-

نظريات الإدارة الحديثة

نظريات الإدارة الحديثة
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

الإدارة الحديثة هي الاستراتيجيات التي يمكن للإدارة اتباعها لتوجيه الموظفين وتحفيزهم للعمل، وهي تقوم على عدة نظريات مختلفة تسعى إلى تحقيق الأهداف التنظيمية للشركة، باستخدام أدوات وتقنيات التكنولوجيا الحديثة ذات التغيرات السريعة، إلى جانب التحليل الرياضي واستجابة لعواطف الموظفين البشرية المعقدة لخلق بيئة عمل محفزة ومنتجة، انطلاقًا من مفهوم أنّ البشر لديهم توجهات، ورغبات، واحتياجات، وهي التي تدفعهم للعمل والإنتاج، مما يرفع لديهم الرضا الوظيفي والسعادة، على عكس الإدارة الكلاسيكية التي تنظر إلى الموظف بأنه عامل مدفوع له المال فقط.


تتبع الإدارة المحترفة عدة نظريات إدارية مختلفة في توجيه الطاقات العاملة لديها بما يتناسب مع ثقافة الشركة وما يتناسب مع توجهات الموظفين ورغباتهم، والإدارة الحديثة تقوم على ثلاثة نظريات رئيسية، وهي:


النظرية الكمية

تعتمد هذه النظرية على النهج الكمي، وتقنيات الكمية، وتطبقها على الإحصائيات ونماذج المعلومات ومحاكاة تكنولوجيا الحاسوب، لتقييم الأداء وإدارة الشركة، حيث تساعد هذه التحليلات والبيانات الإدارة في تحديد نقاط القوة الناجحة، التي تعود بفائدة على الشركة ونقاط الضعف التي تتسبب بالمخاطر، وتمكن الإدارة من اتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة لحل المشكلات.


نظرية النظم

تقوم هذه النظرية على أنّ الشركة أو المؤسسة عبارة عن وحدة معقدة، وعلى جميع الأقسام والموظفين بداية من رئاسة الشركة ووصولاً إلى الموظفين المبتدئين، التعاون والتشارك والتفاعل مع بعضهم البعض كوحدة واحدة، وليس كل وحدة منفصلة ومعزولة عن الأخرى، في سبيل تحقيق الهدف الرئيسي، وهو إنجاح الشركة وإبقائها في سوق العمل، ويمكن تشبيه الشركة التي تعمل بهذه النظرية كالكائن الحي الذي تعمل جميع أعضاءه الفرعية معًا لإبقائه على قيد الحياة.


نظرية الطوارئ

تعمل هذه النظرية على نهج مختلف؛ إذ أنه لا يوجد نظرية إدارية واحدة يمكن للإدارة اتباعها، وإنما يتم استخدام الاستراتيجية المناسبة اعتمادًا على المواقف والمتغيرات التي تطرأ أمام الإدارة، ويعتمد هذا النهج على مهارة المدير القيادية في التعامل مع المتغيرات واتباع الأنماط الفعالة المناسبة، وتنقسم المتغيرات إلى حجم الشركة، والتكنولوجيا المستخدمة فيها، وأسلوب القيادة فيها، وعلى المدير الذي يستخدم هذا النهج أن يتسم بالمرونة وسرعة التكيف، خاصة في ظل المستجدات السريعة في عصر التكنولوجيا الحديثة.


تكمن أهمية الإدارة الحديثة بأنها تتفاعل بشكل يتناسب مع التطورات التكنولوجية الحديثة والمتغيرات المستمرة وتسييرها لرفع كفاءة العمل وتحقيق الأهداف، واتباع نظريات الإدارة الحديثة تعود بفوائد قيمة على المنظمات والمؤسسات، ومن أبرزها ما يلي:


تعزيز الإنتاجية

يعزز دمج النظريات الإدارية الحديثة من إنتاجية العاملين في الشركة، وذلك من خلال استخدام الأساليب الرياضية المناسبة، وتحليل الإحصائيات، ومراقبة أداء العمال في الشركة؛ لفهم سلوك الموظف، وتعزيز نقاط القوة لديه، عن طريق التحفيز أو توفير دورات تدريبية من شأنها رفع كفاءة الموظفين، وبالتالي زيادة الإنتاجية، وبهذا تكون الشركة استثمرت القدرات البشرية لديها وحققت أقصى استفادة.


المساهمة في صنع القرار

مكنت نظريات الإدارة الحديثة مدراء الشركة أو مدراء الأقسام من اتخاذ القرارات بشكل سهل وسريع، اعتمادًا على البيانات المتوفرة وتحليلها، مما يساعد في إيجاد الحلول المناسبة، واتخاذ القرارات الفعالة.


زيادة مشاركة الموظفين

تعمل الإدارة الحديثة على فهم رغبات الموظفين واحتياجاتهم، وإشراكهم في اتخاذ القرارات، واتخاذ الإجراءات المناسبة، ويؤدي هذا إلى رفع معنويات الموظفين وتحفيزهم وإشراكهم بشكل فعال، مما يرفع مستوى الرضا لديهم، ويدفعهم للعمل بشكل أفضل.


الموضوعية في اتخاذ القرارات

اعتماد الإدارة الحديثة على الأساليب الرياضية وتحليل البيانات يساهم في اتخاذ القرار بشكل موضوعي بما يتناسب مع مصلحة العمل، وليس اتباعًا للحدس والآراء والرغبات.


التكيف السريع مع المستجدات

تعمل الإدارة الحديثة على معرفة المستجدات والمتغيرات الداخلية والخارجية للمنظمة، والعمل على التكيف معها بشكل سريع بما يصب في مصلحة العمل؛ كإدخال التكنولوجيا الحديثة لتسهيل الأعمال وتسريعها.


تختلف نظريات الإدارة الحديثة عن غيرها من النظريات القديمة الأخرى بأنها أكثر مرونة وتكيفًا مع التطورات السريعة وطريقة تعاملها مع موظفين المنظمة، على عكس غيرها من النظريات؛ كالنظريات الكلاسيكية التي تتعامل مع الموظف بشكل مادي فقط، وأنه يعمل فقط للحصول على الراتب، أو مثل الإدارة العلمية التي تعتمد على مراقبة العاملين وكفاءتهم بأداء المهام الموكلة إليهم، مما يتطلب من المدير استمرارية التدريب والتخطيط، أما الإدارة البيروقراطية فهي تتبع هيكلًا وظيفيًا جامدًا اعتمادًا على المهام والقواعد والإجراءات.