-

أهمية حقوق الإنسان

أهمية حقوق الإنسان
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

يحق للفرد أن يعيش في وطنه حياة كريمة وأن تتوفر متطلباته الأساسية من دواء، وغذاء، وماء، وملابس، ومأوى، وما زال هنالك الملايين من الأشخاص الذين يفتقرون لأدنى متطلبات الحياة الأساسية السابقة، وتندرج هذه المشكلة تحت بنود حقوق الإنسان؛ لذلك يتحرك النشطاء والمتطوعين وغيرهم من أجل توفير هذه الضروريات للجميع.


يحق لكل شخص التعبير عن رأيه بحرية دون الخوف من العواقب أو من دون الخوف من أن يكون في خطر جراء ردة فعل حكومته على آراءه، ويشمل هذا التعبير عن جميع الأفكار، وأشكال التعبير بغض النظر عما إذا كان الجميع قادراً على تقبلها والموافقة عليها، وتحمي حقوق الإنسان كل من يود مناقشة أو مجادلة أفكار معينة موجودة في مجتمعهم.


تضمن حقوق الإنسان العيش بكرامة للأفراد، فبالإضافة لاهتمامها بضمان تأمين جميع المستلزمات الأساسية كالغذاء والسكن والتعليم، فهي تركز على حقهم باختيار الطريقة التي يرونها مناسبة للعيش، والطريقة المناسبة للتعبير عن رأيهم، واختيار نوع الحكومة التي يريدونها، وتضمن حقوق الإنسان كذلك العيش والحرية والمساواة والأمن، وتحميهم من انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها من هم أقوى منهم، وغيرها من الأمور التي تمكنهم من البقاء بأفضل حال بالتالي استفادتهم القصوى من الفرص المتاحة لهم، وضمان أن يكونوا قادرين على استخدام وتطوير قيمهم الإنسانية؛ مثل الذكاء، والموهبة، والضمير.


تساعد العديد من القيم التي تقدمها حقوق الإنسان المجتمع في التخلص من الخلافات داخله، وتتمثل بعض هذه القيم بالتسامح، والاحترام، والمساواة، وتحول هذه القيم المجتمع وتجعله أكثر انفتاحًا وتسامحًا، وقد ازداد في العقود الأخيرة العمل بحقوق الإنسان وتطبيقها، مما انعكس إيجابيًا على المجتمعات، فمما لا شك فيه أنه عندما يفهم المجتمع حقوق الإنسان، سيسهم ذلك في تقدم أفراد هذا المجتمع، وإيجاد حلول للعديد من مشاكلهم، وسيكون من الأسهل عليهم تعزيز العدالة ورفاهية المجتمع، كما تنظم حقوق الإنسان كيفية تفاعل الناس مع غيرهم على جميع المستويات، سواء بالمدرسة، أو في المجتمع، أو داخل الأسرة، وفي أماكن العمل، وعلى مستويات أعلى من ذلك كالسياسة والعلاقات الدولية.

ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته الأخيرة على "أنه لا يحق لأي دولة أو جماعة أو شخص الانخراط في أي نشاط أو عمل يهدف إلى تدمير أي من الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذه الاتفاقية"، مما يؤكد بأنه لا يمكن نزع حقوق الإنسان الخاصة بأي شخص، وبالطبع هذا لا يعني عدم حدوث انتهاكات واختراقات لحقوق الإنسان، فما زالت إمكانية السماع عن قصص مأساوية عن القتل، والعنف، والعنصرية، والجوع، والبطالة، والفقر، والإساءة، والتشرد، والتمييز في التلفاز والصحف.

لا يمكن التعامل مع الإعلان العالمي وغيره من معاهدات حقوق الإنسان على أنها مجرد تطلعات نبيلة، بل هي مبادئ قانونية أساسية، ويجب الوفاء بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، لذلك دمجت بعض الدول هذه المبادئ في قوانينها الخاصة، ويوفر هذا فرصة للأفراد لتقديم شكاوى حقوق الإنسان من قبل محاكم بلادهم، كذلك فإنه بإمكان الأفراد من بعض البلدان أيضًا رفع شكوى بشأن انتهاكات حقوق الإنسان إلى لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، التي ستعطي رأيها في ذلك.


تضمن حقوق الإنسان الأساسية الحماية للأفراد، فهي القواعد التي توجههم لطريقة التصرف الصحيحة، وهي مثل القاضي الذي يمكن مناشدته، وهي بكل تأكيد متاحة وموجودة للجميع بغض النظر عن جميع الظروف المحيطة بهم، وقد تُشَّبه في بعض الأحيان بالطبيعة التي لا يقدر أحد على انتهاكها أو كالروح التي لا يمكن تدميرها، وتقدم للجميع الاحترام وتطلب معاملة الغير باحترام، وقد يختلف البعض في كيفية تعريفها إلا أن كل من يتبعها من السهل التعرف عليه، فيتبعها كل من يتحدث عن الاحترام، والخير، والعدالة، والحقيقة.


تكافح الشعوب لإقامة مجتمعات يتمتع فيها البشر بحرية التعبير وحرية الاعتقاد والتحرر من الخوف، في حين أن الاعتراف بالكرامة المتأصلة والحقوق المتساوية وغير القابلة للنزع لجميع أفراد الأسرة البشرية هو أساس الحرية، وأن أي تجاهل في هذا الأمر سوف يؤدي إلى أعمال وحشية تثير غضب ضمير البشرية جمعاء، بسبب كفاح الشعوب واضطهادها.


تعد حقوق الإنسان بمثابة قواعد تضمن لجميع الأشخاص في العالم العيش بمستوى معيشي يحقق لهم الكرامة، ومن أهم سماتها العدالة والمساواة وعدم التميز والتفرقة، وتكمن أهمية هذه الحقوق في تأكيدها على كرامة الإنسان، بحيث تساعد الإنسان في تطوير نفسه واستخدام مهاراته وقدراته العقلية، والحصول على جميع حقوقه في المجتمع، كما توفر الحماية ممَن بيدهم القوة أو السلطة والذين يسيئون استخدامها لإيذاء الغير، أو التأثير مباشرةً على فرص الحياة أو والحرية.

تمكن حقوق الإنسان المجتمع من تحقيق العدالة والصدق في العلاقات بين الناس، وتؤدي إلى بناء بيئة يستحقها كل إنسان، كما توفر بيئة ملائمة له ليتمكن من تحديد أهدافه وتطوير ذاته، وتوفر بيئة ديموقراطية يتمتع فيها كل إنسان بفرص متساوية ليتمكن من بناء حياته، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للإنسان للتواصل مع مجموعات تشاركه الأهداف، وإعطائه الفرصة لإبداء رأيه دون التعرض للإساءة النفسية أو الجسدية ممن بيدهم القوة في المجتمع، وبذلك تدفعه حقوقه للتطور من الناحية العقلانية.