أهمية الحضارة وأثرها في الفكر
تُعتبر الحضارة أداة سحريّة صقلت وطورّت العقل البشري البسيط ومنحته شتى العلوم، والمعارف، والتجارب، والإمكانيّات؛ وذلك لأثرها الكبير على العقل وكيفية تفكيره واستجابته لما يكتسبه، وفيما يأتي توضيح أكثر لأهمية الحضارة وأثرها في الفكر الإنساني:
تغيير النظرة للأمور
عملت الحضارة على تغيير نظرة الإنسان لكثير من الأمور، وذلك بتوسيع مداركه ومعرفته بما يُحيط به عن طريق البحث، والتجربة، والاختراع، كما أنّ طريقة فهمه للعالم الذي يعيش فيه قد تغيرت تغيرًا ملحوظًا، فعلى سبيل المثال في وقتٍ ما عبر الحقبات الزمنيّة الماضيّة لم يكن البشر يعرفون بعد الكيفية التي تُنجب بها النساء وما الذي يتسبب بذلك، حيث أنّهم اعتبروا عمليّة الإنجاب مُعجزة وقوة خارقة.
تطوير الإدراك والملاحظة
كانت المعارف والحضارات مرتبطة بالإنسان القادر على الإدراك، والملاحظة، والتجريب، والتحليل، والحكم، واتخاذ القرارات على النقيض من الحيوان، وكان التفكير في بادئ الأمر قد اقتصر على كيفية تلبية الاحتياجات الأساسيّة وتوفير حياة بسيطة للكائن البشري؛ ولكن مع تَقدُّم الحضارات وتراكم الخبرات البشرية أصبح بإمكان الإنسان اختراع تقنيات تُسهّل الوظائف والعمليّات المختلفة.
تكوين النظريات والوصول إلى المعرفة
بدأ العقل قديمًا بملاحظة الأصوات والظواهر من حوله وربطها بما يليها من النتائج والأحداث، ومن ثم تكوين فرضيات واختبارها لتحويلها إلى نظريات ثم إلى معرفة جديدة؛ فمثلًا عندما سمع الإنسان الأول صوت الأسد ثم تمَكن من رؤيته، تشكلت لديه روابط بين الصوت والحيوان.
بدأ الإنسان بترميز ذلك الصوت للدلالة على الخطر وفيما بعد تمّ تصنيفه من الحيوانات المفترسة وتناقل بعض الصور له مع الشروحات، ثم تَمكن من نقل كل ذلك لمن يليه حتى أصبح البشري الأكثر حضارة وتطورًا يَعي جيدًا خطورة الأسد وشكله والعديد من المعلومات البيولوجية عنه دون أن يراه حتى أو أن يتواجد معه في نفس المحيط.
تطوير لغة التواصل
تَمَكن الإنسان منذ القِدم من ابتكار طرق للتواصل، ونقل الرغبات، والمشاعر، والآراء وصولاً إلى اختراع لغة للتواصل، وعندها أصبح قادرًا على التعبير عن نفسه وفهم الآخر، ثم تمّ نقل المعارف من حضارةٍ إلى أخرى، كما تتغير اللغات وطُرق التواصل تدريجيًا بمرور الوقت، حسب الحضارة التي تمر بها، والثقافة السائدة في تلك الفترة، وما تتطلبه من استجابة للتواصل مع اللغات الأخرى.
نشأ مفهوم الحضارة لأول مرة في منتصف القرن 18م، وذلك وفقًا للمؤرخ لوسيان فيفر، حيث تُعبّر عن المجتمع المُنظم، وعملية اكتساب الثقافة، وكذلك تدل على مجموعة من الثقافات التي تطورت إلى حدٍ معين كما أنّها ترتبط بهويّة الأشخاص في تلك فترة، وترتبط بعِدة أمور أخرى أهمها ما يأتي:
- اللغة والكتابة.
- هيمنة الفكر على العاطفة والخرافات.
- انتشار المعرفة عن طريق التعليم.
- التنظيم السياسي.
- التَقدُّم التكنولوجي.
- الاكتفاء الاقتصادي.