-

حب الذات في علم النفس – مراحل و فوائد والفرق

حب الذات في علم النفس – مراحل و فوائد والفرق
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

في أذهان عدد لا يستهان به من الناس، قد يرتبط مفهوم حبّ الذات بلافتات إعلانات مواد التجميل البراقة أو صور الهيبيين الذين يعانقون الأشجار أو كتب المساعدة الذاتية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وهناك أيضا من يخلطه بالنرجسية أو بالأنانية، ويرى أنه عكس التواضع، ولكن كما تشهد العديد من دراسات علم النفس، فإن حبّ الذات هو مفتاح الصحة النفسية والرفاهية الذاتية، ومن أبسط وأسهل الطرق التي تساعد على وقاية نفسك من الاكتئاب والقلق.

معنى حبّ الذات

يشير حبّ الذات إلى كل عمل تقوم به بهدف معاملة نفسك بلطف ورحمة واحترام، وهو، بتعبير أدق، إعطاء الأولوية لرفاهيتك وسعادتك.

إنه ينطوي على قبول نفسك كما أنت، بما في ذلك نقاط ضعفك كما نقاط قوتك، واتخاذ خيارات تدعم صحتك الجسدية والعاطفية والروحية.

يمكن أن يظهر حبّ الذات بعدة طرق مختلفة، بما في ذلك:

  • وضع حدود صحية ورفض الأمور التي تؤذيك و/ أو لا تخدم مصلحتك.
  • الاعتناء بصحتك الجسدية، وذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول الطعام الصحي وأخذ قسط كاف من الراحة.
  • ممارسة أنشطة الرعاية الذاتية التي تجلب لك السعادة، مثل المطالعة أو الاستحمام أو الاسترخاء.
  • التعاطف والتسامح مع الذات، خاصة عندما ترتكب خطأ أو تواجه انتكاسة ما.
  • الاعتراف بقيمتك الخاصة، ومعاملة نفسك بنفس مستوى الاحترام واللطف الذي قد تمنحه لشخص يعزّ عليك.

بشكل عام، يتعلق حبّ الذات بمعاملة نفسك بنفس المستوى من الرعاية والاهتمام الذي قد تعطيهما لمن تحبّ، والإقرار بأنك تستحق أن تكون سعيدًا وسليمًا ومكتفيًا بذاتك.

حبّ الذات من وجهة نظر علم النفس

من منظور علم النفس، يشير حبّ الذات إلى قدرة الشخص على قبول وحبّ ذاته دون قيد أو شرط، بغض النظر عن عيوبه الخاصة أو سلبياته أو أخطائه في الماضي.

إنه ينطوي على تطوير صورة ذاتية إيجابية وإحساس صحي دون إفراط باحترام الذات، مما يمكن أن يساعد الفرد على التعامل مع التوتر، والتغلب على التحديات الأخرى التي قد تواجهه في الحياة، وبناء علاقات جيدة مع الآخرين.

ويرتبط حبّ الذات ارتباطًا وثيقًا بالعديد من المفاهيم النفسية الإيجابية، بما في ذلك على سبيل المثال التعاطف مع الذات، وقبول الذات، واحترام الذات.

يتضمن التعاطف مع الذات معاملة المرء لنفسه بلطف وتفهّم ورحمة، خاصة في لحظات الصعوبة أو الضيق، وهذا من شأنه أن يساعد الأفراد على تجنب نقد ذواتهم بقسوة، بطريقة يمكن أن تهدم احترامهم لذواتهم وتخفض من رفاهيتهم الذاتية.

أما قبول الذات، فهو يتضمن اعتراف الفرد بنقاط الضعف لديه واحتضانها كما يحتضن ويفخر بنقاط قوته، دون إطلاق أحكام أو استنقاص من النفس.

إنه ينطوي على الإقرار بأن لدى كل شخص نقائصه وعيوبه، وأن هذه الأمور لا تخفض من شأنه أيا كان، أو تقلل من قيمته المتأصلة كإنسان.

وأخيرًا، يشير احترام الذات إلى شعور الفرد عامة بتقدير الذات والثقة بنفسه، وعادة ما يميل الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير عال للذات إلى تطوير صورة إيجابية عن أنفسهم، والإيمان بقدراتهم، والقدرة على تحقيق أهدافهم.

