مفهوم المعتقدات الشعبية
المُعتقدات الشعبية هي نفسها العادات والتقاليد المتوارثة للأجيال، وبعد توارثها من جيل لجيل تُصبح جزء لا ينفصل من موروثهم وعقيدتهم الفكرية، كما تُعبر هذه المُعتقدات عن تقاليد مجموعة معينة، وتتشعب لقواعد سلوك تستمد أحكامها وقوتها من المُجتمع ككُل.
تدلّ المُعتقدات الشعبية بشكل صريح على الماضي؛ فهي مُستمدة منه، وفيها حكم مرّ بها المُجتمع عبر العصور وتراكمت، وتناقلتها الأجيال جيل بعد آخر، لتُصبح عادات مُستمرة تتحول بعد زمن مُعين لتقليد راسخ، فهي كنظام داخلي يحكم مُجتمع معين؛ تم نقلها من الماضي للحاضر وستذهب للمُستقبل.
تربط المعتقدات والتقاليد المجتمعية أفراد المجتمع معًا وتقوي الروابط بينهم بسبب اجتماعهم معًا لأداء طقوس أو تقاليد معينة. فيما يلي ذكر لأهمية العادات والتقاليد المجتمعية:
- الذكريات
يساهم المشاركة في العادات والتقاليد في المجتمع والأسرة على المساهمة في إنشاء روابط قوية عن طريق صنع وتخليد الذكريات.
- القرب من العائلة
تُحافظ المُعتقدات الشعبية والعادات والتقاليد على القرب من العائلة والتلاحم الأسري، فعندما تجتمع العائلة أو العشيرة يتحدثون بكل شيء مع بعضهم البعض، ويتبادلون الذكريات، ومواقف الحياة الصعبة والطريفة، مما يخلق جو إيجابي بين الأفراد، ويستفيد الصغار من تجارب وخبرة الكبار.
- سد الفجوة ما بين الأجيال
تنتقل العادات والمُعتقدات جيلًا بعد جيل، وهذا يزيد من التقارب بينهم، وينشئ كم كبير من القصص والذكريات الجميلة التي ترسخ بأذهان الجميع.
- الشعور بالهوية
يشعر الناس بهويتهم وأصولهم وإلى المكان الذي ينتمون إليه عندما يقيمون مُعتقداتهم الشعبية، كما يكشفون الكثير من القيم والأشياء الجديدة.
تنتشر حول العالم العديد من المعتقدات والعادات التقليدية الغريبة، وقد تكون هذه العادات محصورة في مجتمع أو بيئة معينة، ويعود هذا التنوع والاختلاف الكبير بالإضافة لوجود عادات غريبة لاختلاف الثقافات والأعراق والديانات في المجتمعات، وفيما يلي ذكر لأبرز العادات والتقاليد الغريبة حول العالم:
تقليد الفاماديهانا
تتبع قبيلة في مدغشقر تقليدي جنائزي يُسمى الفاماديهانا، وهو الرقص مع الموتى، حيث يُحضرون جثث أقربائهم من أماكن دفنها، ويلفونها بقطعة قماش جديدة، ويرقصون حول القبر على أنغام الموسيقى التقليدية، وهذا الاحتفال يُقام مرة كُل سبع سنوات.
عادة الملح المصرية
يوجد مُعتقد عند المصريين بخصوص الملح، فإن تمت دعوة ضيف إلى العشاء يجب عليه أن لا يطلب الملح، أو يضيف الملح على طبقه، فهذا يُعد أحد أشكال إهانة المُضيف.
عادة التأخر على الموعد
يعتبر الفنزويليين الوصول في الوقت المُحدد شكل من أشكال الإهانة، ويُفضل الوصول بعد 15 دقيقة من الموعد بأقل تقدير، فوصول الضيف بالوقت المُحدد يُنظر له بأنه ازدراء لشخصيته وأنه شديد الجشع والتسرع.
تقليد كسر الأطباق
يوجد تقليد غريب عند الألمان في حفلات الزفاف، وهو كسر الأطباق قبل إقامة الزفاف، حيث يجتمع أهل العروس والعريس ويكسرون مجموعة من الأطباق معًا، ويُنظر لهذا التقليد كتكريس للعمل الجماعي، وأن الزوجين سيشكلان ثنائي مُتناغم في الأوقات الصعبة.
تقليد رمي الطفل
يتبع سُكان ولاية كارناتاكا الهندية طقس غريب عند ولادة الأطفال، فيقومون برميهم من معبد سري سانتيسوار، وفي الأسفل يلتقط الأهل الأطفال في قطعة قماش، وهذا تقليد يعود تاريخه لأكثر من 500 سنة، يظن الأهالي أن من ينذر طفله للآله عليه اتباع هذه الطريقة ليحصل على البركة.
تقليد بوفيه القرود
يُقيم أهالي بانكوك في تايلاند بوفيه طعام للقرود يقدمون فيه أكثر من 3 آلاف كغم من الفاكهة والخضروات، وهذا لتغمر النعمة أهالي المدينة كما يعتقدون.
تقليد صنع أطراف الوجه
يوجد تقليد إنجليزي بدء عام 1267م، وفيه يقوم الأهالي بتشكيل زوائد للوجه، ولكثرة الاهتمام بهذا المُعتقد تُقام بطولة سنويًا ليتنافس المُشاركين بتشكيل أكثر وجه بشاعةً، وتُسمى هذه البطولة (World Gurning Championship).
تقليد إطعام الموتى
يؤمن الإيطاليون تحديدًا أهل روما بضرورة إطعام الموتى، وهذا تقليد روماني قديم، يُحضر فيه أقرباء الموتى المواد الغذائية، والعسل والنبيذ، ويسكبونه بأنابيب خاصة في قبور الموتى الموجودين بالمقابر الرومانية التقليدية.
طقوس الأعراس الإسكتلندية
يسود الأعراس في إسكتلندا الكثير من المرح واللهو قبل العُرس، ومن طقوسهم رمي العروس بالحليب والبيض الفاسد وأي مادة أخرى تُثير اشمئزازها، ثُم تنقل العروس المُلطخة بالأوساخ حول مدينتها، ويُقصد بهذا التقليد رمز الحياة الصعبة التي ستعيشها الزوجة بعد زواجها.