كشف العلاقات السامة: كيف تحمي نفسك؟
ما هي العلاقة السامة؟
تُعتبر العلاقات السامة موضوعًا قديمًا، ولكنه أصبح أكثر شيوعًا في عصرنا الحالي نظرًا لزيادة الوعي حول تأثيرها السلبي على الأفراد. تُعرف العلاقة السامة بأنها تلك التي تتسم بأنماط صحية غير مواتية تؤثر على الشريكين. على سبيل المثال، يمكن أن تبرز السمية في العلاقة عندما يعاني أحد الشريكين من صعوبة في التعبير عن نفسه أو مشاعره، أو حين يقضي الشريك معظم وقته في العمل أو مع الأبناء، متجاهلًا شريكه في العلاقة الزوجية. هذه الأنماط تعكس وجود علاقة سامة (علاقة توكسيك).
تكون العلاقة سامة حين يفتقر الشريكان إلى التواصل والتفاهم. من الطبيعي أن تمر أي علاقة عاطفية بمرحلة من الفتور، وهو أمر شائع بين الأزواج. ولكن من الضروري أن يكون لدى الأزواج وعي بموقعهم في العلاقة وأن يبحثوا عن طرق للتغلب على هذه الفترات. في حالة العلاقات السامة، يكون الفتور أكثر وضوحًا، مما يعرض الصحة النفسية لكلا الشريكين للخطر، ويؤدي إلى تهديدات عاطفية، نفسية، وجسدية، بالإضافة إلى احتمال وجود عنف، سواء كان لفظيًا، عاطفيًا، أو جسديًا، مصحوبًا بمشاعر الغضب، والاحتقار، ومحاولة التقليل من قيمة الآخر.
اسمه السعادة الحلقة 35
عندما تبدأ الصحة النفسية للشريك في التدهور، نبدأ في التعرف على علامات العلاقة السامة.
علامات العلاقات السامة (علاقة توكسيك):
- وجود احتقار وتقليل من شأن الطرف الآخر مما يدفعه للشك في نفسه.
- التساؤل الدائم عن ما إذا كانت تصرفاته صحيحة أم خاطئة.
- شعور الطرف الآخر بعدم المعرفة بكيفية التصرف في العلاقة.
- شعور بالغضب، والذي يُعتبر طبيعيًا في جميع العلاقات، لكن الطريقة التي يُعبر بها عن هذا الغضب تختلف. في العلاقات السامة، يتم التعبير عن الغضب من خلال كلمات جارحة.
- تجريح نفسي، عاطفي، وكلامي مثل استخدام الشتائم والعبارات الجارحة.
- التعامل بصمت ورفض تبرير هذه المعاملة للشريك.
- استخدام الشريك حركات توحي بتفوقه عليك مما يجعلك تشعر بالخيانة.
توجد دائمًا إشارات تُنبهنا لوجود علاقات سامة، لكن العديد من الشركاء السامين يرتدون قناع الحب ويخفون هذه الإشارات. لذلك، من المهم أن نكون واعين لهذه العلامات.
كيف نكتشف العلاقات السامة في حياتنا؟
- إذا طلب الشريك منك حذف حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حثك على إنشاء حساب مشترك بكلمة مرور معروفة له فقط.
- عندما يلبي الشريك احتياجاته على حساب احتياجاتك.
- إذا كان لدى الشريك نوبات غضب متكررة يعقبها تبريرات.
- تسلط الشريك على الطرف الآخر وعدم احترام مساحته الشخصية.
- ممارسة الشريك للعنف العاطفي، مثل حظر الطرف الآخر من وسائل التواصل الاجتماعي.
- تحميل الشريك المسؤولية عن مشاعره وأفعاله دون أخذ مسؤولية أفعاله.
- انعدام ثقة الشريك في نفسه بسبب أفعال الشريك السام.
يجب على الشخص تقييم مدى راحته في العلاقة، والتحقق مما إذا كانت تسمح له بالتعبير عن نفسه. إن تجاهل هذه العلامات يمكن أن يؤدي إلى أزمات نفسية خطيرة.