كما أنهم عامّة أكثر مرونة خلال تعاملهم مع الآخرين وفي مواجهة الشدائد وأقل عرضة للتأثر بالتعاليق الجارحة أو ردود الفعل السلبية القادمة من الآخرين.

وعليه فإن تطوير حبّ الذات يتطلب جهدًا واعيًا وعزيمة قويّة، بالإضافة إلى الاستعداد الدائم لقمع الرغبة في الحديث السلبي عن النفس وعن صفاتها وقناعاتها.

إنه ينطوي على ممارسة الرعاية الذاتية، ووضع الحدود اللازمة، وتعلم تحديد أولويات واحتياجات الفرد ورغباته، ويمكن أن يساهم العلاج وغيره من أشكال الدعم النفسي أيضًا في تنمية حبّ الذات، خاصة لدى الأفراد الذين عانوا من صدمات أو سوء معاملة في الماضي أو غيرها من التحديات الكبيرة التي ربما أضرت بإحساسهم بقيمة ذواتهم واعتبارهم لها.

مراحل حبّ الذات

إن حبّ الذات رحلة ذات محطات ومطبات، وهناك مراحل أو خطوات مختلفة يمكن للأفراد أن يمروا بها وهم يطورون إحساسًا أقوى بحبّ وتقبّل الذات.

ليست هذه المراحل بالضرورة متسلسلة أو مرتبة زمنيا، وقد يتنقل الأفراد بين الواحدة والأخرى ذهابًا ورجعة كلما استدعت لذلك الحاجة، وإليك بعض من المراحل الشائعة لحبّ الذات:

  • الوعي بالذات: إن المرحلة الأولى من حبّ الذات هي إدراك المرء الكامل لأفكاره ومشاعره وسلوكياته، وتتضمن هذه المرحلة العثور والتعرف على الأفكار والانطباعات السلبية عن النفس، بالإضافة إلى أنماط السلوك التي قد تكون مدمرة للذات على المدى البعيد.
  • قبول الذات: تتضمن المرحلة الثانية من حبّ الذات قبول الذات كما هي، بما في ذلك عيوبها وكل شيء آخر، وتشمل هذه الممارسة الاعتراف بامتلاك كل فرد لعيوب لا تمثل شخصه بالضرورة ولا تنقص منه شيئا، بل بالعكس، تجعل منه مميزا وفريدا على طريقته.
  • رعاية الذات: تتضمن المرحلة الثالثة من حبّ الذات ممارسة الرعاية الذاتية، والتي تشمل اهتمام الفرد باحتياجاته الجسدية والعاطفية والروحية، يمكن أن يشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية وتناول الأكل الصحي والحصول على قسط كافٍ من النوم والانخراط في الهوايات أو الأنشطة التي تجلب البهجة والحماس.
  • مسامحة الذات: تتضمن المرحلة الرابعة من حبّ الذات مسامحة الذات، وهي تعني توقف الفرد عن لوم الذات بسبب الأخطاء التي حصلت في الماضي أو الندم على تصرفات بدرت منه والإقرار بأن لا أحد على وجه البسيطة معصوم عن الخطأ، ويمكن أن يساعد هذا الفرد على تجاوز مشاعر الخزي أو الذنب السابقة والتركيز على إحداث تغييرات إيجابية للمستقبل.
  • حماية الذات: تتضمن المرحلة الخامسة من حبّ الذات وضع حدود، بما معناه قول لا قاطعة ولا تقبل نقاشا للأشياء التي لا تخدم رفاهية الفرد الذاتية، وحماية نفسه من التأثيرات السلبية و/ أو العلاقات السامة.
  • الامتنان للذات: تتضمن المرحلة السادسة من حبّ الذات الامتنان لما يميز الذات من خصال، وكذلك تركيز الفرد على الجوانب الإيجابية في حياته والاعتراف بالأشياء التي يشعر بالامتنان من أجلها، ويمكن أن يساعد هذا التصرف الأفراد على تنمية نظرة أكثر إيجابية لأنفسهم وزيادة إحساسهم العام بالرفاهية الذاتية.
  • وعموما، فإن مراحل حبّ الذات هذه تتضمن تطوير الفرد لعلاقة إيجابية مع ذاته والاعتراف بقيمتها وأهميتها، وفي حين أن الرحلة نحو حبّ الذات قد تكون محفوفة بالمطبات وربما بالانتكاسات من حين لآخر، إلا أنها قد تكون مجزية بشكل لا يصدق ويمكن أن تؤدي إلى مزيد من السعادة والاكتفاء والرفاهية الذاتية.

