-

أنواع التنمية المستدامة

أنواع التنمية المستدامة
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

يَتِم تَعريف التَّنمِيَة المُستَدامة عَلى أنّها التّنمِية والتّطوُّر الذّي يُلبّي احتياجات الحاضِر دُون المَساس بِقُدرة الأجيال القادِمة عَلى تَلبِية احتِياجاتِهم الخاصّة، وتُستَخدم الاستِدامة لِوصف مَدى الحَفاظ عَلى المَوارِد الطَّبيعيّة خِلال تَنفيذ مَشروع مُعيّن أوبَرنامَج مُعيّن.

ويَتِم تَقسيم الاستِدامة إلى أربع فِئات مُتَشابِكة وتُعرَف مَعاً باسم الرّكائز الأربع للاستِدامة، وتُعتَبر هذه الرّكائِز إطار لِتطبيق نَهْج مُوجِّه نَحوَ الحُلول لِقَضايا الاستِدامة المُعقّدة.

وتُعرَف أيضاً بأبعاد الاستِدامة وَهِي التَّصنيفات التّي تُعطَى للتَّوازُن والتَّنمِية بِناءاً عَلى استِخدام مَوارِد البِيئة، وَهِي أداة مُهمّة للمُساعَدة فِي تَحديد نَظرة كامِلة للاستِدامة، ويتطّلب نَموذج الرّكائِز الأربع أن يَكون كُل طَرف قويّ لتحقيق الاستِدامة، وفيما يلي تَوضيح لهذه الرَّكائِز:

الاستِدامَة البيئيّة

وتَهدِف الاستدامة البيئيّة إلى تَعزيز رَفاهيّة السُّكّان مِن خِلال قُوّة واستِقرار رأس المَال الطَّبيعيّ أيّ المَوارِد البيئيّة مِثل الوَقود الأحفوريّ، والأرض، والهَواء، والمَاء، والمَعادِن، والطّاقة الشّمسِيّة، حَيثُ تَشمل هذه الرّكيزة جَودة المِياه، وجَودَة الهَواء، وتَقليل الضُّغوطات البيئيّة، مِثل انبِعاث غازات الاحتباس الحراريّ.

وتُعرَف الاستِدامة البيئيّة أيضاً بالاستِدامَة الطّبيعيّة، ويَستجيب عَمَل الإنسان في هذا البُعْد عَن طَريق الاستِخدام والتَّوزيع العادِل للمَوارِد الطّبيعيّة، وتَعزيز القُدرة عَلى التَّجديد وتَقليل التّأثير والاضطِرابات عَلى البيئة، وتنمية قُدرة المَوارِد الطَّبيعيّة عَلى الاسِجابة لاحتِياجات النُّموّ السُّكّانيّ عَلى مَرِّ السّنين.

تعتَمد صِحّة الإنسان بِشكل كَبير عَلى جَودَة البيئة التّي يعيش فيها، لِذا فَإنَّ الجُهود المَبذولة للحِفاظ عَلى البيئَة تَعود بالفائِدة عَلى النَّاس أيضاً، وتُوفّر البيئَة أيضاً المَوارِد الطَّبيعيّة اللازِمة لِتعزيز الاستِدامة الاقتصاديّة.

إذ تعتمد الشَّرِكات عَلى استِخراج المَوارِد الطّبيعيّة لِتَكون مُستدامة اقتِصادِيّاً، حَيثُ سَتعزّز الجُهود المَبذولة لاستِخراج المَوارِد بِمُستويات مُستدامة للبيئة الاستِدامة الاقتصاديّة أيضاً، وذلك مِن خِلال التّوافُر المُستَمرّ للمَوارِد.

الاستِدامة الاقتِصادِيّة

تَشمَل الاستِدامة الاقتصاديّة خَلق فُرَص العَمل، والرّبحِيّة، والمُحاسبة المُناسبة لِخدمة النّظام البيئيّ، وذلك مِن أجل التّحليلات المُثلى للتَّكلُفة والعائِد، فَإنَّ الدّوافِع الاقتِصاديّة التّي تتطلّب مِن الشّركات أنْ تحتاج إلى مُوظّفين، أو أن يحتاج النّاس إلى وَظائِف يُمكن أن تُعزّز الاستِدامة الاجتِماعيّة إذا كان التّوظيف يُوفّر الأمن للأفراد.

