مصادر القيم الإنسانية
تعبر كلمة "القيم" عن الأشياء التي يعتقد الناس بأهميتها، أو جدارتها بالاهتمام في الوقت الذي تختلف فيه أفكار الأشخاص، وتختلف تعريفاتهم للأولويات والأشياء ذات القيمة والأهمية، ومع ذلك فقد حصلت بعض هذه القيم على تأييد من الجميع حول أهميتها وجدارتها؛ وأُطلق عليها اسم "القيم والمعتقدات الإنسانية"، بحيث تشمل الصدق والأمانة، والعدل والحب، والسلام والعدالة، وغيرها.
تعرف القيم الإنسانية بأنها مجموعة من الإجراءات والسلوكيات المتوافقة، والتي تختار جماعة من الناس ممارستها، والالتزام بها خلال عملية السعي نحو فعل الصواب أو ما يتوقعه المجتمع منهم؛ ويتم تناقل هذه القيم عبر الأجيال بواسطة الآباء، ومنذ ولادة صغارهم؛ بحيث يتم غرس مجموعة من المعتقدات الشخصية، والقيم والمبادئ في عقول الصغار، كما يتعلمون مجموعة أخرى من خلال التفاعل مع المجتمع.
ويقصد بالقيم الإنسانية أيضًا المبادئ والمعتقدات الشخصية، التي يتبناها الإنسان ويتبعها خلال ممارسته لأنشطته وحياته اليومية، وهي القاعدة الأولى التي يشكل منها منظومته الأخلاقية الخاصة، ومفهومه عن الصواب والخطأ.
تختلف أنواع القيم الإنسانية باختلاف الطريقة المعتمدة في تصنيفها، وهنا نوضح ثلاثة أنواع منها:
قيم شخصية الفرد (Character Values)
ويقصد بها القيم العالمية التي على الإنسان إتباعها ليكون "إنسانًا صالحًا" كما تعرف أيضًا بالخصائص والسمات الأساسية التي يبحث عنها القائمون على التوظيف حول العالم ومن الأمثلة عليها: الاحترام والصدق والولاء والسلوك الإيجابي.
قيم العمل (Work Values)
وهي القيم التي تساعد الفرد على تحديد الأمور الأساسية، التي يرغب بإيجادها في وظيفة ما، والتي من الممكن أن تجعله سعيدًا وراضيًا، كما تمكنه من التطور والارتقاء في السلم الوظيفي؛ من أمثلتها: الاستقرار، والبيئة الهادئة، والاتصال العملي، وغيرها.
القيم الشخصية (Personal Values)
وهي القيم التي تساعد على معرفة وتحديد ما تريده من الحياة؛ والتي تمكنك من الحصول على حياة منظمة وسعيدة، أي أن هذه القيم تمثل المبادئ التوجيهية لحياتك، من أمثلتها: الصحة، والشعبية، والحياة الأسرية، وغيرها.
يوجد عدة مصادر للقيم الإنسانية مصنفة كما يأتي:
الأسرة
المصدر الرئيسي والأهم للحصول على القيم، فهي ما يتعلمه الطفل منذ نعومة أظفاره من عائلته؛ ويقوم بتخزينه والاحتفاظ به مدى الحياة، وتمثل طريقة تعليم الوالدين، وتربيتهما له الكيفية التي يغرسان بها هذه القيم.
المجتمع
والذي يلعب دورًا مهمًا ورئيسيًا في تطوير نظام القيم لدى الفرد، حيث يتعلم جميع الأفراد الأخلاق وأساسيات الانضباط في المدارس الابتدائية، ومنها صعودًا، بالإضافة إلى بيئات المجتمع الأخرى؛ كالمراكز، والمساجد، والنوادي، والتجمعات الشبابية، والأصدقاء وغيرهم.
مصادر شخصية
تتمثل هذه المصادر بالصفات الفردية للشخص؛ كالذكاء، والمقدرة، والمستوى التعليمي، والتي تحدد نظام القيم لديه على الصعيد الشخصي، فمثلًا الشخص الذكي والمتلقي للتعليم يتمكن من تعلم القيم الاجتماعية المختلفة بشكل أسرع نسبيًا من غيره.
الثقافة
كثيرًا ما تحدد ثقافة الفرد طريقة تعامله وتفاعله مع المجتمع والعالم بأسره، وتكمن أهمية الثقافة في توجيهها للطريقة التي يرى بها الفرد، والطريقة التي يعتقد بها ونمطه السلوكي، وعادة ما تكون ثقافة الفرد نابعة من ثقافة المجتمع عبر القرون؛ والتي تغرس قيمًا مطلقة يصعب تغييرها أو تعديلها.
الدين
حيث أنه يتكون في أساسه من مجموعة من المعتقدات، والقيم والأخلاق، التي توجه سلوك الأفراد، وتمنحهم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، والحلال والحرام.