مفهوم الصداقة للأطفال
الصداقة مهمة في حياتنا، وتتضح أهميتها أكثر في حياة الأطفال، حيث تساعدهم على نمو نفسي سليم ومتوازن، ولها عند الأطفال معنى أجمل كونها تحكمها البراءة، إذ إنها علاقة توافق بين شخصين أو أكثر، تكون مبنية على الودّ والنُّصح الذي ينبع من الحب الصادق، كما أن علاقة الصداقة تتميز بحسن التعامل وتشارك الأفراح والأحزان، وبعدها بعد تام عن المصلحة والكذب والنفاق والنوايا السيئة.
وهي علاقة بين شخصين تحكمها معاني الوفاء والصدق، وذلك لكون الصديق سنداً وقت الشدة وناصحاً بكل الخير، ويبعد عن كل شر، كما وتتعلق الصداقة بالاهتمام المتبادل بتجارب وأفكار البعض، فضلاً عن المعاملة بالمثل إضافةً إلى الإعجاب والاحترام والثقة والدعم بمختلف أنواعه.
أثبتت الدراسات أن الصداقة المبنية على أسس ناجحة مهمة جدًا للأطفال، وذلك لكونها تتصف بالآتي:
- تساعد الطفل على النمو النفسي والحركي والاجتماعي، وفقًا لما أكده علماء النفس.
- تقوي شخصية الطفل، فيتغلب على خجله، ويتخلص من الخوف الاجتماعي، وتقوى ثقته بنفسه.
- تبعد الطفل عن العزلة والتي بدورها خطيرة جداً؛ لأنها تحول الطفل إلى شخصية ضعيفة هشة تخشى المجتمع والناس.
- تساعد الطفل على التغلب على مشاكل الكلام إن وجدت، ويكتسب معرفة لغوية.
- تعلم الطفل قيمة التعاون والعمل الجماعي وتشجعه على المنافسة الإيجابية بحبّ.
- تطوّر الأخلاق والقيم لديه، كالمساواة والعدل والمشاركة.
الصداقة الحقيقة كنزٌ لا يقدر بثمن، ولكي تعلم أن هذا هو الصديق الحقيقي؛ هناك بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها، ومنها ما يأتي:
- الصديق الحقيقي مخلص، فهو دائماً ما يساندك مهما كانت حالتك.
- الصديق الحقيقي صادق وصريح معك، فيصارحك بما يفكر فيه، يخبرك بالأمر المفيد لك؛ حتى وإن كان شيئاً لا ترغبه، فهو يهتمّ لمصلحتك.
- يقبلك كما أنت ولا يحبك لمصلحة ما، فهو لا يحاول تغيير أي شيء فيك إلا للأفضل.
- موثوق، فلا يسعنا الوثوق بأي شخص كان، إلا الصديق الحقيقي الذي لا يفشي سرك لأحد.
- متواضع فلا يفكر في نفسه، ولا يعتقد أنه دائمًا على حق، يتقبل الآراء ويعتذر إن أخطأ.
- إيجابي ومرح، فالصديق الذي يجعلك ترى الجمال وتتفاءل في أمور قد يئست منها، ويستطيع بالفعل إسعادك، هو فعلاً صديق حقيقي.
هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها بناء الصداقات، ومنها:
- مساعدة الآخرين؛ والتطوع في المجتمع المحلي طريقة رائعة لمقابلة أشخاص جيدين.
- الابتعاد عن العزلة قدر الإمكان؛ فالخروج والاختلاط بالناس ومشاركتهم مناسباتهم، يصنع العلاقات ويبني الصداقات ويجذب الآخرين لبعضهم.
- الانتساب لنادٍ يحبه الطفل؛ فيمكن تكوين الصداقات مع أناس نتشارك معهم نفس الاهتمامات، كنادي السباحة أو كرة السلة، إن كثرة مرات التواصل معهم خلال التمارين تساعد على تكوين صداقة.
- العفوية؛ بأن تكون على طبيعتك وألا تتصنّع أعمالاً وحركات ليست من شخصيتك، كي يُعجب بك الآخر، فالصداقة الحقيقية تدوم بدون تكلّف.
من الجدير بالذكر التنويه على أهمية دور الوالدين وحرصهم على مساعدة أطفالهم في اختيار أصدقائهم، بتوعيتهم وتذكيرهم بالقيم اللازم التحلي بها، ومتابعة سلوكاتهم أولاً بأول، فالصديق مرآة صديقه.