ويُمكن تَعريف الاستِدامة الاقتِصاديّة على أنّها القُدرة الاقتِصادِيّة لِدولة أو مَنطِقة مُعيّنة لِدعْم مُستوى مُحدّد مِن الإنتاج الاقتصاديّ إلى أجَلٍ غَيْر مُسمّى.

كَما يُمكن للجُهود المَبذولة لِتحقيق الاستِدامة البيئيّة أنْ تُفيد أيضاً في الاستِدامة الاقتِصادِيّة للمُؤسّسات، عَلى سَبيل المِثال تُؤدّي إعادة تَدوير المَواد القَيّمة مِثل النُّفايات الإلكترونيّة، ونُفايات المَنسوجات، إلى خَفْض تَكاليف التَّشغيل وتقليل كِثافة استخراج المَوارِد المَطلوبة لاستِدامة الأعمال.

هذا البُعد مِن التّنمية المُستدامة يتطّلب اتّخاذ القَرار على أساس التَّوزيع العادِل للموارِد الاقتِصادِيّة بَيْن أفراد المُجتمع فِي مِساحة جُغرافيّة مُحدّدة، وذلك سَيُؤدي إلى تحقيق هَدف القُدرة عَلى الاستِجابة لأجيال الحاضِر دُون إحداث ضَرر بِتوقّعات الأجيال القادِمة.

إذ يَهدِف البُعد الاقتِصاديّ إلى تَشجيع الاستِثمار في أشكال جَديدة مِن التّنمية تَنطوي على تِقنِيات أقل ضَرراً ومَزايا اجتماعيّة عادِلة ، كَما يُؤدّي تَقليص الفَجوة الإنتاجيّة بيْن المِساحات الحَضريّة والرّيفيّة إلى تَقوِية النِّظام الاقتِصاديّ والاجتِماعيّ عَلى حَدٍّ سَواء.

الاستِدامة الاجتِماعيّة

تَشمل الاستِدامة الاجتِماعيّة العَدالة البيئيّة، وصِحّة الإنسان، وأمْن المَوارِد، والتّعليم، إذ يَجب أن تَهدِف الجُهود المَبذولة لتعزيز الاستِدامة الاجتماعيّة إلى تعزيز الفَوائد الاقتصاديّة والبيئيّة أيضاً، فَتركيز جُهود الشَّرِكات على الاحتِفاظ بالمُوظّفين يُحقّق الاستِدامة الاجتِماعيّة إذ يُمكن أن تُولّد الاستِثمارات في رفاهِية المُوظّفين فَوائِد اقتِصادِيّة للشّركات.

كَما يُمكن للجُهود المَبذولة لِزيادة الاستدامة الاجتماعيّة أنْ تُفيد البيئة أيضاً، حَيثُ يُمكن أنْ يكون لِخيارات النّظام الغِذائيّ للأشخاص تأثير كَبير على صِحّة الإنسان و البيئة، وبالتّالي فإنّ الدّعوة إلى تناول طَعام أكثر صِحّة يُمكن أن تُفيد البيئة أيضاً.

ويُعزّز البُعد الاجتماعيّ للاستدامة تبنّي القِيَم والتّغييرات في المجال الثّقافي، من أجل التّوفيق بين العمل البشريّ والبيئة وتحسين العلاقات الاجتماعيّة للأجيال القادِمة، ويسعى هذا البُعد أيضاً إلى تقليل آثار الفَقْر والانحرافات الدّيموجرافيّة.

كما يُعد التّبادُل الثّقافيّ بيْن الدُّول مُهمّاً للغاية لِمواصلة تعزيز الحَركات والأنشطة القائمة على الاستدامة، حيثُ تحتفظ كُل ثقافة بِعلاقة خاصّة مع البيئة والمَوارِد التّي تُوفّرُها والأُسس الاجتِماعيّة التّي قامَت عَليها قِيَمُها.

الاستِدامة البشريّة

تُشير الاستِدامة البَشَريّة إلى استِدامة المَوارِد البَشَريّة والأصول والثّقافة وتحسينِها، وعادةً ما يُمكن تحقيق ذلك مِن خِلال عوامل التّمكين مثل الاستثمار في الخَدَمات أو القُدرات التّي تُغطّي مجالات كالصحّة والتّعليم والرّعاية، إذ تستهدف ركيزة الاستدامة البشريّة الاستثمار في المهارات التّي تعمل على استدامة رفاهية المجتمع أو تحسينها.