-

فهم اضطراب ما بعد الصدمة: الأعراض والعلاج

فهم اضطراب ما بعد الصدمة: الأعراض والعلاج
(اخر تعديل 2024-09-09 15:42:14 )
بواسطة

يعد اضطراب ما بعد الصدمة من الاضطرابات النفسية التي تحدث بعد التعرض لحدث صادم، مثل التهديد بالموت، أو الإصابة الجسيمة، أو التعرض للعنف الجنسي أو الجسدي. يمكن أن يكون هذا التعرض مباشرًا أو حتى من خلال مشاهدة الحدث. يعاني الأشخاص الذين يتعرضون لهذه التجارب من مجموعة من الأعراض المختلفة التي تؤثر على حياتهم اليومية. في هذا المقال، سنستعرض أبرز هذه الأعراض وكيف يمكن التعامل معها.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

الأعراض الاقتحامية

تظهر الأعراض الاقتحامية عندما يتم تحفيز الشخص بذكريات أو صور تتعلق بالحدث الصادم، مما يجعله يشعر وكأنه يعيش تلك اللحظة مرة أخرى. قد تتضمن هذه الأعراض كوابيس تهاجم الشخص أثناء نومه، بالإضافة إلى ذكريات مؤلمة تظهر بشكل مفاجئ خلال النهار. يشعر الشخص بتقلبات كبيرة بين تذكر الحدث الصادم ومحاولاته لتجنبه، مما يؤدي إلى زيادة مستوى القلق والإجهاد النفسي.

تصاحب هذه الذكريات مشاعر قوية من الذعر، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للتوتر والاستجابة بشكل مفرط للمواقف اليومية. يمكن أن تؤدي المحفزات البسيطة إلى نوبات من القلق أو الغضب، مما يعكس تأثير الحدث الصادم على الحالة النفسية.

أعراض التجنب

يسعى الأفراد المصابون باضطراب ما بعد الصدمة إلى تجنب أي محفزات تذكرهم بالحدث الصادم. يتضمن ذلك الابتعاد عن المواقف والأشخاص والأماكن التي تثير ذكريات الحدث. على سبيل المثال، قد يتجنب الناجون من الحروب مشاهدة أفلام تتعلق بالنزاع، أو قد يتجنب الناجون من الاعتداء الجنسي أي موقف يذكرهم بتجربتهم.

تشمل استراتيجيات التجنب أيضًا محاولة تجنب الأفكار والمشاعر المرتبطة بالصدمة، مما قد يؤدي إلى شعور بالاغتراب أو الانفصال عن العالم المحيط. يشعر هؤلاء الأشخاص بالخدر وقد يواجهون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، مما يزيد من مشاعر القلق والتشاؤم حول المستقبل.
حياة قلبي 6 الحلقة 32

الاكتئاب وانخفاض القدرة على الاستمتاع

يعاني البعض من حالات اكتئاب بعد التعرض للصدمة، حيث يصبح لديهم مزاج غير مستقر وعالم داخلي مضطرب. قد يواجهون صعوبة في تذكر تفاصيل الحدث، مما يؤدي إلى شعور بفقدان الذاكرة الانفصالية. بالإضافة إلى ذلك، قد يشعرون بلوم الذات أو الآخرين بسبب ما حدث.

تظهر هذه المشاعر السلبية في أفكارهم حول أنفسهم والعالم من حولهم، حيث تتكون لديهم معتقدات سلبية مثل "أنا لست جيدًا" أو "لا أستطيع الوثوق بالناس". في حالات الاعتداء الجنسي، يمكن للأطفال الذين تعرضوا لهذه التجارب أن يجدوا صعوبة في بناء علاقات ثقة في مرحلة البلوغ.

تفقد هذه الفئة من الأشخاص الاهتمام بالأنشطة التي كانت تسبب لهم السعادة، مثل العلاقات الاجتماعية أو الطعام. كما يعانون من شعور دائم بالفراغ والاغتراب، وقد يلجأون إلى سلوكيات خطرة كوسيلة للشعور بشيء ما، في محاولة للتغلب على حالة الخدر العاطفي.

سهولة الاستثارة الفسيولوجية

يعاني بعض الناجين من أعراض جسدية مثل صعوبة في النوم، والشعور بالتوتر، وصعوبة في التركيز. قد تظهر عليهم علامات الهيجان والغضب بدون مبرر، بالإضافة إلى سلوكيات عدوانية تجاه الآخرين أو أنفسهم. في بعض الأحيان، يمكن أن تظهر هذه الأعراض بعد فترة من الزمن، مما يعرف باضطراب ما بعد الصدمة مع بداية متأخرة.

يمكن أن تتطلب هذه الأعراض تدخلًا نفسيًا أو علاجًا لمساعدة الأفراد على تجاوز هذه التجارب المؤلمة. من المهم أن يتلقى الناجون الدعم المناسب من مختصين في الصحة النفسية.

للحصول على استشارة نفسية أو ممارسات للمساعدة الذاتية، يمكن تحميل تطبيق حاكيني على جوجل بلاي أو آب ستور.