الانفصال بين الزوجين بدون طلاق
هو أن يعيش الزوجان في نفس المنزل لكن بشكل مُنفصل، وبوجود مسافات يُحددانها ويتفقان عليها، أو أن يختار كل منهما السكن في مكان مُختلف، حيث تجمع الزوجان علاقة مدنية وقانونية تفيد بأن الحالة الاجتماعية لكل منهما هي متزوج وليس مُطلق، ولكن على أرض الواقع في الحياة العملية هما لا يُمارسان الحياة الزوجية الطبيعية والتقليدية التي تربط الأزواج.
يمكن أن يحدث الانفصال دون الطلاق لأسباب مختلفة من بينها:
- العادات الاجتماعية، حيث تؤثر نظرة المجتمع للطلاق على سهولة اتخاذ مثل هذا القرار، مما يصعب الأمر على الأزواج فيلجأون إلى الانفصال دون حدوث الطلاق.
- الحاجة لتشارك بعض الخطط والمسؤوليات كوجود الأطفال.
- عدم تأكد الأزواج من طريقة سير العلاقة مستقبلًا.
- رغبتهم القطعية في الطلاق بعد أخذ الفرصة بعد الانفصال.
يُمكن أن يختار الأزواج الانفصال بطرق عديدة دون اللجوء للطلاق القضائي كما ذكر من قبل، وأبرز أنواع الانفصال دون طلاق ما يأتي:
الانفصال العاطفي
وهو فقدان الأزواج الرغبة أو القدرة على التواصل بشكل طبيعي على المستوى العاطفي مع استمرار الزواج بشكل رسمي، وممارسة كل منهما الواجبات والمسؤوليات المترتبة عليهما تجاه أسرته وأطفاله، أو إعادة تنسيقها وجدولتها بالاتفاق مع الطرف الآخر، ومن جهة أخرى تختلف أسباب هذا النوع من الانفصال، ومن أبرز هذه الأسباب:
- عدم قدرة أحد الزوجين على التعبير عن عواطفه ومشاعره للطرف الآخر وانفتاحه عليه.
- تعرّض العلاقة لمشاكل وخلافات تُعيق استمرارها بشكل طبيعي على المستوى العاطفي.
- سوء المعاملة وتعرّض أحد الزوجين لصدمة وإساءة من شريكه.
- دوافع أخرى شخصية لدى الطرفين.
الانفصال المؤقت أو التجريبي
قد يكون هذا الانفصال خطوة أولية تسبق الطلاق النهائي، أو في بعض الأحيان فهو بمثابة حل سلمي وهدنة مفيدة يبتعد فيها الأزواج عن المشاحنات، فيمتلكون فرصةً الجلوس مع أنفسهم والتفكير في الخلافات والمشاكل التي تعترض علاقاتهم بعيدًا عن الزخم العاطفي الذي يُعيقهما، وقد يكون هذا الانفصال مُثمرًا إذا تم استخدامه بشكل إيجابي، فيساعد في التخلّص من الأفكار والطاقة السلبية المتراكمة، ويستعيد الزوجان شغفهما تجاه بعضهما البعض، فيُدرك كل منهما قيمة الآخر ومعنى وجوده، أو أن يرغبا في مواصلة الانفصال ليصبح دائمًا.
الانفصال الدائم دون طلاق
يُقصد به ابتعاد الزوجين عن بعضهما بشكل كلي دون الرغبة بالصلح والعودة معًا من جديد، لكن دون اللجوء إلى المحاكم وإقامة دعوى قضائية، فيظل كلا الزوجين غير مطلقين من الناحية القانونية، لكنهما منفصلين على أرض الواقع، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الانفصال يختلف بحسب الدولة التي يعيش فيها الزوجان والقانون الذي يحكمها، لأنه قد يؤثر على حقوق الأزواج ومسؤولياتهم، خاصةً في حال وجود مسؤوليات مادية مشتركة تجمعهم، مما يتطلب دراسته بشكل قانوني، والاستعانة بأشخاص مختصين لمعرفة عواقبه.
