-

الاضطرابات النفسية التي خلفتها الحرب على غزة

الاضطرابات النفسية التي خلفتها الحرب على غزة
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

تُعتبر الحروب من أكثر الأمور الصعبة التي يُمكن أن يمُر بها الإنسان، فمهما كانت صعوبة التجارب والمشاكل السابقة، فإنها لا تُعادل يومٌ واحد من أيام الحرب، فالمعاناة والألم التي تخلفها الحروب لا يُمكن حلّها بسهولة، حيثُ يتعرض الإنسان إلى الاضطرابات النفسية المُختلفة التي قد تؤدي إلى آثار طويلة الأمد للفرد سواء كان بالغ أو طفل ….هذه المعاناة والاضطرابات النفسية لا تظهر مع كل الأفراد بنفس الوقت، بمجرد أن تضع الحرب أوزارها سوف تنفتح أبواب معاناة مختلفة للفرد و المجتمع، وهذا ما يُحدث في حرب غزة التي ما زال صراعها موجود حتى هذا اليوم.

تُعتبر حرب غزة من الحروب طويلة الأمد التي خاضها الشعب الفلسطيني " الغزّي على وجه الخصوص" حيثُ طال التدمير الشجر والحجر والبشر، هذه الحرب سببت الجروح و المآسي الكبيرة من أصوات القنابل و الإنفجارات الشديدة جدًا، صور الموت والدماء، الأشلاء، النزوح المُتكرر وغيرها من الأمور… و من نجى من هذه الحرب سوف يتعرض إلى تغييرات جذرية في نفسيته مما يؤدي إلى ظهور الاضطرابات النفسية ومنها اضطراب ما بعد الصدمة الذي له تبعات نفسية قاسية و صعبة.

هُنا سوف نشرح مفهوم الاضطرابات النفسية وأنواعها و أعراضها، وما هي أهم الاضطرابات النفسية الناتجة عن الحروب، و سوف نتطرق إلى اضطراب ما بعد الصدمة بالتفصيل و في النهاية لن نتركك دون الحل حيث سنقدم استراتيجية علاج الصدمة النفسية الواجب اتباعها لمن يتعرض لهذه الأعراض و خرج من الحرب بصحة وسلامة، بالإضافة إلى اختبارات حاكيني المتنوعة و خدمات الحصول على الاستشارة النفسية المناسبة والمهنية.

ماهي الاضطرابات النفسية ؟

الاضطرابات النفسية والتي تُعرف أيضًا بالاضطرابات العقلية هي عبارة عن نمط سيكولوجي ينتج عن الشعور بالضيق أو العجز الذي يصيب الفرد، و الاضطرابات النفسية تؤثر على تفكير الشخص، وتصرفه، وانفعالاته، وتتسبب في انحرافات عن النمط الطبيعي للصحة النفسية. يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى صعوبات في التعامل مع الأنشطة اليومية، والتفاعل الاجتماعي، كما أن هذه الاضطرابات النفسية تختلف شدتها من شخص إلى آخر، ويمكن أن تكون مؤقتة أو مزمنة.

تشمل الاضطرابات النفسية مجموعة واسعة من الحالات، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الفصام، واضطرابات الأكل، واضطراب ما بعد الصدمة، و الاضطرابات الشخصية.

أنواع الاضطرابات النفسية:

  • اضطراب القلق
  • اضطراب ثنائي القطب
  • انفصام الشخصية
  • اضطراب السلوك الفوضوي
  • اضطراب الأكل
  • اضطراب الوسواس القهري
  • الاكتئاب وغيرها من الاضطرابات الأخرى

أعراض الاضطرابات النفسية:

كل نوع من أنواع الاضطرابات النفسية له أعراض محددة و مُختلفة تُميز كل نوع عن غيره، لكن مُعظم الاضطرابات النفسية يشتركون في أعراض مُشتركة وهي:

  • الشعور بالحزن أو الاكتئاب و التقلبات المزاجية الحادة ما بين الحزن و الغضب و القلق
  • التفكير المشوش أو انخفاض القدرة على التركيز و تتمثل في التفكير السلبي و الشعور باليأس
  • المخاوف أو الهموم المفرطة، أو الشعور الشديد بالذنب
  • الأوهام والهلاوس: رؤية أو سماع أشياء غير موجودة في الواقع
  • التغيير في السلوك إجتماعيًا و العزلة الاجتماعية التي تتمثل بالانسحاب من الأصدقاء و الأنشطة الإجتماعية
  • السلوك العدواني الذي يدفع الفرد نحو التورط في المشاكل والعنف…يُمكنك قياس السلوك العدواني لديك من هذا الاختبار في حاكيني.
  • التعب الشديد أو انخفاض الطاقة أو مشاكل النوم
  • الانفصال عن الواقع (الأوهام) أو جنون العظمة أو الهلوسة
  • عدم القدرة على التعامل مع المشاكل اليومية أو الإجهاد من أي روتين يومي
  • مشاكل إدمان الكحول أو المخدرات
  • التفكير الانتحاري و التفكير الزائد حول إيذاء النفس و إنهاء الرغبة بالحياة
  • التراجع عن الهوايات و فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تسبب الفرح والسرور للشخص سابقًا
  • مشاكل في النوم وأرق دائم