    فوائد حبّ الذات

    يمكن أن تعود تنمية حبّ الذات بالعديد من الفوائد على صحة الفرد النفسية والعاطفية والجسدية، وفيما يلي بعض الفوائد التي قد تنتج عن حبّ الفرد لذاته:

    • تحسين احترام الذات: يمكن أن يؤدي تطوير حبّ الذات إلى زيادة احترام الذات والثقة بالنفس، بحيث يتعلم الفرد تقدير قيمته وأهميته عند نفسه والآخرين.
    • زيادة المرونة: يمكن أن يساعد حبّ الذات الفرد على أن يصبح أكثر مرونة في مواجهة التحديات والمحن التي قد تعترضه في الحياة اليومية، إذ يتعلّم الاعتماد على قوته الداخلية واستغلال موارده وإمكانياته على النحو الأمثل.
    • تطوير علاقات أفضل: يمكن أن تؤدي تنمية حبّ الذات إلى ربط علاقات أفضل مع الآخرين، حيث يضع الفرد لنفسه حدودا صحية، ويصير واعيا باحتياجاته، وينخرط في علاقات أكثر إيجابية وإرضاء مع الآخر.
    • تقليل التوتر: يمكن أن يساعد حبّ الذات الفرد على تقليل منسوب التوتر والقلق لديه، وذلك عندما يعتاد على ممارسة الرعاية الذاتية وإعطاء الأولوية لرفاهيته الذاتية وراحة باله.
    • زيادة السعادة: يمكن أن يزيد تطوير حبّ الذات من مقدار السعادة والرفاهية لدى الفرد، حيث يتعلم تقدير نقاط قوته وأخذ إنجازاته في عين الاعتبار والتركيز على الجوانب الإيجابية في حياته.
    • تحسين الصحة البدنية: يمكن أن يعود حبّ الذات على الفرد بفوائد صحية جسدية أيضًا، حيث قد يكون أكثر عرضة لتطوير عادات والقيام بسلوكيات صحية، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتحديد نظام غذائي متوازن.

    في المجمل، يمكن أن ينتج عن تنمية حبّ الذات فوائد واسعة النطاق في حياة الفرد، ويمكن أن تساعده على عيش حياة أكثر إشباعًا وإيجابية وإرضاءً له.

    هل يعتبر حبّ الذات أنانية؟

    ليس حبّ الذات نوعا من الأنانية أو النرجسية ولا يمت إليهما بصلة، بالرغم من بعض المغالطات والأخطاء الشائعة التي قد تؤدي أحيانا إلى وجود بعض التداخل بين هذه المفاهيم.
    عمر افندي الحلقة 13

    تعني الأنانية التمحور حول الذات وتركيز الفرد على مصالحه ورغباته الخاصة، وذلك غالبا ما يكون على حساب الآخرين.

    إنه عبارة عن إعطاء الفرد الأولوية لاحتياجاته ورغباته دون مراعاة احتياجات الآخرين، ودون اعتبار حدودهم أو احترام مشاعرهم.

    لكن من ناحية أخرى، ينطوي حبّ الذات على إعطاء الأولوية لرضا الفرد وسعادته، ولكن ليس على حساب الآخرين بتاتا.

    إنه عبارة عن معاملة الفرد لنفسه باللطف والرحمة والاحترام الذي يستحقه، وإدراكه أن احتياجاته ورغباته مهمة وتستحق التقدير والاهتمام.

    لئن بدا مفهوما الأنانية وحبّ الذات متشابهين في ظاهرهما، فإن الاختلاف الرئيسي بينهما هو أن الأنانية تتحقق بتجاهل وتجاوز الآخرين، في حين أن حبّ الذات لا يعني ذلك ولا يشجع عليه.

