-

ما هي الجمعية

ما هي الجمعية
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

تُعرّف الجمعية بأنّها مجموعة من الأشخاص الذين يجتمعون للنقاش بشأن أمور محدّدة ولتحقيق أهداف معينة، ولتصبح الجمعية مؤهلةً يجب أنْ تستوفي شروط الدولة وقوانينها، فلكلّ دولة قانون خاص بالجمعيات، أي أنّ تعريف الجمعية يختلف من دولة إلى أخرى، ولكي تكون الجمعية قانونية بشكلٍ عام، يجب أن تكون قائمة على أساس وثيقة محددة ومكتوبة، والتي تضع الخطوط العريضة لنظام عمل الجمعية وتكون بمثابة قانون لها، ويتعيّن على شخصين على الأقل من أعضاء الجمعية التوقيع على تلك الوثيقة، كما ويجب أن تكون الوثيقة مؤرخة ومختومة.


تتسم الجمعيات بالعديد من الخصائص، وفيما يأتي أبرزها:

المصالح المشتركة لجميع الأعضاء

تُعتبر مصالح أعضاء الجمعية الواحدة مشتركةً، إذ يجتمع الأشخاص بسبب امتلاك الأهداف والرؤية ذاتها، فيبقى أعضاء الجمعية متحدين في سبيل تحقيق ما يصبون إليه دون التراجع قبل إتمام مهمتهم، ومن شأن ذلك مساعدة أعضاء الجمعية على تعلّم كيفية تولي الأدوار والمناصب وفقًا لإمكانية كل عضو وقدرته، والعمل بمسؤولية.


امتلاك الجمعية أهداف محددة

يُحدّد أعضاء الجمعية أهداف جمعيتهم من أجل الحفاظ على هويتها، ويتمثل عمل أعضاء الجمعية بإيجاد حلول المشاكل، فعلى سبيل المثال تختص الجمعيات الدرامية في شؤون الأداء المسرحي والتمثيل على خشبة المسرح.


عدد الأعضاء وحجم الجمعية محدد

لا يزيد عدد أعضاء الجمعية تلقائيًا كما هو الحال في المجتمع، وإنّما يجري ضم عدد معين من الأشخاص لإتمام عمل الجمعية وتحقيق أهدافها، وبعد إنجاز ذلك يسعى أعضاء الجمعية نحو التقدم ضمن إطار زمني محدد وزيادة عدد الأعضاء، وخلافًا للمجتمع الذي يكون فيه الأفراد مستقلين بفكرهم، يعمل أعضاء الجمعية في ظل قيادة محددة، إذ أنّ لكل جمعية قواعدها وقوانينها الخاصة بها التي يطرحها رئيس الجمعية، ويجري إقرار تلك القوانين بالتشاور مع الأعضاء ذوي الخبرة في الجمعية، ثمّ يعمل أعضاء الجمعية بتلك القوانين لتحقيق أهدافهم ودوافعهم.


تنظيم العلاقات وسلوك الأعضاء فيما بينهم

يتعيّن على أعضاء الجمعية الامتثال لأنظمتها وقوانينها، إذ تُحدّد كل جمعية قواعد السلوك الأخلاقي والعام التي يجب اتباعها وعدم انتهاكها، بحيث لا يُمكن لرئيس أيّ جمعية أنْ يعمل مع أعضاء غير ملتزمين، فالجمعية لا تعترف سوى بالأعضاء الذين يلتزمون بالمبادئ التوجيهية، ومع من يسعوْن للمشاركة في تحقيق أهدافها، وبالتالي كسب ثقة رؤساء جمعياتهم بهم.


غالبًا ما يفقد الأعضاء غير الملتزمين بقوانين جمعياتهم عضويتهم ويُطردون منها، فمن المهم أن يؤيّد الأعضاء قوانين جمعياتهم وأن لا ينتقدوها، كما ويتعيّن على أعضاء الجمعية التعاون والعمل فيما بينهم، فالغرض الرئيس من الجمعية هو تعاون أعضائها، فإن لم يتمكّن العضو من تحقيق ذلك فلا فائدة من بقائه في الجمعية.


العضوية في الجمعيات تطوعية

يُعدّ الانضمام إلى الجمعية قرارًا طوعيًا يتّخذه الشخص بعد معرفة الأيدولوجية التي تقوم الجمعية عليها، فلا يجوز إرغام أيّ شخص على المشاركة في عمل الجمعية ما لم يرغب بذلك، نظرًا لاختلاف الجمعية عن الدولة أو المنظمات الأساسية التي يتوجب على الشخص العمل فيها.


وباعتبار أنّ العضوية في الجمعية يُعتبر أمرًا تطوعيًا، فيمكن لأعضاء الجمعية الانسحاب منها في حال شعروا أنّها لا تستوفي الأهداف التي انضموا للجمعية من أجلها، وفي حال كان هناك عدم جدية في العمل لإتمام تلك الأهداف، ومن الجدير ذكره ضرورة تحمّل كلّ منتسبٍ للجمعية مسؤولية أفعاله.