الأحداث التي تؤدي إلى الاضطرابات النفسية الناجمة عن الحرب:

  • التعرض للقصف و أصوات الانفجارات الضخمة و الدمار
  • التهجير والنزوح القسري
  • التعرض للضرب و التعذيب الوحشي
  • التعرض للاغتصاب الجنسي
  • فقدان أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء
  • التعرض للأسر
  • مشاهدة الدمار و أشلاء الأطفال والكبار و المصابين
  • عدم الحصول على الاحتياجات الأساسية مثل الماء و الطعام و الدواء

أهم الاضطرابات النفسية الناجمة عن الحروب:

يتعرض الأفراد في الحروب إلى أحداث صادمة وصعبة جدًا مثل رؤية الموت في كل مكان، فقدان الأحبة، التغييرات الاجتماعية بشكلٍ مُفاجئ، تدمير المنازل و النزوح، كل هذه الأمور تُسبب آثار نفسية للفرد و تؤدي إلى تغييرات صعبة، حيثُ تعتبر الاضطرابات النفسية الناجمة من الحروب من أبرز الاضطرابات التي تؤثر على الفرد والمجتمع، و بشكلٍ خاص على على المجتمع الغزاوي الذي يُعاني بشدة اجتماعيًا ونفسيًا من قبل الحرب، فما هي هذه الاضطرابات النفسية الصعبة التي يجب على الجميع معرفتها حتى نقوم بالانتباه لها و من ثم معالجتها؟

اضطراب الاكتئاب و الحزن
الأفراد الذين عاشوا الحرب في غزة يتعرضون إلى الاضطرابات الشخصية المختلفة ومن أكثر الأعراض هي الحزن الشديد على فقدان الأحباب و الإحساس بالفقدان والضعف الذي يؤدي إلى الاكتئاب والشعور بالحزن الشديد، وفقدان الرغبة في الحياة و أي اهتمام بالأنشطة الرياضية.

اضطراب الخوف والقلق المزمن
يتسبب العيش في ظل الحرب بزيادة مستوى الخوف والقلق، و خصوصًا في ظل حرب غزة التي تجاوزت كل أشكال الموت و الدمار و أصبحت إبادة جماعية، حيثُ يعاني الأفراد من نوبة قلق مستمر بشأن سلامتهم وسلامة أحبائهم، خصوصًا لو فقدوا أحد من أحبائهم أو معارفهم مما يؤدي إلى ظهور اضطرابات القلق حول المستقبل أو سلامة أحبائهم، مما يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية للفرد.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 29

اضطرابات النوم
أشكال الاضطرابات النفسية متنوعة ومنها اضطرابات النوم مثل الأرق، الكوابيس المُرتبطة بالأحداث، الاستيقاظ المتكرر خلال الليل وعدم القدرة على النوم بسلاسة وراحة، مما يؤثر على الصحة النفسية للفرد و يزيد من الأعراض النفسية الأخرى وضعف القدرة على التركيز عند أداء المهام الروتينية اليومية.

اضطرابات التكيف مع التغيرات الحياتية
تتسبب الحرب إلى تغييرات كبيرة في حياة الأفراد العقلية والنفسية، ويواجه بعض الأفراد صعوبة في العودة إلى الحياة الطبيعية خصوصًا لو كانوا قد تعرضوا إلى الهجرة القسرية و النزوح المتكرر، والتشتت بين أفراد الأسرة الواحدة، و الفراق ما بين الأصدقاء سواء كان بالموت أو السفر للخارج، يمكن أن يكون التكيف مع الظروف الجديدة بعد الحرب صعب جدًا خصوصًا لو تم فقدان العمل، أو التغيرات في الأدوار الاجتماعية فبعض الأشخاص يصبحون مُجبرين على تحمل المسؤولية؛مما يؤدي إلى اضطرابات التكيف التي تتمثل في صعوبة التأقلم مع الواقع الجديد.

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
ذكرت مجلة الصحة العقلية والنفسية الأميركية أن 22 في المئة من الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الحروب يعانون من الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة و"انفصام الشخصية"، وأن نحو 9 في المئة من سكان البلدان التي تشهد صراعات عنيفة يعانون من الاضطرابات النفسية الشديدة.