    ينطوي حبّ الذات على إدراك أن رفاهية المرء مرتبطة برفاهية الآخرين، وأن كون المرء لطيفًا وعاطفًا مع نفسه سيؤدي في نهاية المطاف إلى علاقات أكثر إيجابية مع الآخرين.

    علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثر حبّ الذات إيجابا على الآخرين، وذلك لأن الأفراد ذوو الإحساس القوي بتقدير الذات واحترامها هم عموما أكثر استعدادا للانخراط في الأنشطة الاجتماعية الإيجابية والمساهمة في المجتمع والتصرف باحترام وتعاطف مع الآخرين.

    باختصار، حبّ الذات هو تقريبا ضديد الأنانية أو النرجسية. في حين يتمحور كلا المفهومين حول تركيز الفرد على احتياجاته الخاصة ورغباته، فإن الأنانية تنطوي على تجاوز للآخرين، وتؤدي النرجسية إلى تعد على حدود الآخرين وإلحاق الضرر بهم، بينما يتضمن حبّ الذات وعي الفرد بأهمية معاملته لذاته بلطف ورحمة بطريقة تعود بالنفع في النهاية على نفسه وعلى الآخرين.

    علاقة حبّ الذات بالرعاية الذاتية

    يعتبر مفهوما حبّ الذات والرعاية الذاتية وثيقي الصلة ببعضهما البعض، وغالبًا ما يذكران جنبًا إلى جنب، وتشير الرعاية الذاتية إلى الممارسات والسلوكيات التي ينخرط فيها الفرد لرعاية صحته الجسدية والعاطفية والنفسية.

    ويمكن أن تشمل أنشطة بسيطة مثل ممارسة التمارين الرياضية والحصول على قسط كافٍ من النوم واتباع نظام غذائي صحي أو أنشطة أخرى أكثر تشعّبا كممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل أو طلب الدعم والرعاية الطبية عند الحاجة.

    أما عن حبّ الذات، فهو عبارة عن الموقف أو الفكرة التي لدى الفرد تجاه نفسه، وهو ينطوي على قبول الذات وتقديرها ومعاملتها باللطف والعناية والرحمة وتجنب القسوة عليها قدر الإمكان.

    ويمكن اعتبار الرعاية الذاتية، بصفتها إحدى مراحل حب الذات، تعبيرًا عمليًا عن هذه النفسية، وعندما ينخرط الفرد في ممارسات الرعاية الذاتية، فإنه يتخذ خطوات ملموسة لإظهار الحبّ والرعاية لنفسه.

    وبالمثل، فإن تطوير حبّ الذات يمكن أن يساعد الفرد على إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية، وذلك لأنه أصبح يدرك قيمتها ويعطي الأولوية لرفاهيته.

    يمكن أن يكون حبّ الذات والرعاية الذاتية متكاملين وأن يخلقا معًا حلقة ردود فعل إيجابية، حيث يمكن أن يساعد الانخراط في ممارسات الرعاية الذاتية في تنمية قدر أكبر من حبّ الذات، والعكس صحيح.

    من خلال ممارسة الرعاية الذاتية وتطوير نفسية حبّ الذات، يمكن للأفراد إنشاء أساس قوي لصحتهم النفسية والجسدية ورفاهيتهم الذاتية بشكل عام.

    كيف تنمي حبّ الذات؟

    إن تطوير حبّ الذات هو عملية تستلزم التدرج والمثابرة وهناك العديد من الاستراتيجيات المختلفة التي يمكن للأفراد استخدامها لتنمية قدر أكبر من حبّ وتقبل الذات.

