-

ما هي قصة عيد الهالوين

ما هي قصة عيد الهالوين
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

يرجع تاريخ ظهور عيد الهالوين إلى ما قبل 2000 عام، وتحديدًا في الجزر الأوروبية المُسمّاة حاليّاً بإيرلندا، وبريطانيا، وفرنسا، وكانت بدايته على يد أقوام يُقال لهم السلتيون، والذين كانوا يُقيمون سنويًا مهرجاناً دينيّاً يُسمى سامهاين (بالإنجليزيّة: Samhain)، وذلك بمناسبة انتهاء موسم الحصاد وبداية سنة جديدة.


من الجدير بالذكر أنّ يوم الهالوين كان يتضمن معتقدات خاصة بأقوام السلت، فقد كانوا يعتقدون أنّ أرواح الأموات تعود في هذا اليوم لزيارة الأرض، لأن الحدود بين عالمي الأموات والأحياء تتلاشى في هذا اليوم.


كما اعتقد السلتيون أنّ تلك الأرواح تجلب الشر لأراضيهم ومحاصيلهم، لذلك حددوا يوماً يُقام فيه احتفال كبير وضخم، يتضمن إشعال النيران، وتقديم القرابين من محاصيل وحيوانات للآلهة السلتية، ولبس أزياء غريبة الشكل تشبه الحيوانات، ليأمنوا بذلك شرور أرواح الأموات.

يعتقد الكثير من الغرب أنّ فكرة عيد الهالوين ذات جذور مسيحيّة بحتة، فهو احتفال سنوي يقام تحديدًا في اليوم الأخير من شهر تشرين الأول، ليتزامن تاريخ الاحتفال به مع عيد مسيحي تاريخي آخر يسمّى عيد جميع القديسين.


يُرجّح باحثون ومؤرّخون آخرون أن فكرة عيد الهالوين ذات جذور وثنيّة، فقد عرفت ثقافة السّلتيك قديمًا (قبائل استوطنت أوروبا الوسطى وتشترك باللغة والثقافة والدين)، مهرجان الحصاد أو مهرجان الغايلي سامهاين الذي يشبه طريقة الاحتفال به الاحتفال بعيد الهالوين، لكن الأكثر ترجيحًا أن عيد الهالوين مجهول الأصول التّاريخيّة والثّقافيّة.


يجري الاحتفال بعيد الهالوين في 31 من شهر تشرين الأول من كل عام في معظم الدول الغربية، لذا فهو يوم عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد، ليتفرغ الناس لإقامة العديد من الطقوس المخيفة والممتعة، فهو كان وما يزال عيد ذو أصول دينية وثقافية بالنسبة إليهم.


يُشار إلى أن تاريخ الاحتفال بعيد الهالوين بالنسبة للديانة المسيحية يعود إلى القرن 8 عندما نقل البابا غريغوري الثالث عيد جميع القديسين من اليوم 13 من شهر أيار إلى 1 من شهر تشرين الثاني، لتجمع بذلك ليلة 31 من شهر تشرين الأول عيد جميع القديسين وعيد الهالوين في آن.


كثيرةٌ هي الأسباب التي دفعت الناس قديمًا وما زالت تدفعهم حتى اللحظة إلى الاحتفال بعيد الهالوين، ومن أهمها ما يأتي:

  • تكريمًا لموسم الحصاد الذي انتهى، واستعدادًا لاستقبال فصل الشتاء الذي كانوا يرونه بمثابة النصف المظلم من العام.
  • درءًا لشر أرواح الأموات التي يعتقدون أنها تزورهم في هذا اليوم.
  • حمايةً لأنفسهم من الوحوش التي يعتقدون أنّها تظهر في تلك الليلة وتؤذيهم، ويكون ذلك عن طريق ارتداء الأزياء التنكرية المخيفة.
  • أفكارًا نقلها المهاجرون الإيرلنديون إلى الولايات المتحدة بخصوص الاحتفال بهذا العيد، لتصبح فيما بعد شائعة ومعروفة لدى الغرب أجمع.


إنّ أبرز مظاهر عيد الهالوين تتمثّل في أنّه يعتبر عيداً رسميّاً عند الدّول المسيحيّة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكيّة، وبريطانيا، وإيرلندا، وكندا، وفي هذا اليوم تعطّل الدّوائر والمؤسّسات أعمالها، ومن مراسم الاحتفال:


ارتداء أزياء الهالوين

لطالما كانت أزياء الهالوين مرعبة، فقديمًا كان يختار الناس ارتداء جلود ورؤوس أكثر أنواع الحيوانات خطورة، بالإضافة إلى الأزياء التي ترمز إلى أرواح الموتى، ومع مرور الزمن بدأ الناس بارتداء أزياء يعتقدون أنّها تُجسّد الأرواح أو الشياطين كالألبسة السّوداء أو الموشّحة بالسواد، وارتداء الأقنعة التي تحمل شكل رأس الهيكل العظمي.