اضطراب ما بعد الصدمة من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا بين الأشخاص الذين تعرضوا للحروب والقتل و القصف حيثُ يعانون من الكوابيس و استرجاع الأحداث الصادمة بشكلٍ متكرر، و زيادة في القلق و يصبحون عرضة لنوبات الهلع و التوتر عند تذكرهم لأحداث الحروب لأن أحداث الحرب تُعتبر الصدمة التي تعرضوا لها، مما يؤثر على قدرتهم على الاستمرار بالحياة بشكل طبيعي.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

1- التغيرات العكسية في التفكير و المزاج العام حيثُ يصبح التفكير سلبي في كافة الأمور و المزاج سيء.
2- ردود الفعل الجسدية و العاطفية تتغير بعد التعرض إلى اضطراب ما بعد الصدمة حيثُ تشعر بالإحباط الشديد والغضب، وفقدان الشغف بممارسة الأمور التي كانت تجلب له السعادة من قبل.
3- تذكر التجربة الصادمة باستمرار مع مشاعرها من خوف، قلق، رعب، توتر سواء خلال النهار في اليقظة أو في الليل من خلال الكوابيس حيث يُسيطر عليه وسواس الخوف من الموت.
4- يشعر الفرد باليقظة المُفرطة و لا يستطيع الاسترخاء ويجد صعوبة في النوم مما يؤدي إلى التدمير الذاتي و التفكير بالأمور السلبية و السيئة من خلال الهواجس.
5- الابتعاد عن الأمور و الأماكن أو الأنشطة أو الأشخاص الذين يذكرونه بالصدمة.
6- ردود الفعل الجسدية ، مثل التعرق ، التنفس السريع ، نبضات القلب السريعة أو الهز.

حتى تقوم بمعرفة أنك في حالة اضطراب ما بعد الصدمة أم لا، يُمكنك التوجه إلى اختبار اضطراب ما بعد الصدمة في حاكيني.

الأضرار النفسية للحرب على الأطفال:

كما ذكرنا سابقًا، فإن الحرب له تأثيرات صعبة على الكبار فما بالك على الأطفال في أعمار صغيرة، لذلك فهم الفئة الأكثر عرضة للأضرار النفسية أثناء وبعد الحرب، حيثُ يكونون أقل قدرة على فهم ومعالجة الأحداث الصادمة من حولهم، مما يجعلهم يتعرضون للأحداث الصادمة الصعبة و تتغير تصرفاتهم و علاقاتهم الاجتماعية، سواء مع الوالدين أو أصدقائهم من حولهم. ومن الأعراض التي تظهر عليهم: القلق، السلوك العدواني، مشاكل مع أصدقائهم، الانسحاب من الأنشطة اليومية، الصراخ المُستمر.

الأضرار النفسية للحرب على الأطفال تختلف من طفل لأخر، فبعض الأطفال قد تستمر معهم لفترة طويلة وتمتد لسنوات مثل الشعور بالعزلة، أو مشاكل في التكيف مع الحياة الطبيعية من دون حرب

قد تؤثر الحرب جسديًا على الأطفال، حيثُ يعتبرون الأطفال في طور النمو وعند تعرض للصدمة النفسية فإن ذلك من الممكن أن يؤثر على خلايا المُخ مما يؤثر على صحة الطفل جسديًا و نفسيًا.

للتعرف أكثر على الاضطرابات النفسية والسلوكية للأطفال غزة بسبب حرب 7 أكتوبر يُمكنك النقر هنا

علاج الصدمة النفسية التي خلفتها الحرب على غزة

من الضروري بعد أن تضع الحرب أوزارها في غزة، أن يقوم الأفراد بالانتباه إلى صحتهم النفسية و أن يحاولو استيعاب الأعراض التي تظهر عليهم وعلى أحبائهم، فهم شعب مُتعلم و مثقف في كافة نواحي الحياة، ولا يوجد عيب في التوجه إلى الاستشاريين النفسيين مثل الأشخاص الأكفاء والمهنيين في حاكيني في خدمة جلسات استشارات نفسية أون لاين، أو التوجه إلى عيادات الصحة النفسية، فالحرب شرسة و الجميع واجه الصدمات النفسية المُختلفة.

يُمكنكم مُساعدة أنفسكم بالانخراط في المجتمع عبر التعرف على الأشخاص و البدء بالأعمال التطوعية الخيرية التي تُشغل وقت فراغك، و التحدث مع الأصدقاء و تجنب الإنعزال قدر الإمكان.

بالإضافة إلى أنه يُمكنكم تنزيل تطبيق حاكيني و التواصل بسرية وبسهولة تامة دون معرفة أحد، و معالجة أنفسكم صحيًا و الاستمرار في الحياة دون أي مشاكل أو آثار سلبية، فأنتم تستحقون الحياة المليئة بالأجواء الإيجابية والحب والسعادة و تحقيق أهدافكم أكثر من أي أحدٍ آخر.

إذا واجهتم أعراض الاضطرابات النفسية مع أحد من أفراد الأسرة أو الأصدقاء، بإمكانكم توجيههم نحو برامج المساعدة الذاتية المُسجلة مثل برامج الصدمة النفسية و افتح قلبك