تفسير اسم ليلى في المنام
يعتبر العديد من الناس الرؤى إمَّا مصدراً للفرح، أو مصدر للقلق، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيا المُؤْمِنِ، ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وما كانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فإنَّه لا يَكْذِبُ. قالَ مُحَمَّدٌ: وأنا أقُولُ هذِه. قالَ: وكانَ يُقالُ: الرُّؤْيا ثَلاثٌ: حَديثُ النَّفْسِ، وتَخْوِيفُ الشَّيْطانِ، وبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، فمَن رَأَى شيئًا يَكْرَهُهُ فلا يَقُصَّهُ علَى أحَدٍ ولْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ).
روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (رَأَيْتُ ذاتَ لَيْلَةٍ، فِيما يَرَى النَّائِمُ، كَأنَّا في دارِ عُقْبَةَ بنِ رافِعٍ، فَأُتِينا برُطَبٍ مِن رُطَبِ ابْنِ طابٍ، فأوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لنا في الدُّنْيا، والْعاقِبَةَ في الآخِرَةِ، وأنَّ دِينَنا قدْ طابَ).
وقد أورد أبو الفداء في كتابه "عجائب تفسير الأحلام في القرآن" قاعدة عامة لتأويل الأحلام التي تتضمن اسماً معيناً؛ حيث قال إن كل اسم محمود في الواقع قد تدل رؤيته على البشرى والخير في المنام، وعكس ذلك أيضاً صحيح؛ حيث إن رؤية الأسماء غير المحمودة قد تحمل رؤيتها في المنام دلالات غير طيبة للرائي.
ومما تم ذكره نستطيع محاولة تأويل دلالات رؤية اسم ليلى في الحلم من خلال معرفة معناه اللغوي؛ إذ جاء هذا الاسم في المعجم بمعنى النشوة، لذا فمن المحتمل أن تشير رؤية اسم ليلى في المنام إلى تحقق السعادة للرائي، أو خروجه من الأزمات والصعاب إن كان يمر بها وحصول السعادة له بعد ذلك.
ومن الممكن أيضاً أن تدل رؤيا اسم ليلى على تحقيق السعادة من خلال الأحداث المختلفة التي تؤدي إليها؛ مثل النجاح والتفوق، العمل،، الشفاء، الزواج، الأرزاق على تنوعها وما إلى ذلك من أمور تؤدي إلى الشعور بالسعادة عند الإنسان.
ورد اسم ليلى في قاموس معاني الأسماء ومعجم لسان العرب بمعنى النشوة وهو اسم مؤنث عربي الأصل، ومن الجميل في الاسم أنّ اسم أول امرأة بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام عندما جاء إلى المدينة المنورة هو ليلى بنت خطيم.
حكم تسمية المولودة باسم ليلى مباح وذلك بالرغم من أنَّ مِن بين معاني هذا الاسم معنى النشوة أي ابتداء السكر، وذلك لأن هناك العديد من الصحابيات من تسمّو بهذا الاسم، وتم ذكر ما يزيد عن خمسة وعشرين صحابية بهذا الاسم في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني.
كما أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر بتغييره علماً بأنه قام بتغيير وتحريم بعض الأسماء، ولكنه مع ذلك لم يقم بتغيير اسم ليلى أو تحريمه، وبناءً على ذلك فإن حكم التسمية باسم ليلى هو الجواز.