ما هي أبرز الآثار النفسية التي تحدث مع الشخص الذي يعيش في علاقة سامة؟
- الاكتئاب.
- التوتر.
- انعدام العلاقات الاجتماعية والعائلية المقربة.
- فقدان الاهتمام بالمظهر الخارجي أو تغيير نمط اللباس.
- اضطرابات في نظم الطعام، سواء بالإفراط أو فقدان الشهية.
- الشعور بالاغتراب عن الذات.
لماذا نجذب إلى العلاقات السامة؟
- النشأة بين والدين تربطهم علاقة سامة: غالبًا ما تعكس العلاقات التي نعيشها العلاقات التي شهدناها في طفولتنا. إذا كانت علاقة الوالدين تفتقر إلى الاحترام، قد يعتقد الأبناء أن هذا هو الطبيعي.
- فقدان أحد الوالدين: قد يدفعك الشعور بالهجر للبحث عن شريك يحمل سمات مشابهة لوالديك السامين.
- السعي لإصلاح الآخرين: إذا كنت تسعى دائمًا لإصلاح شريكك السام، فقد تقع في فخ العلاقة السامة.
من المهم أن ندرك أن العلاقات السامة، وخاصة المحتويات النرجسية، تعتمد على استراتيجيات تغلف السلوكيات السامة بمظهر رومانسي يجذب الشريك.
لماذا من الصعب اتخاذ قرار الخروج من العلاقات السامة؟
يواجه الأفراد صعوبة في مغادرة العلاقات السامة لعدة أسباب، منها:
- التعود على المشاكل ورفض الخروج من منطقة الراحة.
- الخوف من العودة إلى منزل الأسرة ومقارنته بالزواج.
- عدم القدرة على الاستقلال المالي.
- وجود أطفال مما يزيد تعقيد الانفصال.
- التعلق العاطفي بالشريك السام.
من الضروري أن نكون أقوياء وأن نكون قادرين على اتخاذ القرار الصحيح بالخروج من العلاقة السامة. صحيح أن هذا القرار قد يتطلب جهودًا كبيرة، لكن آثار البقاء في علاقة سامة قد تكون أسوأ.
كيفية تحويل العلاقة السامة إلى علاقة صحية؟
تؤدي العلاقات السامة إلى اضطرابات نفسية خطيرة، وغالبًا ما لا يدرك الشخص السام أنه يحتاج إلى مساعدة. لذا، يجب أن نتفهم أن العلاقة لا يمكن إصلاحها إلا إذا كان الطرفان مستعدين لذلك.
عندما نفكر في إصلاح العلاقة، يجب أن نميز بين تبرير السلوكيات السيئة والتعامل معها. عليك أن تكون داعمًا لشريكك لكن لا تقبل أن تكون المعالج له.
كيفية التعامل مع العلاقة السامة؟
إذا كنت في علاقة سامة، يجب عليك:
- الخروج من العلاقة إذا كان ذلك ممكنًا.
- إذا كان الخروج صعبًا، عليك حماية نفسك عن طريق تعزيز صحتك النفسية.
- تعلم كيفية الحوار مع الشريك، وكم هو مهم أن تُظهر للأطفال أن العبارات السامة ليست صحيحة.
بعد الانفصال، قد يعاني الشخص من صدمات نفسية، لكن من المهم أن نتذكر أن الشفاء يتطلب وقتًا وصبرًا.
خطوات لتحسين صحتك النفسية بعد الخروج من العلاقة السامة (توكسيك)
- تجنب العزلة، وكن محاطًا بأشخاص داعمين.
- التوجه إلى أخصائي نفسي لمساعدتك في التعبير عن مشاعرك.
- لا يمكن تحديد مدة الشفاء، ولكن يجب أن تكون مستعدًا للصبر.
قبل الدخول في أي علاقة، من الضروري أن نكون واعين لاحتياجاتنا حتى نتمكن من اختيار الشريك المناسب وتجنب العلاقات السامة.