-

مقال قصير عن

مقال قصير عن
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

تُعرّف البطالة أنّها ظاهرة اجتماعية اقتصادية تحدث عندما لا يجد الأفراد فرصة عمل أو وظيفة بالرغم من سعيهم وبحثهم الجاد عنها، ويشمل مفهوم البطالة الأفراد الذين ينتظرون العودة إلى العمل بعد أنّ تمّت إقالتهم، لكنّه بالمقابل لا يشمل الأشخاص الذين يتركون العمل لأسباب معينة؛ كاستكمال الدراسات العليا، أوالتقاعد، أو ظروف صحية، أو أسباب شخصية، كما أنّه لا يشمل أيضاً الأشخاص الذين لا يبحثون أو يسعون للحصول على وظيفة.


تُصنف البطالة إلى أنواع عدّة، من أهمّها ما يأتي:

  • البطالة الكلاسيكية: وهي البطالة التي يكون فيها عدد الباحثين عن عمل أكثر من عدد الوظائف الشاغرة.
  • البطالة الدورية: تحدث عند انخفاض الطلب على السلع والخدمات، وبالتالي تُصبح الحاجة للإنتاج أقل، وعليه يقل عدد العمال الذين يتمّ توظيفهم.
  • البطالة الهيكلية: تحدث عند وجود فجوة بين المهارات المطلوبة في سوق العمل، والمهارات الموجودة فعلاً لدى العاطلين عن العمل، أيّ أنّ سوق العمل لا يستطيع توفير وظائف لكلّ من يبحث عن عمل.
  • البطالة الاحتكاكية: تُطلق على حالة الأشخاص الذين يحتاجون فترة زمنية للانتقال من وظيفة لأخرى أو من عمل لآخر.
  • البطالة المخفية: ويُقصد بها البطالة غير المحسوبة في إحصاءات البطالة الرسمية، كتجاهل حساب الأفراد الذين ليس لديهم وظائف ولكنّهم توقفوا عن البحث عن عمل.
  • البطالة طويلة الأمد: في حال استمرار الفرد بالبحث عن عمل لأكثر من 27 أسبوع تقريباً، فهذه تكون بطالة طويلة الأمد.
  • البطالة قصيرة الأمد: البطالة التي تستمر أقل من 27 أسبوع.


توجد مجموعة من الأسباب التي تؤدّي لظاهرة البطالة أهمّها ما يأتي:

  • الفجوة في حجم العرض والطلب في سوق العمل.
  • حدوث تغيرات تكنولوجية.
  • العوامل الجغرافية.
  • عدم التوافق بين المهارات المطلوبة لسوق العمل والمهارات الموجود لدى الأفراد.
  • ارتفاع أسعار الفائدة.
  • الركود العالمي.
  • الأزمة المالية.


يُقاس معدّل البطالة عن طريق قسمة عدد العاطلين عن العمل على العدد الكلي للقوى العاملة، أو بحساب النسبة المئوية لأعداد العاطلين عن العمل بالنسبة للقوى العاملة، ويتمّ تعديل هذه النسبة بشكل دوري، ويجدر بالذكر أنّه يتمّ تعريف القوى العاملة بأنّها العدد الكلي للأشخاص العاطلين عن العمل مضاف إليهم عدد الأشخاص الذين يعملون.


تُعدّ البطالة مؤشّراً ومقياساً أساسياً عن صحة الوضع الاقتصادي لأيّة دولة، فإنّ زيادة نسب البطالة يعني انخفاض الإنتاج الاقتصادي، وبما أنّ الأشخاص العاطلين عن العمل سوف يستمرّون باستهلاك المنتجات الأساسية للحياة فهذا يعني انخفاض الإنتاج دون انخفاض نسب الاستهلاك ممّا يُسبّب مشاكل اقتصادية، حيث تُشير نسب البطالة الكبيرة إلى ضائقة اقتصادية كبيرة وقد تُسبّب مشاكل أخرى متعدّدة.


تُعد البطالة واحدة من العوامل التي تؤثر على الأفراد بشكل كبير،وفيما يأتي تأثير البطالة على الفرد:

  • الضغط النفسي: يُعد الضغط النفسي والقلق المستمر الناجم من عدم القدرة على إيجاد فرص عمل أحد العوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر إصابة الأفراد بالاكتئاب أو أحد أعراضه.
  • ارتفاع نسبة الأمراض: تُعد البطالة واحدة من الأمور التي تؤثر على الصحة الجسدية للأفراد، إذ إنّ التوتر والقلق الناجمين عنها قد يزيد من فرصة الإصابة بالأمراض، ومنها؛ ارتفاع ضغط الدم، والسكري، والصداع، وأمراض القلب وآلام الظهر، إضافًة إلى الأرق عند الذهاب إلى النوم.
  • انخفاض مستوى الدخل: يُعد انخفاض الدخل من أبرز الآثار المترتبة على البطالة، إذ إنّ انخفاض مستوى الدخل قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الرفاهية وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الشخصية.
  • زيادة الأعباء المالية والديون: إذ يضطر العاطل عن العمل إلى اقتراض المال أو صرف المدخرات الخاصة لتغطية تكاليف الحياة البسيطة من طعام ومعيشة.
  • الصعوبة في إيجاد فرص عمل مناسبة: ارتفاع نسبة البطالة وعدم عمل الشخص لمدة زمنية طويلة قد يؤدي إلى فقدان الشخص العديد من المهارات، مما يُصعب من فكرة إيجاده لعمل ما لاحقًا.
  • عدم توافق الوظائف المتاحة مع مهارات الفرد: وذلك قد يؤدي إلى عمل أصحاب المهارات والكفاءات بفرص أقل من المهارات العملية والشهادات الأكاديمية التي يمتلكونها.


تُعد البطالة إحدى الآفات الخطيرة التي لا ينحصر تأثيرها على الفرد وحسب، إنما ينتقل تأثيرها على المجتمع، وفيما يأتي تأثير البطالة على المجتمع:

  • ارتفاع معدل الجريمة: كالسرقة والعنف؛ وذلك للجوء العديد من الأفراد لهذه الجريمة بهدف توفير أدنى متطلبات المعيشة.
  • التفكك الأسري وارتفاع معدلات الطلاق: انخفاض مستوى الدخل وعدم قدرة المعيل على توفير أدنى متطلبات الحياة لعائلته يؤدي إلى زيادة الخلافات الأسرية والتوتر بين أفراد الأسرة.
  • فقدان الاستقرار السياسي: إذ يمكن أن تسبب البطالة فقدان الثقة بالجهات الحكومية التي من وظيفتها توفير فرص عمل لمواطنيها.
  • ارتفاع مستوى هجرة الكفاءات من كافة المجالات: وذلك لقلة فرص العمل وعدم تناسبها مع الكفاءات الخاصة بالأفراد.
  • التأثير على اقتصاد الدولة: إنّ ارتفاع معدلات البطالة يعني أنّ الحكومات ستُصبح مسؤولة عن تقديم المزيد من إعانات البطالة والمساعدات الغذائية والمساعدات الطبية وغيرها، مما سيؤثر على اقتصاد الدولة.


تُعد البطالة إحدى الظواهر المنتشرة بشكل كبير في العديد من البلدان العربية، وتُعرّف البطالة على أنّها انعدام قدرة الأفراد على إيجاد فرص عمل تتناسب مع كفاءاتهم، الأمر الذي يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية سواء على المستوى الشخصي أو الفردي أو على مستوى المجتمع ككل، ومن ذلك مواجهة العديد من المشاكل النفسية والصحّية، وزيادة معدلات الهجرة والتفكك الأسري وغيرها.