نقاط القوة والضعف في المقابلة الشخصية
يميل أصحاب العمل إلى طرح أسئلةٍ محددَّةٍ على المتقدِّمين للوظائف خلال مقابلات العمل، وقد تكون بعض هذه الأسئلة مشتركةً بغض النظر عن كونها قد تُطرح بصيغٍ مُختلفة لوظائف ومؤسَّساتٍ مختلفة؛ ولعلَّ أحد أكثر الأسئلة المشتركة شيوعاً خلال مقابلات العمل هو: ما هي أبرز نقاط الضعف لديك؟ ويليه أو يسبقه سؤالٌ آخر وهو: ما هي أبرز نقاط القوة لديك؟،
- كيف يرى المتقدِّم للوظيفة نفسه، وما هي نقاط قوته وضعفه بوصفه ومن وجهة نظره.
- معرفة درجة الوعي الذاتي لدى المتقدِّم للوظيفة؛ حيث إن هذه الأنواع من الأسئلة تقدِّم للموظف فرصةً لإثبات وإظهار درجة الوعي الذاتي لديه؛ فالموظف المميز هو الذي يعالج نقاط ضعفه وقصوره من خلال مواصلة التعلم خلال حياته المهنية.
- تبين هذه الأسئلة أيضاً مدى نجاح الموظف في استغلاله لهذه الأسئلة واتخاذه منها فرصةً لإظهار أن مهاراته وخبراته تتناسب تماماً مع الوظيفة، وبأنه على استعدادٍ لتقديم كلِّ ما يلزم لإنجاز المهام الموكلة إليه بهذه الوظيفة.
السؤال عن نقاط الضعف
يمكن أن يوجَّه السؤال للمتقدم للوظيفة عن نقاط قوته وضعفه في سؤالٍ واحد، أو قد يُسأل عنهما في سؤالين منفصلين، وفي حالة السؤال عنهما في سؤالٍ واحد يُفضَّل الحديث عن نقاط الضعف أولاً؛ ثم نقاط القوة؛ وذلك حتى يترك الموظف لدى المسؤول عن التوظيف خلال المقابلة انطباعاً إيجابياً في نهاية حديثه وليس العكس، وتجدر الإشارة إلى أنه ينبغي عدم تجاهُل الحديث عن العيوب ونقاط الضعف، وذلك لتجنُّب إشعار المستمع بأن هذا الموظف قد يكون مغروراً، كما يجب تجنُّب ذكر الكثير من السمات السلبية في نفسه، إذ إن ذلك قد يُفقده فرصته بالحصول على الوظيفة..
يجب ان يتمتَّع المتقدِّم للوظيفة بالتواضع والذكاء الآني في المقابلة، من خلال تقليل السمات السلبية والتأكيد على السمات الإيجابية خلال حديثه، إضافةً إلى ضرورة الابتعاد عن الصفات الشخصية والتركيز أكثر على السمات المهنية؛ ويبين الآتي مجموعةً من الاقتراحات التي قد تساعد الموظف على ذكر نقاط ضعفه ضمن سياقٍ إيجابي:- التشديد على استخدام العبارات والكلمات الإيجابية، وتجنُّب العبارات والكلمات السلبية مثل الفشل أو عدم الكفاءة.
- أن يتحدث المتقدِّم عن قدرته على تحويل نقاط ضعفه إلى نقاط قوة.
- أن يُظهر قدرته على اكتشاف مواطِن الضعف والنقاط التي تحتاج إلى التحسين والتطوير بنفسه، وقدرته أيضاً على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هذا التطوير.
