أسباب انحراف الشباب
يُعدّ الشباب هم أساس قوّة ونهوض أيّ مجتمع، فبصلاحهم يصلح المجتمع ويزدهر، وبفسادهم ينهار ويصبح عاجزاً عن التطوّر والتقدّم في جميع مجالات الحياة، لذلك يجب تربيتهم وتنشئتهم وفق تربية سليمة وخالية من أيّ خلل قد يؤثّر على مستقبلهم، ولكنّ هناك الكثير من الشباب الذين يعانون من العيش بضياع وانحراف في جميع سلوكيات حياتهم، ولهذا الانحراف العديد من الأسباب ومن أبرزها ما يأتي:
الفراغ
يعدّ وقت الفراغ الزائد الذي يعيشه الشباب من أهمّ أسباب الانحراف لديهم، وذلك عندما يقضي الشباب أوقاتاً كثيرة في حياتهم دون القيام بأي عمل يعود عليهم وعلى غيرهم بالفائدة والنفع، ففي هذه الحالة يبدأ الشباب في التفكير بطرق قد لا تكون مفيدة.
التفكك الأسري
تُعتبر الحياة الأسرية هي الأساس الذي ينشأ بها الشباب، وهي المكون الرئيسي لشخصية هؤلاء الشباب، والاقتداء بذويهم في سلوكياتهم وتصرّفاتهم، لذلك يجب أن ينعم الشباب بحياة أسرية متماسكة وخالية من أيّ مشاكل تؤدّي إلى حدوث التفكك الأسري بين أفراد العائلة.
ويُعتبر التفكك الأسري من أهم المسببات التي تدفع الشباب إلى الانحراف والمضي في الطريق الخاطئ، لأن كلّ من الأب والأم يعيش في حياة مستقلة عن الآخر، وكل منهما اهتماماته وحياته، دون النظر إلى الأبناء ومدى تأثير هذه العلاقة على مستقبلهم، فيبدأ الشباب في البحث عن طرق أخرى للخروج من الأجواء الأسرية المفككة، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الطرق سلبية وتقود إلى الانحراف والضياع.
أصدقاء السوء
يلعب الأصدقاء دورًا كبيرًا في سير حياة الشباب وسلوكياتهم، فأصدقاء السوء لهم تأثير سلبي على هؤلاء الشباب، وذلك من خلال تقليد سلوكيّاتهم وتصرفاتهم الخاطئة، التي تؤدّي إلى الضياع والانحراف، على عكس الأصدقاء الذين يتمتعون بأخلاق حميدة وعالية، يكون تأثيرهم إيجابياً على هؤلاء الشباب، ويكتسبون منهم الصفات الحميدة والإيجابية.
الفقر
يُعدّ الفقر إحدى الظواهر الاجتماعيةّ الخطيرة، والتي تؤدّي إلى جملة واسعة من المشكلات الاجتماعيّة التي تؤثّر على المجتمع ومكوّناته من أسرة وأطفال وشباب، فالفقر هو سبب رئيسيّ لانخفاض مستوى الأمن في المجتمعات، كما أنّه سبب في انعدام استقرار الحياة الأسريّة وانسحاب الأبوين من أدوارهم الأساسيّة في التربية وتقصيرهم فيها نتيجة انشغالهم في محاولة تأمين التزاماتهم الماديّة وبالتالي تعريض أبنائهم لخطر الانحراف على جميع المستويات السلوكيّة والأخلاقيّة.
كما يُمكن أن تتولّد لدى الشباب صفات الكراهية والحقد على المجتمع والتفكير بالانتقام منه لاعتباره مسؤولًا عن مشكلاتهم وأزمتهم المادية والاجتماعيّة، ممّا يؤدّي لتولّد سلوكات جرميّة لدى الشباب بحثًا على سبل العيش وسدّ الحاجات الأساسيّة، كما أنّ عمالة الأطفال المبكّرة قد تؤدّي مستقبلًا لانحراف في مرحلة الشباب.
ضعف الوازع الديني
يؤدي ضعف الوازع الديني إلى زيادة نسب الانحراف بين الشباب، ويعود هذا الضعف إلى عوامل مجتمعيّة عديدة، ومن أبرزها غياب القدوات الدينيّة الوسطيّة وانتشار التعصّب الدينيّ والتزمت الديني الزائد في بعض المجتمعات، وعدم وجود مناهج تدريسيّة مناسبة للعلوم الدينيّة مناسبة في المدارس والجامعات.