خلال القرن 18 أصبحت الملابس أقل رعبًا عمّا كانت عليه في السابق، فقد بدأ الناس بتصنيع أزيائهم الخاصة منزليًا، والتي تتكوّن عادةً من الملاءات وبعض الأقنعة المميزة، مع استخدام الكثير من المكياج بهدف التخفي، حتى لا يتعرّف أحد على هوية صاحب الزيّ.


خلال القرن 20 تغيرت نوعية الأزياء التنكرية كثيرًا، لتصبح تجسيدًا لبعض الشخصيات المشهورة مثل: القراصنة، أو الغجر، أو المهرجين، وبذلك تحولت أزياء الهالوين التنكرية المرعبة إلى أزياء أكثر تأنقًا.


إقامة الحفلات وزيارة المقابر

بما أن يوم الهالوين عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد، لذا الكثير من الناس يعمدون إلى إقامة الاحتفالات على سبيل الترفيه والمتعة، حيث تزيّن البيوت بالإضاءة، وتوقد الشّموع، كما يذهبون إلى قبور الأموات ليوقدوا عليها الشّموع، ويتمّ استخدام بعض الخضروات مثل القرع على شكل مصباح مني ويرتدون أزياء تنكرية ويقومون ببعض المسيرات الليلية التي تجوب شوارع الأحياء السكنية، ويتبادلون الهدايا والحلوى فيما بينهم، كما أنهم يتوجهون إلى المقابر ويؤدّون بعض الطقوس.


مشاهدة أفلام الهالوين

أنتجت السينما الغربية العديد من الأفلام التي تحاكي هذه المناسبة المميزة، وبالفعل حقق الكثير منها أرباحًا مادية ضخمة للغاية، لذا أصبح الناس يتطلعون بشوق لحضورها خلال عيد الهالوين، والتي غالبًا ما تدور أحداثها حول فكرة الهالوين والمواقف المخيفة التي يتضمنها الاحتفال بهذا اليوم.


خدعة أم حلوى الهالوين

يعدّ هذا النشاط أحد أكثر التقاليد الشائعة في هذه المناسبة، ويكون ذلك من خلال ارتداء الأطفال الصغار لبعض الأزياء التنكرية والسير ليلًا عبر الشوارع، ثم قرع أبواب المنازل لإخافة أصحابها على سبيل المزاح، من أجل الحصول على بعض الحلوى والهدايا.


يزخر عيد الهالوين بالكثير من الرموز متعددة الدلالات والمعاني، لذا تجد أن كبرى الشركات التجارية في العالم تحرص على تواجدها قبل البدء بالاحتفال به، ومن هذه الرموز ما يأتي:


فوانيس يقطين الهالوين

بدأ استخدام رمز اليقطين منذ وقت طويل في إيرلندا، وتحديدًا عندما كان السلتيون ينحتون ثمرة اللفت بسبب عدم توفر القرع أو اليقطين لديهم، وفي عشية الاحتفال بهذا العيد يقومون بوضع مصدر للنار داخلها، لاعتقادهم أنها ستبعد الأرواح الشريرة عنهم، وبعد انتقالهم إلى أمريكا أصبحوا يستخدمون اليقطين بدلًا من اللفت.


ساحرة الهالوين

رمز الساحرة تقليد قديم للغاية ويعد من أكثر رموز الهالوين استخدامًا لدى الناس، فالساحرة في الثقافة الغربية تمثل دائمًا الأنثى الخارقة لحدود الطبيعة، وشاع استخدمها منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا.


خفاش الهالوين

يمتلك خفاش الهالوين جذورًا ضاربةً في القدم في الثقافة الغربية، إذ يُعتقد أنه يمتلك القدرة على أكل جميع الحشرات الطائرة المتجمعة حول النيران التي كانت توقد في هذه المناسبة في تلك الأزمان، كما يرتبط رمز الخفاش بمصاصي الدماء، وهي شخصيات مرعبة يُعتقد أن بعض الخفافيش تتحول إليها.


شبح الهالوين

كان رمز الشبح وما يزال من الرموز التي يحرص الناس على استخدامها في هذه المناسبة سنويًا، لاعتقادهم أن أرواح الموتى تتجول على صورة أشباح في هذه الليلة لتزور أحبّائها في المنازل القديمة والمهجورة.