السؤال عن نقاط القوة
يتمثَّل الهدف من الحديث عن نقاط القوة لأي موظف خلال المقابلة في اغتنام الفرصة لإثبات أنه الأنسب للدور الوظيفي المطلوب، أو الفريق والمؤسسة؛ ورغم ذلك؛ فإن الموظف قد يجد صعوبةً في الحديث عن نقاط قوته بطريقةٍ متوازنة تجمع بين إظهار التواضع من جهة، وإظهار ثقةٍ عاليةٍ بالنفس من جهةٍ أخرى، وليتجاوز الموظف هذه الصعوبة يوجد هناك مجموعةٌ من الخطوات المقترحة التي يمكن الاستفادة منها واتباعها عند إجابته على السؤال الخاص بنقاط القوة لديه، وهي على النحو الآتي:
- صياغة نقاط القوّة بشكلٍ ملائم للوصف الوظيفي: يمكن وصف نقاط القوة لدى الموظف باستخدام كلماتٍ وعباراتٍ مُشابهة لما ورد في الوصف الوظيفي؛ فمثلاً عند التقدم بطلبٍ للحصول على منصبٍ وظيفي يتطلب التعاون والتفاعل مع زملاء العمل الآخرين، ويتطلب أيضاً اللقاءات والاجتماعات، قد يكون من المناسب حينها التركيز أثناء الحديث على نقاط القوة المتمثلة بمهارات حلِّ المشاكل، والتواصل، بالإضافة إلى استخدام عباراتٍ تدلُّ على أن الموظف شخصٌ اجتماعي، ومتواصلٌ فعّال، ويفضِّل العمل ضمن فريق.
- سرد وصياغة نقاط القوّة بما يتماشى مع دور وقيم ومهمّة المؤسسة: يترك نجاح الموظف في تحقيق ذلك انطباعاً قوياً لمسؤولي التوظيف بأن المتقدِّم مناسبٌ جداً للمنصب، ومناسبٌ لثقافة الشركة، ويتطلَّب هذا من الموظف إجراء بعض البحث عن المؤسسة قبل المقابلة؛ لتحديد نقاط اهتمام وقيم المؤسسة، ومن ثم تضمينها خلال إجابته عند سؤاله عن نقاط قوته.
- أن يمتلك المتقدِّم القدرة على شرح وتقديم مثال واضح وملموس لنقاط قوته: يعدُّ تقديم مثالٍ ملموسٍ لتوضيح نقاط القوة طريقةً سريعةً ودقيقةً للإجابة عن سؤال نقاط القوّة؛ كما أنها تعكس أن المتقدِّم للوظيفة مستعدٌّ لهذا السؤال؛ حيث يمكن أن يعطي المتقدِّم مثالاً واقعياً لأحد المواقف أو المشاكل التي واجهته في تاريخه العملي، أو في مناصبه السابقة، وأن يوضّح آلية تعامله وحلّه لهذه المواقف؛ ولا شكّ بأن ذلك سيوضّح نقاط قوته بما يتناسب مع متطلَّبات الوظيفة، وأيضاً يُدعِّمها بأدلةٍ قوية.
يُفكّر المتقدِّم لأي وظيفةٍ قبل أي مقابلة عمل بالطريقة الأمثل للإجابة عن السؤال الخاص بنقاط القوة والضعف لديه، وبشكلٍ لا يُعطي فيه إجاباتٍ خارجةٍ عن المألوف ولتحقيق ذلك يمكن لأي موظفٍ الاستفادة من النصائح الآتية قبل دخول أية مقابلة عمل:
- التفكير قبل الحديث: يُفضَّل أن يخصِّص المتقدِّم وقتاً كافياً للتفكير في نقاط القوة والضعف لديه قبل الحديث عنها، مع ضرورة ترتيبها، وتدعيمها بأدلةٍ وأمثلةٍ واقعية؛ لتعزيز فرصته بالحصول على الوظيفة، ويعدُّ من الضروري أن تكون هذه الأمثلة ذات علاقةٍ بالوظيفة؛ فلا يجوز إعطاء أمثلةٍ لا علاقة لها بالعمل.
- الحديث عن نقاط الضعف ضمن سياق إيجابي: يعدُّ أمراً جيداً أن يُدرج المتقدِّم للوظيفة اقتراحاتٍ وخطواتٍ جدّية يتَّخذها لمعالجة نقاط ضعفه.
- التوازن والاعتدال خلال المقابلة: ينبغي أن يُظهر المتقدِّم للوظيفة خلال المقابلة لباقته وثقته بنفسه، ومن الضروري أن يتحدَّث أيضاً عن نقاط القوة والضعف أثناء التعريف عن النفس بشكلٍ متوازن دون غرورٍ أو تفاخُر، وأيضاً دون التواضع بشكلٍ مبالغ فيه؛ فلا يجوز أن يقلِّل المتقدِّم من قيمة نفسه.