-

من هو أبو داود سليمان بن الأشعث؟

من هو أبو داود سليمان بن الأشعث؟
(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني، ويُكنى بأبي داود، أحد كبار أئمة الحديث، ومحدّث البصرة، وهو مؤلف كتاب "السنن" الذي يُعد من أهم كتب الحديث بعد البخاري ومسلم، إلى جانب ذلك فهو والد الإمام "عبدالله بن أبي داود"، والذي كان حافظًا للحديث مثل والده، وراويًا له.


ولد الإمام أبو داود في عام 202 هجري، في بلدة صغيرة تسمى سجستان (أفغانستان حاليًا)، أثناء عصر الخليفة العباسي المأمون، والده "الأشعث بن إسحاق" كان من كبار رواة الحديث، وله أخ أكبر منه يدعى "محمد بن الأشعث" وهو راوي للحديث كذلك، ويعود له الفضل الكبير في مساعدة أخيه في طلبة العلم، وذلك من خلال مرافقته في رحلاته العلمية، والتي كانت بغرض سماع الحديث من كبار أئمته في البلدان الإسلامية.


تربى الإمام أبو داود في بيئة ذات علم ودين وفضل، الأمر الذي ساهم في تنشأته على حب العلم منذ الصغر، والسعي الحثيث في طلبه، ولا سيما علم الحديث، ونظرًا لذلك فقد خرج أبو داود في العديد من الرحلات العلمية إلى معظم الأقاليم الإسلامية، مثل الشام، ومصر، والجزيرة العربية، والعراق، وخراسان، وفيها التقى بكبار علماء الحديث وسمع عنهم، ومما يجدر ذكره أنّ أبا داود كان أحد تلامذة الإمام البخاري، والذي كان له الأثر الكبير في تكوين شخصية أبي داود العلمية.


تلقى الإمام أبو داود العلم على يد كبار علماء وشيوخ الحديث، ومنهم:

  • سعيد بن سليمان.
  • أبو الوليد الطيالسي.
  • إسحاق بن راهويه.
  • أحمد بن حنبل.
  • قتيبة بن سعيد.


نظرًا لمكانته العلمية الكبيرة فقد أقبل الكثير من التلاميذ عليه؛ لينهلوا العلم على يديه، نذكر منهم ما يأتي:

  • ولده أبو بكر بن أبي داود.
  • الإمام الترمذي.
  • الإمام النسائي.
  • أبو بشر الدولابي.
  • علي بن الحسن بن العبد.


أثرى أبو داود المكتبة الإسلامية بالكثير من الكتب والمصنفات القيّمة، ولا سيما فيما يتعلق بمجال علم الحديث، ومن أهم هذه المؤلفات:

  • سنن أبي داود.
  • دلائل النبوة.
  • التفرد في السنن.
  • المراسيل.
  • المسائل التي سئل عنها الإمام أحمد.
  • ناسخ القرآن ومنسوخه.
  • الزهد.


اكتسب الإمام أبو داود شهرته الكبيرة بعد تأليفه لكتابه "السنن"، وهو يُعد من صحاح كتب السنة الستة، ويأتي في المرتبة التالية بعد صحيح البخاري وصحيح مسلم، وقد جمع فيه أبو داود ما يقارب 4800 حديث صحيح اختارها من بين 500 ألف حديث، وقد حظي هذا الكتاب بثناء كبار العلماء وإعجابهم، ومن أبرزهم الإمام أحمد بن حنبل، كما أثنى على الكتاب الإمام زكريا الساجي بقوله "كتاب الله أصل الإسلام، وكتاب أبي داود عهد الإسلام".


من أقوال العلماء في أبي داود ما يأتي:

  • قال موسى بن هارون: خُلق أبي داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه.
  • قال أبو حاتم بن حبان: كان أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وحفظًا ونسكًا وورعًا وإتقانًا، جمع وصنف وذب عن السنن.
  • قال الحاكم النيسابوري: أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة.


استقر أبو داود في أواخر حياته في مدينة البصرة، حيث بقي فيها إلى أن توفاه الله، وذلك في تاريخ 16 من شهر شوال الموافق لعام 275 هجري، عن عمرٍ ناهز 73 عامًا.