في بعض الأوقات، يشعر الإنسان بأنه بحاجة إلى دعم الآخرين لمساعدته في اتخاذ قراراته. فالبشر كائنات اجتماعية، ولا يمكنهم العيش في عزلة عن بعضهم البعض. فمشورة الآخرين ومشاركة المشاعر تعطي لحياتنا معنى، وتساعدنا في اتخاذ القرارات. ولكن، تكمن المشكلة عندما يتحول الاعتماد على الآخرين إلى نمط حياة، حيث يعتمد الفرد على آراء الآخرين حتى في الأمور البسيطة. هنا يظهر اضطراب الشخصية الاعتمادية، والذي يعبر عن شخص يحتاج بشكل مفرط إلى العلاقات الاجتماعية، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى فشل هذه العلاقات وفقدان الصداقات بسبب الاعتمادية الزائدة.

ما هي أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

  • صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية.

    يعاني الشخص المصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية من صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات البسيطة دون التماس الدعم والنصح من الآخرين. يتطلب الأمر منه استشارة المحيطين به في أبسط الأمور، مما قد يصبح مزعجًا للآخرين. وعندما يتوقف هؤلاء عن تقديم الدعم، يشعر المصاب بقلق شديد.

  • احتياج الآخرين لتولي مسؤولياته.

    يحتاج الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى الآخرين لتحمل المسؤوليات في مجالات حياتهم الأساسية. على سبيل المثال، قد تجد أن امرأة متزوجة تعتمد بشكل كامل على زوجها في أبسط الأمور، مما يجعل الزوج يشعر بعدم الثقة بقدراتها، ويعتبرها شخصية ضعيفة.

  • صعوبة في التعبير عن رفضه أو مخاوفه من آراء الآخرين.

    يجد المصاب صعوبة في إبداء آرائه المختلفة عن الآخرين، خوفًا من فقدان دعمهم أو رضاهم. هذا الخوف لا يتعلق فقط بالعواقب السلبية، بل هو تصور يعاني منه الشخص عند وجوده في مجموعة من الأصدقاء، حيث يوافق دائمًا على آرائهم حتى وإن كان يعتقد خلاف ذلك.

  • صعوبة في القيام بأعمال لوحده.

    يواجه المصاب صعوبة في بدء مشاريع خاصة أو إنهاء مهام بمفرده، ويرجع ذلك إلى عدم ثقته بنفسه أو بقدراته. وغالبًا ما يكون الشخص الاعتمادي غير قادر على استثمار مهاراته إلا في شراكة مع شخص آخر يتحمل العبء الأكبر.

  • يعمل ما في وسعه لكسب الرعاية والدعم من الآخرين.

    يسعى المصاب دائماً لكسب دعم الآخرين، وقد يصل الأمر به إلى القيام بأعمال مبالغ فيها أو تقديم هدايا باهظة. في البداية، قد يستمتع الطرف الآخر بهذا الاهتمام، لكن مع مرور الوقت يشعر بالاختناق، مما يؤدي إلى تباعد العلاقات.

  • يشعر بالانزعاج أو العجز حين يكون وحيدًا.

    يعاني الشخص من شعور بالانزعاج أو العجز عند البقاء بمفرده، حيث يخشى عدم قدرته على رعاية نفسه. لذلك، يسعى دائمًا إلى إنشاء علاقات جديدة، حتى وإن كانت غير مناسبة، مما يؤدي غالبًا إلى الفشل.
    حبات اللؤلؤ الحلقة 8

  • البحث سريعًا عن علاقة أخرى لدعمه ورعايته.

    بعد انتهاء علاقة حميمة، يسعى المصاب بسرعة للعثور على علاقة جديدة كبديل للدعم والرعاية، مما يؤدي إلى تكرار الفشل في العلاقات.

  • استغراق المصاب بمخاوف غير واقعية بشأن رعاية نفسه.

    يستغرق المصاب في أفكار غير واقعية حول مخاوفه من عدم قدرته على تولي مسؤولية رعاية نفسه.

كيف يتم علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

غالبًا ما يعاني الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية من مشكلات القلق والاكتئاب، مما يجعل العلاج الدوائي خيارًا مناسبًا لمواجهة هذه الاضطرابات. لكن، يتطلب اضطراب الشخصية الاعتمادية بحد ذاته علاجًا نفسيًا يساعد الفرد على التعرف على جوانب القوة لديه واستغلالها في تلبية احتياجاته بشكل مستقل. هذا يساعد الشخص الاعتمادي على أن يصبح أكثر نشاطًا واستقلالية، ويمكنه من التعلم من الأشخاص المستقلين الناجحين من حوله.

غالبًا ما يعتمد المصاب على استثارة مشاعر المحيطين به لتحقيق احتياجاته، مما قد يصل إلى استنزاف هذه المشاعر. إذا كنت ترغب في مساعدته، يجب أن تحدد بوضوح حدود مساعدتك، وأن تركز على مساعدة الشخص في اكتساب المهارات والمعارف التي تمكنه من الاعتماد على نفسه.