قطة الهالوين

القطة السوداء من الرموز شائعة الاستخدام في عيد الهالوين، للاعتقاد السائد أن البشر الأشرار كانوا قادرين على تحويل أنفسهم إلى قطط سوداء،.

كما ساد اعتقاد قديم أنّ بعض السحرة يُمكن أن يتحوّلوا إلى قطط سوداء أيضًا، فضلًا عن ارتباط هذه الحيوانات بالساحرات التي غالبًا ما تتجول برفقة قطة سوداء وهي جميعها خرافات من نسخ الخيال.


فزاعة الهالوين

من المعروف أن رمز الفزاعة استخدم في الكثير من الثقافات على اختلافها، وغالبًا ما كان يُوضع عليها جماجم الحيوانات ومن ثم تُحرق خلال الاحتفال؛ لغرس الخوف في نفوس الأرواح الشريرة التي يُعتقد أنّها تُحاول التسلل إلى الناس للإضرار بهم.


أما مؤخرًا فقد أصبح يُستخدم رمز الفزاعة كي يدل على موسم الخريف والحصاد، وفي واقع الأمر الفزاعة لا يقتصر استخدامها كرمز في عيد الهالوين، ذلك أنها أصبحت تُستخدم في أعياد أخرى كعيد الشكر، لكونها تشير إلى فكرة حصاد الأرض والخير الكثير.


تناقل الروايات المرعبة والمخيفة

في هذا اليوم يتناقل النّاس الرّوايات المرعبة والمخيفة التي تتحدّث عن الوحوش والأرواح التي تسكن البيوت المهجورة، وينسجون القصص والخيالات لاعتقادهم أنّ في هذا اليوم تنتقل الأرواح الشّريرة من عالمها البرزخ إلى الأرض، وحتّى يلتبس الأمر على تلك الأرواح ويتم إخافتها لا بدّ من نشر الرّعب والخوف في قلوبها.


الهياكل العظمية والجماجم

تعد الهياكل العظمية والجماجم رموز أساسية في عيد الهالوين، كونها تجسيد واضح وصريح لفكرة الموت، فلطالما اعتبر هذا العيد بمثابة عطلة للموتى وأرواحهم، من خلال الانتقال من عالمهم الأبدي إلى عالم الإنسان.


الدماء والعناكب

الدماء بالثقافة الغربية تُجسد الحياة والموت، وتُذكر بأننا كبشر نتألم ونُعاني ونخاف كثيرًا من الموت، كما أنها تحمل إشارةً صريحةً على مصاص الدماء الذي تقطر الدماء منه.


فكرة العنكبوت واستخدامه كرمز في عيد الهالوين قديمة ومتجذرة في الثقافات الغربية، لا سيما أنه يُنظر إلى العنكبوت على أنه ينسج القدر وأنه رفيق للأشرار والسحرة.

وهذه الكائنات تُفضل التواجد في الأماكن المظلمة والمهجورة، مثل: المنازل القديمة والمقابر، والكهوف، كما أن منها بعض الأنواع القادرة على قتل الإنسان، لذا سرعان ما ارتبطت بالهالوين.


قديماً كانت فكرة عيد الهالوين تدور حول الاحتفاء بالأرواح الشريرة والوحوش التي يُعتقد أنها تنطلق من أماكن تواجدها لتهاجم الناس في ليلة 31 من شهر تشرين الأول، فتعمد إلى تخريب ممتلكاتهم من زرع وغيره.


ظلت تلك المعتقدات القديمة تحتل جزءًا كبيرًا من حياة الغربيين، ولكن شيئًا فشيئًا تلاشت تلك الأفكار والمعتقدات، فلم يعد الناس يخافون من تلك الوحوش والأرواح الشريرة، بل أصبحوا يحتفلون بها في مهرجانات خريفية تشمل العديد من الفعاليات الاحتفالية؛ كالرقص، والغناء، وسرد بعض القصص عن الأشباح للمرح والمتعة.


بالرغم من وجود العديد من الأصوات المتدينة في الغرب والتي تُعارض إقامة مثل هذه المراسم الاحتفالية، إلا أن معظم الناس تستمر بإحياء العادات القديمة التي توارثوها عن آبائهم.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا العيد يدر أرباحاً ضخمةً للشركات، إذ ينفق الشعب الأمريكي ما يقارب 8 مليار دولار سنويًا على الأزياء والحلوى والألعاب وغيرها من طقوس الاحتفال بعيد الهالوين.