي مبشرة للمؤمن، وإما أن تكون رؤيا مُحذّرة له أمر ما، وقد تكون هذه الرؤيا من الشيطان وتهويلاته ليحزن المسلم بها، وإما أن تكون الرؤيا من أحاديث النفس وما يغلب عليه تفكير الإنسان، فينعكس على شكل أحلام لا تأويل لها.