تفسير رؤية وسماع القطار في المنام
إنّ القطار من الرموز الحديثة التي لا يوجد لها ذكر في الكتب المتقدمة المتخصصة في تعبير المنامات، ولعلّ ممّا يقرب من القطار من الرموز القديمة هو قافلة الإبل للتشابه في الشكل عموماً والوظيفة غالباً، وسنتعرض لها لاحقاً -إن شاء الله تعالى-.
ثم إنّه من الرموز التي لا يكثر ذكرها في الرؤى، غير أن لها دلالاتٌ كثيرةٌ جداً مبنيةً على وظيفة القطار وشكله وطبيعته فمن هذه المعاني أنه قد يدل على:
- المطر أو الدموع وغير ذلك مما يشبهها.
- كما قد يدل على مراحل وتدرج وأفواجٍ من أمور شتى.
- ربما دل على سفرٍ أو سفرٍ طويلٍ أو رحلةٍ.
- لعله يدل على تجارةٍ رابحةٍ أو خاسرةٍ.
- كما قد يدل على الموت وطول العمر وطول الأمل وتحقيق الأماني وعلى الانتظار.
- قد يدل القطار كذلك على الأخبار المتلاحقة وعلى حسب حاله تكون طبيعة الأخبار.
- كما قد يدل صوت القطار على التنبيه والتحذير من أمر ما وعلى حسب الخوف منه وحال الرائي يكون شأنه إن خيرا فخير أو شرا فشر.
- صوت القطار المرتفع الذي يسمعه الناس أو أنه منتشرٌ في الآفاق فربما دل على تحذيرٍ وخبرٍ يملأ الأجواء ويشغل الناس وربما يكون مقلقا لهم.
- رؤيا القطار تدل على عمر الإنسان فالمنطلق للغروب يدل على أن الرائي كبير في العمر أو ربما اقترب أجله.
للرؤيا ورموزها الأخرى دلالات وتوجيهات للمعبر في تعبيره لرمز القطار فمن ذلك ما يأتي:
- إنّ رؤيا القطار في وقت قلة المطر لعله يدل على المطر ويعم الخير في الناس، وقد ذُكر في الكتاب المنسوب لابن سيرين المسمى "منتخب الكلام من تفسير الأحلام" أن بعض المعبرين قال: "المطر يدل على قافلة الإبل كما أنّ قافلة الإبل تدل على المطر"، وهذا يشبه كثيراً القطار فربما يُستأنس بذلك.
- القطار الذي يراه الإنسان يمر من أمامه من أوله لآخره فلعل الرائي يستعرض مسيرة حياته بما فيها من مراحل وأثقالٍ وأرزاقٍ وغير ذلك.
- القطار الذي يسير نحو الغروب هو انتهاء أمر فربما كان مشروعاً أو عمر إنسانٍ أو همٌّ طويلٌ قد زال أو دينٌ وغير ذلك.
- القطار المحمل في البضائع فلعله رزقٌ كبيرٌ أو همٌّ متعبٌ طويلٌ أو سفرٌ طويلٌ.
- إذا تحطم القطار فهوخسار لمن هو له، وإذا اصطدم مع غيره فيدل على تنافس في أمر معين وربما خسارٌ للطرفين.
- إذا سُمع صوت القطار قبل رؤيته فيدل على سماع أخبار مسافر لم يصل بعد أو قد يطول غيابه.
- إذا سمع صوت القطار يلف المدينة فهو خبرٌ مقلقٌ لهم أو تحذيرٌ من أمرٍ يعمهم لو كانوا خائفين وإلا فهو خبرٌ سارٌ وخيرٌ يعمهم أو مطر يغيثهم.
- سماع القطار مع قدومه من المغرب بداية حياة جديدة وتغير للأفضل.
أما حال الرائي في الرؤيا فإنه المحطة الأخيرة التي يتوجه بها التعبير وتجتمع فيه القرائن وتقل الاحتمالات فمن ذلك:
- لو رأى المتزوج رجلاً أو امرأة قطاراً قادماً محملاً، فلعله حمل وولادة وعلى عدد المقطورات يكون عدد الأولاد، إلّا إذا كانت كثيرة فتدل على عموم الأولاد مع البركة والرزق يجيء معهم.
- كذلك لو رأى التاجر قطاراً محملاً، فلعلّ ما يحصل في القطار ومقطوراته يكون كسبه وربحه وخسارته وقس على ذلك.
- من رأى أنه يقود القطار مع العائلة فعلى حسب قيادته ومهارته والمكان الذي سيتوجه إليه يكون الخير أو الشقاء والانتقال وتغير الحال.
- السلطان لو رأى قطاراتٍ كثيرةً تدخل دولته ويقفن بها فهو خير عظيم ينال الشعب كله.
- الذي يدعو الله -تعالى- في تحقيق أمنياته ودعاويه فقد يُستجاب له بتتابعٍ بين ما كان يدعو به.
- كبير العمر لو رأى القطار فلعله قطار عمره ولو اتجه للغروب فدنو أجله أو للشروق فدلالة خير يأتيه وأنه ذو همة في الحياة.
- من استقبل القطار فلعله يستقبل مسافراً طالت غيبته أو ودعه فقد يكون مسافر ستطول غيبته.
- من رأى أنه يركب قطاراً فلعله يسافر أو يسعى في تجارةٍ أو الانتقال لحياة الزوجية وغير ذلك.
وننوّه أن هذه الدلالات للقطار ليست تفسيراً كاملاً إذ لا بدّ من معرفة كامل تفاصيل الرؤا لتجتمع القرائن، وأنّ المنامات ثلاثة أقسام فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرؤيا ثلاثٌ، فالبُشْرَى من اللهِ، وحديثُ النّفْسِ، وتَخْويفٌ من الشيطانِ)،تفسير الرؤى أمر ظني لا نقطع به ووقت وقوعها لا يعلمه إلّا الله -تعالى-.