تتعدّد أشكال الجمعيات التي يجري تشكيلها، وفيما يأتي استعراض لأبرز أنواعها:

الجمعيات التجارية

تُعرف الجمعيات التجارية بأنّها جمعيات تُنشئها القطاعات الصناعية الفردية لغرض واحد يتمثل بتمكين الشركات التي تعمل في نفس القطاع من التواصل مع بعضها البعض والاستفادة فيما بينها، وتُعدّ جمعية صناعة الألبان الأمريكية أحد الأمثلة على الجمعيات التجارية.


الجمعيات الخيرية

تُعرف الجمعيات الخيرية بأنّها مجموعات تعتمد في تمويلها على دعم الأموال المخصّصة للأغراض الإنسانية، إذ تهدف الجمعيات الخيرية بشكلٍ عام إلى جمع التبرعات ومنحها للجهات التي تكون بحاجة لها سواءً كانت مؤسسات أخرى أو أفرادًا، وتُعدّ جمعية القلب الأمريكية أحد الأمثلة على الجمعيات الخيرية.


الجمعيات الأهلية

تُعرّف الجمعيات الأهلية، أو غير الحكومية، بأنّها منظمات مستقلّة عن الدولة وجهاتها الحكومية، وأُطلق عليها هذا الاسم للمرة الأولى عام 1945، وهي كيانات غير ربحية مستقلة عن التأثير الحكومي، على الرغم من أنّها في بعض الأحيان تُموّل من قِبّل الحكومة.


على سبيل المثال لا الحصر، تقوم الجمعيات الأهلية بالعديد من الأنشطة كالأعمال البيئية، والاجتماعية، وحقوق الإنسان، وتنخرط كذلك بالعمل على تعزيز التغيير الاجتماعي أو السياسي على الصعيدين المحلي والدولي، ولها دور محوريّ في تطوير المجتمعات وتحسينها وتعزيز مشاركة المواطنين في هذه العملية.


الجمعيات المهنية

الجمعيات أو النقابات المهنية هي المنظمات التي يتم إنشاؤها لدعم مهنٍ محدّدة ومصالح مَن يعملون فيها، وعلى النقيض من الاتحادات التجارية التي يتألف أعضاؤها من الشركات، يكون أعضاء الجمعيات المهنية أفرادًا من أصحاب المهنة ممّن يتشاركون في الفكر والأهداف، وتُعدّ الجمعية الأمريكية لعلاج النطق والكلام والسمع مثالًا على جمعية مهنية.


تُقدم جميع الجمعيات بصرف النظر عن نوعها العديد من المزايا القيّمة لأعضائها، فبعضها يُقدّم فوائد ملموسة كالمنتجات والخدمات والمعلومات والخصومات، فضلًا عن العديد من الفوائد غير الملموسة، كإتاحة التواصل مع المجتمع والشعور به، ووضْع هدف مشترك لأعضائها، بالإضافة إلى فرصة التطوع، ومن الفوائد التقليدية التي تُقدّمها الجمعيات لأعضائها ما يأتي:

  • منْح الأعضاء فرصة التعلم، من خلال إقامة الدورات وأنشطة التطوير المهني سواءً كان ذلك عبر الإنترنت أو بالحضور شخصيًا.
  • زيادة معرفة الأعضاء وثقافتهم من خلال إنتاج مجموعة من مصادر المعلومات أو شرائها، كالمنشورات، أو الأبحاث، أو المواقع الإلكترونية.
  • منع الأعضاء فرصة الانخراط في المجتمع والتفاعل وتبادل الأفكار فيما بينهم، كإقامة المنتديات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عقد المؤتمرات والاجتماعات.
  • تقديم الدعم لأعضاء الجمعية وتأييدهم، وذلك من خلال التأثير السياسي أو التشريعي الذي تُمارسه الجمعيات على الصعيديْن المحلي أو الدولي، إذ تمارس الجمعيات نفوذها عن طريق ممارسة وسائل الضغط، أو إنشاء وثائق السياسة، أو توفير معلومات تقنية متخصصة.


غالبًا ما يخلط البعض بين مفهومي الجمعية والمجتمع، إلّا أنّ الفرق بينهما كبير، وفيما يتعلق بالعلاقة التي تربط بين المجتمع والجمعية، يتبين أنّ المجتمع يتألف من العديد من التنظيمات، وأحد تلك التنظيمات هي الجمعيات، أي أنّ المجتمع يحتوي على أي تنظيم يجري تطويره على يد مجموعة من الأشخاص.


وفيما يتعلق بأوجه الاختلاف بين الجمعيات والمجتمع، فمن المعروف أنّ الجمعيات يجري إنشاؤها بغرض تحقيق بعض الأهداف والطموحات التي يتشاركها مجموعة من الأشخاص، أيّ أنّها تتألف من أفراد ذوي مصالح مشتركة، وعلى النقيض من ذلك، يتألف المجتمع من أفراد وجماعات يختلفون في الرأي والأهداف والطموحات.