أسباب الاختلاف بين الناس
إنّ الاختلاف بين الناس قائم على التباين أو الفروقات بين الأفراد فيما يتعلق بخاصية واحدة أو عدد من الخصائص، وتتلخص أسبابه فيما يأتي:
العوامل الوراثية
تُحدد العوامل الوراثية للإنسان طوله وحجمه وشكله ولونه وخصائصه الجسدية الأخرى، مثل: اليدين والساقين والشعر، بالإضافة إلى أنّها تلعب دورًا مهمًا في تنمية الفوارق الفكرية، أيّ السمات العقلية، مثل: مستوى الذكاء وطريقة التفكير، وغيرها.
البيئة والتنشئة
تعكس العوامل البيئية والتنشئة الفروق الفردية بين الناس في السلوك، والمواقف، والأساليب، والشخصيات، وغيره، إذ تشملان تأثير الأشخاص، والمجتمع، والثقافة، والعادات، والأفكار، والمثل العليا، والقيم، فيُؤثر ذلك في السلوك بشكل مباشر أو غير مباشر.
تأثير الطبقة والعرق
إنّ الطبقة الاجتماعية والعرق من أسباب الاختلاف بين الناس، حيث يُؤثر ذلك على شخصية كل فرد من الأفراد، وما يتعلق بشخصياتهم وتكوينهم وقدراتهم، فهذا الأمر هو حصيلة البيئة الاجتماعية والجغرافية والثقافية، كما أظهرت العديد من الدراسات وجود اختلافات وفروق في نمط الحياة بين الأمريكيين والزنوج والصينيين واليابانيين والإنجليز والهنود.
نوع الجنس
إنّ نوع الجنس هو سبب في الاختلاف بين الرجل والمرأة، حيث يُؤثر ذلك على التطور البدني والأمور الاجتماعية، فمثلًا يحدث التطور البدني للفتاة قبل الولد بسنة أو سنتين، وذلك بين سن 11 و14، إذ تكون الفتيات أطول وأثقل من الأولاد، ولكن بعد عمر الـ 15 يُصبح الأولاد أطول وأثقل وأقوى، وهناك صفات تختلف فيها المرأة عن الرجل والعكس صحيح، مثل: القوة البدنية، العاطفة، المسؤوليات الاجتماعية، وغيرها.
العمر
العمر أحد أسباب الاختلاف بين الناس، حيث إنّ الطفل والشاب وكبير السن يختلفان عن بعضهم بسبب فارق السن، كما أنّ هذا الأمر يُؤثر على مستوى التعلم والقدرة على التكيف، حيث تزداد القدرة على التعلم والتكيف بشكل طبيعي مع تقدم العمر، وعندما يكبر الإنسان يُمكن أن تزداد مسؤولياته الاجتماعية، ويكون أقدر على التعامل مع عواطفه، وذلك على عكس الطفل الذي لا يستطيع التحكم بمشاعره، ويحتاج إلى التدرج في التعلم.
الوضع الاقتصادي والتعليم
إنّ أحد أسباب الاختلاف بين الناس تكون نتيجة الحالة الاقتصادية ومستوى التعليم، وهذا بدوره يُؤثر على التقدم في مناحي الحياة المختلفة، فهناك فجوة واسعة في سلوكيات الأشخاص المتعلمين وغير المتعلمين، حيث يُؤثر ذلك على السمات الاجتماعية والعاطفية والفكرية؛ لما لتعليم من أهمية كبرى في التنمية الفردية والاجتماعية.
في ضوء ما سبق، إنّ الوضع الاقتصادي يُؤثر أيضًا على التطور، فإذا كان الطالب من عائلة فقيرة جدًا، فإنّه يُواجه تحديات مالية، ويُمكن أن يُعاني من انعدام المساواة، وهذا يُؤثر على اختيارات ومطالب الفرد واحتياجاته.
المعتقدات الدينية
إنّ المعتقدات الدينية أحد أسباب الاختلاف بين الناس؛ لأنّها ترتبط بمفاهيم ومعتقدات والاهتمامات والطقوس التي يتبعها مجموعةً من الناس، مما يُؤثر على سلوكهم وطريقة نظرتهم وتقديرهم للأمور في الحياة.