-

مفهوم علم النفس التطوري

مفهوم علم النفس التطوري
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

هو نهج نظري يحاول تفسير السمات النفسية والعقلية المفيدة على أنها تكيفات مثل اللغة والذاكرة والإدراك، أي كمنتجات وظيفية للانتقاء الطبيعي، الغرض من هذا النهج هو إدخال الطريقة الوظيفية للآليات البيولوجية في مجال علم النفس، والتعامل مع الآليات النفسية بطريقة مماثلة.


علاقة النظرية التطورية بعقل الإنسان

يقترح علم النفس التطوري أن الدماغ البشري يشتمل على العديد من الآليات الوظيفية، تسمى الآليات المعرفية أو التكيفات النفسية المتطورة المصممة من خلال عملية الانتقاء الطبيعي، باختصار يركز علم النفس التطوري على كيفية تأثير التطور على تشكل العقل والسلوك.


يجادل العديد من علماء النفس التطوريين بأن العقل يتكون من آليات خاصة للمجال وعامة للمجال، وخاصة علماء النفس التطوريين، وبرغم ارتباط علم الأحياء الاجتماعي ارتباطاً وثيقاً بعلم النفس التطوري إلا أن هناك اختلافات رئيسية بينهما، بما في ذلك التركيز على الآليات الخاصة للمجال بدلاً من الآليات العامة للمجال، وأهمية نظرية عدم التوافق، وأهمية مقاييس اللياقة الحالية، وعلم النفس بدلاً من السلوك.


علاقة النظرية التطورية بعلم النفس

على الرغم من أنّ هناك إجماعًا واسعًا بين فلاسفة علم الأحياء على أن علم النفس التطوري هو مشروع غير صحيح، إلا أن هذا لا يعني أن هؤلاء فلاسفة يرفضون تمامًا علاقة النظرية التطورية بعلم النفس البشري، أما بالنسبة لفلاسفة العقل والعلوم المعرفية، فقد كان علم النفس التطوري مصدرًا للفرضيات التجريبية حول البناء المعرفي والمكونات المحددة لذلك البناء.


كما أنّ فلاسفة علم النفس الأخلاقي كانوا يستدلون بعلم النفس التطوري من قبل كمصدر للفرضيات التجريبية، وبرغم انتقاد بعض فلاسفة العقل لعلم النفس التطوري، إلا أن انتقاداتهم ليست شاملة تمامًا مثل تلك التي قدمها فلاسفة علم الأحياء.


أرست ملاحظات داروين الأساس لمجال دراسة علم النفس التطوري الذي ظهر بعد أكثر من قرن، حيث افترض داروين في عام 1873 أن التعبيرات الانفعالية تخدم وظيفة مفيدة للغاية تتمثل في التواصل مع البشر الآخرين، وجادل في أن التعبيرات العاطفية البشرية من المحتمل أنها تطورت بنفس الطريقة التي تطورت بها السمات الجسدية، فمثلاً يشير تعبير الوجه الغاضب إلى الرغبة في القتال، وكان لرؤية داروين تأثيراً عميقاً على التطور المبكر لعلم النفس، ولذلك فهو يستحق لقب عالم النفس التطوري الأول.


هناك خمسة مبادئ أساسية لعلم النفس التطوري، وهي كما يأتي:

  • دماغ الإنسان هو نظام فيزيائي يرشده إلى التصرف بطريقة مناسبة ومتكيفة مع بيئته.
  • يعتمد عقل الإنسان على التغييرات التكيفية التي نشأت في عصر البليستوسين.
  • على مدار الأجيال تم توجيه الطرق المحددة التي يتم بها إنشاء الدوائر العصبية في الدماغ عن طريق الانتقاء الطبيعي، إذ تساعد هذه الدوائر على حل المشكلات بطريقة مناسبة.
  • من خلال الدوائر العصبية يتم تحديد معظم السلوكيات النفسية دون وعي أو إدراك، وقد يكون الإنسان على دراية بالاستنتاجات الناتجة عن الدوائر العصبية المعقدة بينما يظل غير مدرك للعملية الأساسية المعنية.
  • تتخصص الدوائر العصبية في الدماغ في حل مشاكل التكيف المختلفة، مثال: الدوائر المعنية بالرؤية ليست هي نفسها المعنية بالقيء.