أنواع العنف وتأثيراته على المجتمع
مفهوم العنف وفقًا لمنظمة الصحة العالمية
تُعرّف منظمة الصحة العالمية العنف (بالإنجليزية: Violence) في تقريرها العالمي حول العنف والصحة (WRVH) بأنه الاستخدام المتعمد للقوة، سواء كانت جسدية أو لفظية أو نفسية، ضد الفرد أو مجموعة أو مجتمع. يتسبب هذا الاستخدام في إصابات بدنية أو نفسية، أو حتى قد يؤدي إلى الوفاة. كما يُبرز هذا التعريف نية المعتدي في استخدام القوة، مما يُميز العنف عن الأذى الناتج عن الحوادث غير المقصودة.
لا يقتصر تعريف العنف على الأفعال الجسدية فقط، بل يمتد ليشمل أي تصرف يتسبب في أذى نفسي أو عاطفي. وبالتالي، تُعتبر أفعال التلاعب النفسي أو الإهمال أيضًا من أشكال العنف.
تصنيفات العنف الأساسية
يمكن تقسيم العنف إلى عدة أنواع أساسية، تشمل:
قلب أسود الحلقة 2
1. العنف الجسدي
يُعرف العنف الجسدي بأنه الاستخدام المتعمد للقوة البدنية، مما يؤدي إلى الأذى أو الإصابة أو الإعاقة أو حتى الوفاة. يتضمن هذا النوع من العنف مجموعة واسعة من الأفعال، مثل: الخدش، الدفع، الإمساك، العض، الخنق، الصفعات، اللكمات، الضرب، الحرق، واستخدام الأسلحة. هذا النوع من العنف لا يؤثر فقط على الجسد، بل يمكن أن يكون له آثار نفسية سلبية شديدة.
2. العنف النفسي
يشمل العنف النفسي، الذي يُعرف أيضًا بالعنف العاطفي، جميع أشكال التواصل، سواء اللفظي أو غير اللفظي، الذي يُستخدم لإيذاء شخص آخر نفسيًا أو عاطفيًا. قد يسعى الجاني من خلال هذا النوع من العنف إلى ممارسة السيطرة على الضحية، مما يؤدي إلى آثار مشابهة لتلك الناتجة عن العنف الجسدي، مثل القلق والاكتئاب. تتضمن أشكال العنف النفسي ما يلي:
- العدوان الواضح، مثل الإذلال والتهكم.
- السيطرة القسرية، مثل تقييد الوصول إلى الأشخاص أو المعلومات أو مراقبة تحركات الضحية بشكل مفرط.
- التهديدات بالعنف الجسدي أو الجنسي.
- التحكم في الصحة الإنجابية أو الجنسية.
- استغلال ضعف الضحية، مثل استغلال المهاجرين أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
3. العنف الجنسي
العنف الجنسي يُعرّف بأنه أي فعل جنسي يُمارَس ضد شخص لم يُوافق عليه طواعية، أو يكون غير قادر على إعطاء الموافقة أو الرفض. هذا النوع من العنف يتضمن الاعتداء الجنسي القسري، اللمس غير المرغوب فيه، أو إجبار الضحية على الانخراط في أنشطة جنسية مع طرف ثالث. تؤدي هذه الأفعال في كثير من الأحيان إلى أذى جسدي، وغالبًا ما تكون لها آثار نفسية سلبية عميقة.
4. الحرمان من الرعاية
يُعد الحرمان من الرعاية نوعًا من الإساءة التي تحدث عندما يفشل الشخص المسؤول عن توفير الرعاية لشخص غير قادر على العناية بنفسه. يتضمن هذا النوع عدم توفير الإشراف الكافي، التغذية، الرعاية الطبية، أو عدم تلبية الاحتياجات الأساسية الأخرى. يؤدي الإهمال إلى آثار جانبية طويلة المدى، تشمل: الإصابات الجسدية، تدني احترام الذات، اضطرابات الانتباه، والسلوك العنيف، بالإضافة إلى الأمراض الجسدية والنفسية.