-

فهم الاضطرابات النفسية: دليل شامل

فهم الاضطرابات النفسية: دليل شامل
(اخر تعديل 2024-09-09 18:07:17 )
بواسطة

تسود اعتقادات خاطئة لدى الكثيرين حول مفهوم "المريض النفسي"، حيث يُنظر إليهم كأشخاص يتصرفون أو يتحدثون بشكل غير منطقي، مما يجعل أفعالهم تبدو غريبة للآخرين. لكن الواقع يختلف تمامًا، فالأمر ليس سوى تصورات نضعها نحن على هؤلاء الأفراد. في الحقيقة، لا تختلف تصرفات المرضى النفسيين كثيرًا عن أولئك الذين يعانون من أمراض جسدية، سواء من حيث السلوك أو الطريقة التي يتحدثون بها.

لذا ينبغي علينا تغيير طريقة تعاملنا مع هؤلاء الأشخاص، إذ لا يجب أن نعتبرهم خطرًا أو نشعر بالخوف أثناء الحديث معهم. من المهم أن نتجاوز مخاوفنا الداخلية وأن نفتح قلوبنا لهم. في هذا المقال، سنستعرض معايير التشخيص النفسي ومراحله، لنساعد مجتمعنا على احتواء المرضى النفسيين وفهم كيفية التعامل معهم بشكل أفضل.

كيف نحدد الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية؟

لتمكين أنفسنا من التعامل مع المرضى النفسيين، يجب أولاً أن نعرف من هم ونستطيع تحديدهم بشكل دقيق. إليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها:

  • إجراء مسح شامل لتحديد الأشخاص الذين قد يعانون من اضطراب نفسي.
  • تخصيص الوقت الكافي لفهم المشكلة وبدء العلاج المناسب.
  • يمكن إجراء المسح في عيادة مزدحمة.
  • مراقبة المرضى بناءً على مؤشرات عيادية نفسية خاصة بالتشخيص.
  • طرح مجموعة من الأسئلة للتعرف على الأنواع الأكثر شيوعًا من الاضطرابات النفسية، مثل الاضطرابات النفسية العادية وإدمان الكحول.

بعد أن نتقن تحديد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، يجب أن نتعامل معهم بلا خوف، حتى وإن كان الشخص الذي يقوم بالمعاينة غير متخصص ولكن لديه المعرفة والمهارات الأساسية.

فالتشخيص النفسي لا يتطلب خبرة متخصصة بقدر ما يتطلب تعاطفًا وقدرة على الاستماع الجيد.

ما هو دور الأخصائي النفسي أثناء عملية التشخيص النفسي؟

يمر الأخصائي النفسي بمشاعر متنوعة أثناء عملية التشخيص، ويتعين عليه التعامل مع هذه المشاعر بشكل مناسب. ينبغي على الأخصائي أن:

  • لا يشعر بالخوف من الاعتداء من قبل المريض.
  • يتجنب إظهار أي مشاعر قرف أو اشمئزاز، خاصة في الحالات التي تعاني من سوء النظافة الشخصية.
  • يتجنب التوتر، حيث قد تستغرق المقابلة وقتًا أطول من المتوقع.
  • يمنع نفسه من الضحك حيال تصرفات المريض الغريبة.
  • يتجنب الغضب إذا اكتشف أن الشخص لا يعاني من اضطرابات نفسية.

على الرغم من صعوبة الالتزام بهذه الخطوات، يجب على الأخصائي أن يدرك أن السماح لتلك المشاعر بالسيطرة عليه سيؤثر سلبًا على قدرته على تقديم الرعاية للمريض، مما قد يجعل المريض يشعر بعدم الأمان.

ما يجب أن يتذكره الأخصائي عند فحص شخص يعاني من اضطراب نفسي؟

  • تخصيص الوقت الكافي للتحدث مع المريض والاستماع له بصبر.
  • فهم أن معظم المرضى قادرون على وصف معاناتهم بوضوح، وأهمية المعلومات التي يمكن أن يقدمها الأقرباء.
  • إدراك أهمية المقابلة كخطوة أولى في معالجة المريض.
  • الاعتماد على الأسئلة لتشخيص مشكلات الصحة النفسية الشائعة.
  • عدم تجاهل الشكاوى الجسدية لمجرد أن الشخص يعاني من مشكلات نفسية.

ما هي المؤشرات العيادية الدالة على وجود اضطراب نفسي؟

هناك مؤشرات يمكن أن تساعد الأخصائي في تحديد ما إذا كان المريض يعاني من اضطراب نفسي، مثل:
أنا بنت أبي الحلقة 107

  • تصريحات مباشرة من المريض أو عائلته عن وجود اضطراب نفسي.
  • حديث المريض أو أقاربه عن تصرفات غير منطقية.
  • وجود أسباب مباشرة مثل إدمان الكحول أو العنف المنزلي.
  • مشاكل مرتبطة بالعلاقات أو ظروف الحياة مثل البطالة أو مشاكل زوجية.
  • شكاوى من آلام جسدية متعددة لا تتعلق بمرض جسدي معروف.
  • وجود تاريخ عائلي لأمراض نفسية.

ما هي الأعراض التي تساعد في تشخيص بعض الاضطرابات النفسية؟

إذا كان الشخص يعاني من واحدة على الأقل من الأعراض التالية لفترة تتجاوز الأسبوعين، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود اضطراب نفسي مثل القلق أو الاكتئاب:

  • الشعور بالحزن أو التوتر أو العصبية.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
  • اضطراب في النوم.
  • زيادة أو فقدان الشهية.
  • صعوبة في التركيز.
  • التفكير في الانتحار.
  • تسارع نبضات القلب والشعور بالدوار.
  • آلام جسدية غير مبررة.

من الضروري عدم استخدام أساليب التحقيق أو الضغط على المريض لجمع المعلومات، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم حالته. يجب أن نتذكر أن الوقت الذي نقضيه في فهم سبب زيارة المريض للاستشارة أو العلاج النفسي هو عامل حاسم في نجاح العلاج.

كذلك، يجب ألا نغفل عن البيئة التي نشأ فيها المريض وتأثيراتها، إذ إن بعض العيادات قد تركز فقط على الأعراض دون معالجة الأسباب الجذرية، مما يؤدي إلى علاج غير فعال. لذا، يتوجب على الأخصائي أن يستثمر الوقت الكافي لفهم المشكلة الأساسية، مما يسهم في تحسين نتائج العلاج بشكل كبير.

لتحقيق أفضل نتائج في التشخيص النفسي، يجب على الأخصائي أن يمتلك المعرفة الكافية بأسئلة الفحص، والتي لن تأخذ الكثير من الوقت لتحضيرها، لكنها ستساعد في تسريع عملية العلاج وتوفير الوقت لكل من المريض والأخصائي.