تفسير اسم ماريا في
إنّ الرؤى وتعبيرها من القضايا الظنية؛ لأنّها من اجتهادات العلماء التي قد تصيب وتخطئ؛ فلا نقطع بشيء منها، لكن نسترشد بها ونستأنس، والأحلام في جميع الأحوال تشير إلى إحدى ثلاثة أمور وضَّحها لنا الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
(إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءًا من النبوة، والرؤيا ثلاثة فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس).[3]
فسّر أهل الرؤى رؤيا اسم ماريا في المنام بعدة تفسيرات، وذلك باختلاف حالة الرؤيا وتفاصيلها، وفيما يأتي بيان ذلك:
- قد تدل الرؤيا على الرزق الحلال والبركة التي سينالها الرائي.
- قد تدل الرؤيا على قضاء حاجة الرائي، والله -تعالى- أعلم.
- قد تدل زواج الرائي عمّا قريب من زوجة صالحة تسر قلبه، والله -تعالى- أعلم.
- قد تدل على قدوم طفلة جميلة حسنة الخُلق والخَلق، والله -تعالى- أعلم.
- قد تدل الرؤية للفتاة على عفّتها وطهارتها.
- قد تدل على الأخلاق الحميدة التي يتمتّع بها الرائي.
- قد تدل على المستقبل الباهر لصحاب الرؤيا إن شاء لله.
- قد تدل على زواج الرائية من زوج تقي وصالح يحفظها ويصونها، والله -تعالى- أعلم.
- قد تدل على سماع أخبار سارّة للرائي، والله -تعالى- أعلم.
يحمل اسم ماريا العديد من المعاني المميزة والجميلة، وبيان ذلك فيما يأتي:
- مارْيا: هو اسم علم مؤنث، وهو لفظ آخر لاسم مريم أو ماريّا، ويمكن أن يُكتب هكذا ماريّة، ويُقال إن أصل اسم مارْيا آرامي.
- مارِيّا: هو اسم علم مؤنث، وهو من الأسماء المنتشرة بين الأندلسيات مثل الشاعرة ماريا بنت أبي يعقوب الفيصلي، والجدير بالذكر أن أصل اسم مارِيّا عربي.
- ماريه: هو ولد البقرة الأبيض الأملس، والمارية هي القطة الملساء كما أنها المرأة البيضاء الرقيقة والهادئة، وأصل اسم مارية عربي.
يُشير اسم ماريّا في القرآن إلى السيدة مريم عليها السلام، فلم يرد بصيغته الحالية في القرآن أو في السنة النبوية، ولكن ذُكرت آيات وأحاديث عديدة باسم مريم عليها السلام، نبيّنها فيما يأتي:
- قال -تعالى-: (وإذْ قَالَتِ المَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وطَهَّرَكِ واصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ).
- قال -تعالى-: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ).
- قال -تعالى-: (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ).
- قال -تعالى-: (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ).
- (أنّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ دعا فاطمةَ عامَ الفتحِ فناجَاها فبكتْ ثمَّ حدَّثَها فضحِكت قالت فلمَّا تُوفِّيَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سألتُها عن بكائِها وضحِكِها قالت أخبرني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهُ يموتُ فبكيتُ ثمَّ أخبرني أنِّي سيِّدةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ إلَّا مريمَ بنتَ عمرانَ فضحِكتُ)، وهذا الحديث يدل على فضل ومكانة سيدتنا مريم.
وعليه فإنّ أهل الرؤى يروا في "تفسير اسم ماريّا في المنام" أنّه قد يدل على الخير، والصلاح، والمكانة العالية للمرأة تيمّناً بسيدتنا مريم والدة عيسى عليهم السلام، والله -تعالى- أعلم.
أجمع العلماء على جواز تسمية المولودة باسم ماريا أو مارية، ومعناه المرأة البيضاء ذات الجمال البراق، ومن الجدير ذكره أن المقوقس أهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم مارية القبطية التي أنجبت له ولده إبراهيم.