    فيما يلي بعض الخطوات التي قد تكون مفيدة بشكل أو آخر:

    • ممارسة الرعاية الذاتية: تعتبر ممارسة الرعاية الذاتية جزءًا مهمًا من تنمية حبّ الذات، بصفتها التعبير الفعلي عن حب الذات، كما ذكر أعلاه، فهي الخطوة الأولى نحو تطويره على نحو سليم.
    • تجنب الحديث السلبي عن النفس: يميل العديد من الناس للحديث سلبا عن أنفسهم، مما قد يدمر مع مرور الوقت إحساسهم بقيمة الذات والثقة بالنفس، ولتنمية حبّ الذات، يجب البدء بصدّ هذه الأفكار والمعتقدات السلبية، واستبدالها بمحادثات ذاتية أكثر إيجابية ومودّة.
    • تجنب الأشخاص السلبيين: تماما كما يجب تجنب السلبية النابعة من النفس، يجب الابتعاد عن مصاصي الطاقة، أو أولئك الذين لا يضيفون إلى حياتك عنصرا إيجابيا ولا تصدر منهم سوى السلبية، سواء تجاهك أو حتى تجاه أنفسهم.
    • تطوير التعاطف مع الذات: يتضمن التعاطف مع الذات معاملة المرء لنفسه بلطف ورعاية وتفهم، حتى في مواجهة الأخطاء أو النكسات، يمكن أن يساعد تطوير التعاطف مع الذات الأفراد على تنمية شعور أكبر بحبّ الذات وقبولها.
    • تقليل وقت تصفح مواقع التواصل الاجتماعي: قد تكون شبكة الانترنت ضارة للفرد عندما تصبح مصدرا للموجات السلبية وتدفعه للمقارنة بين نفسه والآخرين، والذي عادة لا يعود عليها إلا باللوم.
    • التدرب على التسامح: يمكن أن تكون ممارسة مسامحة الذات أيضًا جزءًا مهمًا من تنمية حبّ الذات، ويتضمن هذا التخلي عن أخطاء الماضي أو الندم، والاعتراف بأن الجميع يرتكبون أخطاء، ويمكن أن تساعد مسامحة الذات الفرد على تجاوز مشاعر الخزي أو الذنب السابقة والعمل من أجل مستقبل أفضل.
    • وضع حدود صحية: يعد وضع حدود صحية جزءًا مهمًا آخر من تنمية حبّ الذات، ويتضمن هذا قول لا للأشياء التي لا تخدم رفاهية الفرد، وحماية نفسه من التأثيرات السلبية أو العلاقات السامة.
    • الاحتفاء بالإنجازات: إن للاحتفال بأحد الإنجازات، مهما كان صغيرا، تأثير إيجابي على الفرد ويمكن أن يساعده على تنمية قدر أكبر من حبّ وتقبّل الذات، ويمكن أن يساعد أخذ الفرد لبعض الوقت في تعديد إنجازاته وتقديرها على بناء صورة إيجابية عن الذات.
    • استغلال كل لحظة في الحياة: بعض الفرص لا تحين إلا مرة؛ لذلك يجب انتهازها في الوقت المناسب كي تتطور وتصبح بدورها في قائمة إنجازاتك التي تفخر بها وتزيد من حبك لذاتك.
    • التماس المساعدة: قد يكون تطوير حبّ الذات مهمة شاقة، لذلك يجب طلب الدعم إذا استعدت إليه الحاجة، ويمكن أن يأتي الدعم في شكل التحدث مع صديق موثوق به أو أحد أفراد الأسرة، أو في شكل علاج نفسي، أو قد يأتي مع الانضمام إلى مجموعة دعم.

    وعموما فإن تطوير حبّ الذات هو ممارسة تستغرق وقتًا وجهدًا، ومن خلال تطبيق الخطوات المذكورة أعلاه وتتبع مراحل حب الذات، يمكن للفرد تنمية قدر أكبر من حبّ وقبول الذات بمرور الوقت وباتباع نسق متواصل.

    خلاصة الأمر

    لا يعني حب الذات الأنانية، وليس أمرا مخجلا، بل على العكس هو مفيد للصحة الجسدية والنفسية والعاطفية، وينعكس إيجابا لا على الفرد بحد ذاته فحسب، بل على الآخرين، وكما يقول المثل الدارج: "كيف يمكنك أن تحب الآخرين وأنت لا تحب نفسك؟"؛ لذلك قبل الخوض في أية علاقة، يوصى بحب النفس أولا لتجنب التعرض للضرر أو إلحاقه بالآخر، وبالمثل مع العلاقات التي سبق إنشاؤها، يجعلك حب الذات أكثر راحة وانسجاما مع الغير، وينبهك إلى قيمتك عند الآخرين. فماذا تنتظر لتبدأ رحلتك نحو حب ذاتك؟